اطلس- يرى الأسير رائد موسى (34 عاما) أن الإضراب أقل قسوة من الاستمرار في دوامة الاعتقال الإداري الذي لا يمكن وصفه سوى أنه شكل من أشكال الموت البطيء، مبررا بذلك قراره بالإضراب عن الطعام.
وتشير شقيقته إلى أن قرار محكمة عوفر العسكرية بتثبيت الاعتقال الإداري له أربعة أشهر في اليوم 33 لإضرابه عن الطعام دون مراعاة لحالته الصحية ودون أي اعتبار لإضرابه عن الطعام يشكل تحديا لكل القيم الإنسانية.
وتقول: إن "قرار التثبيت زاد مستويات القلق لدى العائلة، سيما وأن رائد أصبح يعاني من مضاعفات خطيرة، كانخفاض في وزنه لأكثر من (18 كيلو غرامًا)، ومعاناته من التقيؤ المستمر، علاوة على علامات الإرهاق الشديدة الظاهرة عليه".
وينظر راغب أبو دياك رئيس نادي الأسير في جنين والذي ينحدر من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين مسقط رأس الأسير رائد بخطورة بالغة إلى استخدام مصلحة السجون لأساليب غير قانونية في محاولة كسر إضراب الأسير رائد ، سيما منع إدخال ملح الطعام له.
ويشير أبو دياك إلى أن الأسير موسى يرفض إجراء الفحوصات الطبية وتناول الفيتامينات والمدعمات؛ وهو يعيش على الماء فقط مما يجعل جسده ينهك بسرعة أكبر.
ويؤكد أبو دياك أن إضراب الأسير رائد أعاد قضية الأسرى الإداريين للواجهة من جديد ، فقد زاد عددهم عن 550 أسيرا وهم بصدد اتخاذ إجراءات تصعيدية.
لا يلتزم بوعوده
ويقول رئيس مركز أحرار لشئون الأسرى فؤاد الخفش إن موسى قضى أربع سنوات في سجون الاحتلال، وأن سلطات الاحتلال أعادت اعتقاله في 29 تشرين الثاني عام 2013 وحولته للاعتقال الإداري، وتم التجديد الإداري له أربع مرات آخرها كان لمدة أربعة أشهر.
ويضيف أنه أضرب العام الماضي 43 يوما علقها في شهر تموز الماضي بعد وعودات بالإفراج عنه نهاية أيلول، ومع اقتراب موعد الإفراج عنه لم تف سلطات الاحتلال بذلك.
ويشير إلى أنه استأنف إضرابه عقب صدور أمر إداري جديد بحقه لأربعة شهور أخرى، وكان الاحتلال قد نقل الأسير موسى من عزل سجن "النقب" إلى عزل سجن "أيلا" في بئر السبع الأسبوع الماضي.
ويؤكد الخفش أن سلطات الاحتلال لم تلتزم أيضا باتفاقها السابق الذي أبرمته مع الحركة الأسيرة بعد إضرابها قبل عامين وعادت قضية الاعتقال الإداري لتتفاقم من جديد سيما بعد عملية الخليل وخلال الحرب الأخيرة على غزة.
حراك دون المستوى
ويشار إلى أن الأسير رائد يعاني وضعا اجتماعيا خاصا، فوالداه متوفيان، وليس له أقارب من الدرجة الأولى في فلسطين، فأشقاؤه الأربعة مقيمون في الأردن وليس له سوى شقيقة واحدة متزوجة في سيلة الظهر.
ويرى الخفش أن الحراك المناصر لقضية الأسير رائد دون المستوى المطلوب، مطالبا بتحرك جماهيري أوسع لمناصرة إضرابه من جهة، ولتسليط الضوء من جديد على قضية المعتقلين الإداريين.
ويشير الخفش إلى أن عدم وجود أقارب من الدرجة الأولى أسهم في إضعاف حركة التضامن، لأن التجارب السابقة أكدت على أن العائلة القريبة كانت تلعب دورا محوريا في رفع مستويات التضامن مع الأسير المضرب عن الطعام.
ويطالب الخفش وأبو دياك ونشطاء الأسرى بأن يتم تفعيل التضامن خلال المرحلة المقبلة سيما مع الأخبار المقلقة عن الحالة الصحية لرائد وإصرار محاكم الاحتلال على اللامبالاة في التعاطي مع قضيته.