اطلس- يعكف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على بلورة خطة تسوية جديدة بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية تشكل مسارًا بديلا لتوجه الأخيرة أمميًا بطلب تحديد جدول زمني لانسحاب "إسرائيل" من الأراضي المحتلة.
وأكد مسؤولون إسرائيليون أن كيري عرض على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الخطوط العريضة لخطته. ويأتي تحرك كيري في ظل اهتمام اوروبي متزايد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن خطة كيري تعتمد على تجديد المفاوضات على أساس حدود عام 1967 مع تبادل أراضي.
وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين إن "الإدارة الأميركية قلقة من الخطوة الفلسطينية التي من شأنها أن تتسبب بأزمة حادة بين إسرائيل والسلطة، وتسعى لمنع الصدام السياسي وهو في مهده".
وأضافت:"الإمريكيين أوضحوا للسلطة أنهم إذا تطلبت الحاجة سيستخدمون حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار في مجلس الأمن، لكن في الوقت الذي تجند الولايات المتحدة الدولة العربية للتحالف ضد داعش، فإنها ستبذل كافة الجهود للامتناع عن تلك الخطوة".
وأوضح مسؤولون إسرائيليون أنه "رغم فشل محادثات التسوية في آذار الماضي، ودخول المبادرة الأمريكية لحالة جمود، إلا أن كيري عاد الشهر الأخير لينشغل بشكل مكثف بها".
وكان كيري التقى نتنياهو قبل أسبوعين في نييويورك، وبحسب المسؤولين الإسرائيليين، أكد له أنه يعتقد أنه لا زال هناك فرصة لدفع مسار التسوية باتجاه إيجابي.
وأشار إلى أنه بعد محادثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خرج بانطباع بأن الطريق الوحيد لوقف الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدوة هو طرح بديل جدي.
وقال مسؤول إسرائيلي آخر إن "كيري حاول استطلاع مواقف نتنياهو بشأن التسوية واستفسر منه الخطوات التي يمكنه القيام بها لدفع المبادرة السياسية. وسأله إذا ما كان مستعدا وفي أي ظروف، لقبول مبدأ المفاوضات على أساس حدود عام 1967 مع تبادل أراض". وقال مسؤولون إسرائيليون أن نتنياهو لم يرفض مقترح كيري لكنه بدا غير متحمس له.
وكان كيري ألمح إلى خطته خلال لقائه مع وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة الأحد الماضي، في ختام مؤتمر إعمار غزة، وأكد مواصلتهم دفع مسار التسوية وطرح الأفكار على طاولة المحادثات.
وعرض نتنياهو على الرئيس الأمريكي باراك أوباما في لقائهما الأخير دمج الدول العربية في محادثات التسوية، وحثه على الضغط من أجل تعديل مبادرة السلام العربية.
وفي المؤتمر الصحافي في القاهرة ألمح كيري إلى تعاطي الإدارة الأمريكية مع التوجه الإسرئيلي، وقال: "تصورنا إمكانية أن تكون المبادرة العربية في نهاية المطاف – بشكل أو بآخر- لا بصياغتها الحالية، بل أن تكون جزءا من المفاوضات، كأساس وقاعدة".