اطلس- بحسب ما نشرت صحيفة “رأي اليوم” اللندنية خلال جلسات الحوار الأخيرة بين حركتي فتح وحماس في القاهرة، التي عقدت نهايات الشهر الماضي
والتي كشفت فيها خلافا للتقارير وأحاديث السياسيين عن وجود خلافات كبيرة برزت في النقاش، وأن ما تم كان لـ”تجميل الصورة” ليس أكثر بين المتخاصمين قبل مؤتمر الإعمار، برزت من جديد خلافات شديدة بين الطرفين، تهدد مستقبل الوحدة، خاصة فيما يتعلق بموضوع إعمار غزة.
وبالرغم من النقاط التي اعلن الاتفاق عليها في القاهرة مؤخرا، لم يتحقق أي منها على الأرض، وأهمها تمكين حكومة الوفاق من العمل وحكم قطاع غزة، فبخلاف زيارة الحكومة للقطاع لم يتحقق أي شيء آخر، فلا هي استلمت المعابر حتى اللحظة، ولا مارست مهامها كما تريد.
وفي التفاصيل، أولا: لم يكن هناك حديث جدي خلافا لما نشر على لسان قادة من الحركتين (فتح وحماس) عن توحدهما في قائمة واحدة تخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، فلم يكن ما ذكر سوى مقترح (ضعيف) قدمه في جلسات غير رسمية قادة أقل تشددا في المواقف.
من فتح من قال ان الحركة ملتزمة ببرنامج منظمة التحرير، (المقاومة الشعبية والعمل السياسي السلمي والمفاوضات)، وأن على حماس الإقرار بهذا المشروع ليكون أساس البرنامج السياسي للقائمة الموحدة، حال لو تمت، وهو أمر ترفضه حماس بشدة.
هذه التصريحات جاءت في أعقاب قول الدكتور أحمد يوسف السياسي الحمساوي الغير متشدد، بأن هناك بحث مشترك للدخول في قائمة موحدة تخوض الانتخابات البرلمانية الفلسطينية القادمة، فعلمت بعدها “رأي اليوم” أن الموقف غير معمم في أطر حماس، ووجه بانتقاد من قبل قيادات كبيرة وازنة في الحركة.
وعلى أساس أن الانتخابات هي كلمة الفصل في المصالحة، كما رأي الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن” مؤخرا، حيث قال ان كلمة الفصل في إنهاء الانقسام على أنه لا زال موجودا هي الانتخابات، وأنه جاهز لإجرائها وتسليم السلطة لحركة حماس لو فازت فيها.
لكن وبخلاف مواقف الطرفين (فتح وحماس) باستعدادهما للانتخابات، تؤكد الوقائع على الأرض أن أي من الخطوات العملية لتحقيقها من قبل حكومة الوفاق الوطني لم تبدأ بعد، وأن الحركتين أيضا لم تتهيئا بعد لعقدها داخليا.
وبالعودة إلى مربع الخلافات بين المتخاصمين، فقد برزت مؤخرا جملة من الانتقادات والاتهامات المتبادلة، تؤسس لمرحلة جديدة من الانقسام المستمر داخليا وفي كل مقاسم الحياة في الضفة وغزة، رغم تزيينه خارجيا بحكومة التوافق.
أبو مازن في آخر لقاءاته ركز على انتقاد حركة حماس بشكل مباشر وحاد، وحملها مسؤولية الدمار والقتل والحرب الاخيرة على غزة، وأنه بسبب تشددها في المواقف في بداية الحرب وتركيزها على مطالب لم توافق عليها إسرائيل، اطالت أمد الحرب وزاد عدد الضحايا من الفلسطينيين، إضافة لزيادة حجم الخراب، وأنها حسب ما قال أي حماس، عادت ووافقت في اليوم الخمسين من الحرب على القبول بتهدئة مع إسرائيل، دون أن تحقق أيا من مطالبها السابقة المتشددة المتمثلة في بناء ميناء ومطار في غزة، وتساءل عن السبب في ذلك.
وانتقد أبو مازن المقاومة المسلحة، وأعلن تمسكه بالخيار السياسي السلمي والعمل الشعبي، في مواجهة إسرائيل.
حماس من جهتها تركت قيادات من الصف الثاني لشن هجوم على شخص الرئيس الفلسطيني، واعتبر أحدهم أن تصريحاته تعبر عن “موقف شعبي معزول”، في حين شكك آخر في أمانة السلطة الفلسطينية وأبو مازن تجاه أموال الدعم المخصصة لإعمار غزة.
الأيام القادمة يتوقع أن تشهد سخونة في مواقف الطرفين، والمتوقع أيضا أن تكون ساحة لشن هجمات إعلامية متبادلة، في ظل حراك من قيادات المصالحة المعروفة لتطويق الخلاف على أمل الحل.