الخليل- أطلس - نظمت سلطة المياه الفلسطينية اليوم الاحتفال الرسمي بيوم المياه العالمي الذي حمل شعار السنة الدولية للتعاون في مجال المياه، بحضور وزراء وقناصل وسفراء وممثلين عن المؤسسات الدولية المحلية.
وقد افتتح الحفل رئيس سلطة المياه د.شداد العتيلي مثمنا دور الدول المانحة في المساهمة في بناء القطاع ومؤكدا اهتمام الحكومة الفلسطينية وتخصيصها جزءا هاما من ميزانيتها للمشاريع المائية ومؤكدا في الوقت ذاته ان دولة فلسطين لاتزال الجهود حثيثة للتخلص من الاحتلال وسيطرته على مختلف مكونات الحياة والارض ولاتزال قضية حقوق المياه عالقة ولاتزال اجراءات الاتفاقية المرحلية التي وضعت لتنظيم العلاقة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني خلال الفترة الانتقالية التي كان من المفترض الا تتجاوز 4 اعوام تنتهي في العام 1999 لاتزال تتحكم هذه الاتفاقية والبند 40 ( المياه والمجاري) في التحكم بالقطاع المائي وبالتالي بمختلف ارتباطاته الحياتية من صحة وبيئة وزراعة واقتصاد وسياحة.
واضاف العتيلي ان الفلسطينيين يستخدمون من المصادر الطبيعية في الضفة الغربية (الابار والينابيع) قرابة 87 مليون متر مكعب في حين ان قطاع غزة يستهلك قرابة 179 مليون متر مكعب (95% منها مياه مالحة ونسب عالية من النيترات) في استنزاف كبير للخزان الساحلي الذي تبلغ طاقته الامنة 60 مليون متر مكعب حيث أدى هذا الاستنزاف للخزان الساحلي الى تداخل مياه البحر عدا عن عودة مياه الصرف الصحي الى الحوض وتلوثه بالنيترات.
في المجمل يتاح للشعب الفلسطيني من جميع المصادر الطبيعية مامجموعه 266 مليون متر مكعب (من ضمنها الاستنزاف الجائر في قطاع غزة) يضاف اليها ما تقوم الحكومة الفلسطينية بشراءه وبواقع يقارب من 56 مليون متر مكعب سنويا منها 47 مليون متر مكعب لصالح الضفة الغربية و5 مليون متر مكعب لقطاع غزة لغايات الشرب في معظمها (فقط 4 مليون متر مكعب من المياه المشتراة تخصص للزراعة في الضفة).
في العام 2013 وبعد ثمانية عشر عاما من توقيع اتفاقية اوسلو لايزال الفلسطينيون محرومون من مياهم ولاتزال اللجنة المشتركة والجانب الاسرائيلي من خلال الادارة المدنية الاحتلالية يتحكم بكل شاردة وواردة في قطاع المياه فيحرم الفلسطينيون من حفر الابار وبناء السدود وتطوير البنية التحتية حسب الرؤية الفلسطينية ولايزال الاحتلال يسيطر على مختلف مصادر المياه السطحية وتحديدا حوض نهر الاردن والجوفية حيث لايسمح بحفر الابار ويحيل الفلسطينيون الى زبائن للشركة الاسرائيلية ميكوروت.
كما تطرق العتيلي في حديثه الى قطاع غزة وتقرير الامم المتحدة مؤخرا الذي تساءل هل غزة قابلة للحياه بحلول 2020 يضع المياه احد المؤشرات على ان غزة لن تكون بها مياه صالحة للشرب ان لم يتم تدارك ذلك خلال السنوات القليلة القادمة وان استمرار الحصار والانقسام يهدد كل مناحي الحياة فيها اما الضفة الغربية والقدس فاجراءات الاحتلال والمنطقة ج وضم القدس يعقد من تنفيذ المشاريع وحفر الابار وخاصة في الحوضين الشمالي الشرقي والحوض الغربي وزاد الامر تعقيدا توقف اعمال اللجنة المشتركة منذ اكثر من عامين لعدم الرضوخ للابتزازات الاسرائيلية ورهن الموافقات على بعض المشاريع الفلسطينية بالموافقة على مشاريع المياه وخطوط المياه مابين المستوطنات والتي رفضها الجانب الفلسطيني , عدا عن رفض الجانب الفلسطيني لمشاريع قدمت من الجانب الاسرائيلي مثل مشروع محطة الصرف الصحي في منطقة النبي موسى وقام الجانب الاسرائيلي ببناءها بشكل احادي الجانب مخالفا بذلك للاتفاقية المرحلية.
وتضمن الحفل عرضا قدمه رؤساء واعضاء مجالس قرى غرب جنين ووقرى غرب القدس وتجمع عقربا الذين وضعو الحضور بصورة الواقع لهذه المناطق التي تعاني من قلة كميات المياه والحاجة الى اقامة مشاريع مائية فيها وهو ما شرعت سلطة المياه الى تنفيذ مشاريع مائية تساهم في تحسين الوضع المائي فيها وضمان وصول المياه الى المواطنين من خلالها.
كذلك عرفت سلطة المياه الحضور برمزها وشعارها المائي"نظيف" الذي انطلق اليوم في الحفل حاملا شعارات توعوية تذكر باهمية المياه وقلتها في الاراضي الفلسطينية مما يعني ضرورة الحرص في استخداها وعدم هدرها لضمان ديمومتها
كذلك تم الاعلان عن الشهر المائي الفرنسي الذي سيبدأ في شهر حزيران وسيتضمن مهرجانا مائيا ومعرضا مائيا تنظمه القنصلية الى جانب تضمنه افلاما سيتم عرضها في المهرجان السينمائي الاوروبي الفلسطيني، حيث تشارك سلطة المياه الى جانب مؤسسات مائية في تنظيمه في الاراضي الفلسطينية.
هذا وقد تخلل الحفل فقرات فنية تتحدث عن المياه قدمها اطفال مدرستي الانجيلية والمغتربين والذين عبروا من خلال غنائهم وكلماتهم مدى وعيم باهمية المياه وانهم مسؤولون عنهت كالاخرين داعين الجميع الى ضرورة الترشيد فيها وعدم هدرها كي لا ياتي اليوم الذي لا نجد فيه مياه في ارضنا.