اطلس- سياسة جديدة لجأ اليها الاحتلال الاسرائيلى لربما تكون محاولة للضغط على المقاومة وقبولها بالشروط الاسرائيلية من خلال استهداف منشات سكنية مكتظة بالسكان ، وابراج سكنية كاملة وتدمير البنية التحتية للقطاع.
تخبط سياسى بين لحظة واخرى ، دون الادلاء بأى معلومات قد تحمل بشائر خير للمواطن الغزى بالوقت الذى يشهد القطاع حربا شرسة منذ ما يقارب الخمسين يوما طالت خلالها البشر والحجر والشجر.
زيارات دبلوماسية على اعلى مستوى لرئيس السلطة محمود عباس بدأت من الاردن مرورا بقطر وانتهت فى مصر ، تخللها اجتماعات مكثفة بين امير قطر والرئيس المصرى وملك الاردن بجانب لقاءاته مع اعضاء وفد التفاوض الفلسطينى ممثل بخالد مشعل رئيس مكتب حماس السياسى ، وسط دعوات من ابو مازن بضرورة وقف الحرب على غزة للتوجه الى طاولة المفاوضات من أجل الحديث عن مطالب الشعب الفلسطينى ، لكن نتائج لم يتم احراز اى تقدم لحتى هذه اللحظة فيما غادر وفد السلطة القاهرة وسط غموض بالقرارات والخطوات القادمة.
تحليلات مختلفة حول استخدام الاحتلال سياسة قصف الابراج السكنية ، وما ينتج عنها ، بالوقت الذى لاتزال المقاومة تمنع سكان المستوطنات المحاذية لقطاع غزة من الوصول لمنازلهم من خلال تكثيف رجال المقاومة ضرباتها لتلك المناطق.
استهداف الابراج سياسة ضغط :
البروفيسور "عبد الخالق العف " الاكاديمى فى الجامعة الاسلامية بين ان المقاومة مستمرة وصامدة ، والقادة السياسيون يتابعون مجريات الاوضاع ، بالوقت التى تستمر به الاتصالات من أجل وقف العدوان على غزة باقرب وقت ممكن .
وما يتعلق بقصف الابراج السكنية بشكل همجى اوضح " العف" فى حديث لـ" دنيا الوطن ان قصف الأبراج السكنية تصعيد اسرائيلى خطير ، ويجب على المقاومة الفلسطينة الرد بما يناسب.
وقال : من يراهن على ضعف الجبهة الداخلية الفلسطينية فهو واهم ، مؤكدا ان شعبنا صامد رغم فداحة التضحيات ، داعيا بالوقت ذاته الى تزامن جهود السياسيين مع تصاعد المقاومة لكى يشعر الاحتلال بالالم الشديد.
أما الدكتور قاسم العمرو الكاتب والمحلل السياسى قال ان القادم هو محاولة اسرائيل لتصفية المقاومة من خلال قتل القيادات الميدانية واحداث اكبر قدر من الدمار للوصول الى نتيجيتين الاولى اقناع الشارع الفلسطيني بعبثية المقاومة وعدم جدواها والثاني الوصول الى حلول على غرار ما يحصل مع السلطة الوطنية الفلسطينية، مشيرا الى ان كل ذلك بمساعدة دول اقليمية.
واوضح " العمرو" فى حديث لـ" دنيا الوطن ان اسرائيل ترسم وتخطط وتنفذ مشروعها سواء غادر ام بقي رئيس السلطة محمود عباس القاهرة ، فالاحتلال باقى ومستمر فى ممارسة عدوانه على قطاع غزة ، مشيرا الى ان اسرائيل تستخدم سياسة الصدمة والترويع والتدمير في ظل انشغال العالم بداعش.
سيناريوهات قادمة :
من ناحيته توقع المحلل " مصطفى الصواف " بأن يكون ضمن السياريوهات القادمة هو التوقيع على اتفاق يحقق الجزء الاكبر من المطالب الفلسطينية بعد العودة الى القاهرة من أجل وضع اللمسات الاخيرة للاتفاق وليس من اجل التفاوض مرة أخرى لأن الوفد الفلسطيني عندما غادر القاهرة ترك الموقف النهائي والذي كان من المفترض ان تقوم مصر بدورها في الضغط على اسرائيل للتوقيع ولكن اسرائيل استغلت الموقف المصري وخرقت التهدئة لتنفيذ عمليات الاغتيال.
واوضح " الصواف " فى حديث لـ" دنيا الوطن ان يكون هناك انسحاب من طرف واحد وانهاء العدوان وهذا له سلبيات وايجابيات للطرفين الاسرائيلي والفلسطيني.
كما بين ان هناك احتمال ثالث هو قرار من مجلس الأمن الدولي يتجنب قضية سلاح المقاومة ويتناول وقف لاطلاق النار بين الجانبين ورفع الحصار عن قطاع غزة .
وفيما يتعلق باستهداف الابراج السكنية الفت بأنها وسيلة جديدة للضغط على المقاومة لطلب العودة للتفاوض واعلان الاستسلام وهو في نفس الوقت محاولة للضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة كي تفك ارتباطها وترك المقاومة لوحدها وكلا الامرين اعتقد انه لن يتحقق.
محاولة لتعميم نموذج الضفة الغربية
وفى الاطار ذاته واوضح الخبير السياسى المقدسى " راسم عبيدات ان الهدف الجوهري من العدوان،هو تعميم نموذج الضفة الغربية على غزة،ونزع سلاح المقاومة وإقامة سلطتين منفصلتين تخضعان بالكامل لإسرائيل،تتحكم فيهما برا وبحرا وجوا،.
واشار " عبيدات" فى حديث لـ" دنيا الوطن" الى اصطدام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بتقديرات غير دقيقة استخباراتيا وعسكريا لقدرات وإمكانيات المقاومة العسكرية وقدرتها على الصمود،لكي تفاجىء بمقاومة تلحق هزيمة بجيشها وتحديدا لواء النخبة جولاني،وبأن هذا الجيش فقد الهالة الكبيرة التي يحيط بها نفسه بان جيش لا يقهر،وكذلك المسألة الأخرى قدرة المقاومة على شل الجبهة الداخلية الإسرائيلية وفرض حصار على غلافها الجوي،وتنفيذ عمليات نوعية خارج قطاع غزة.
وبين ان محاولة الاحتلال الاسرائيلى افشال المبادرة المصرية في ظل تخبط وتفكك في حكومة نتنياهو،ومحاولة اغتيال القادة العسكرين ،هي محاولة لتسجيل نصر اسرائيلي بعد ما تعرضت له من هزيمة عسكرية.
وقال : ان اسرائيل تريد اجهاض النصر السياسي للمقاومة وعدم الاعتراف بنصرها العسكري،ولكن استمرار العدوان عدا ما يحمله من استنزاف كبير للجبهة الداخلية الاسرائيلية فإن هناك تداعيات وتفاعلات عربية واقليمية ودولية،قد تحدث تغيرات كبرى في المنطقة لصالح حلف المقاومة ايران وسوريا وحزب الله،حيث الرأي العام العالمي والجماهير العربية أصبحت تقود تحرك واسع ضد جرائم الإحتلال من شأنه ان يحدث تغير جوهري ضاغط على اسرائيل،وقد تخسر انظمة عربية موقعها بسبب ذلك.