اطلس-مرة اخرى توجه اسرائيل ضربة جديدة لكل احاديث عن السلام والمفاوضات وتدير ظهرها لكل المساعي والوساطات وتقرر بالامس مصادرة نحو 13 الف دونم من اراضي بيت اكسا شمال غربي القدس، والحجة كما هي دائما، استخدام الارض المصادرة لما تسميه اغراضا عسكرية واستجابة لحاجات امنية
وبيت اكسا بلدة محاصرة بالجدار والحواجز، وتحولت بسكانها وعددهم نحو 2500 شخص الى ما يشبه السجن، والقرار الجديد كما يقول رئيس مجلسها القروي سعادة الخطيب، سيحرم عشرات المزارعين من الوصول الى اراضيهم او استخدامها.
وتدعي اسرائيل ان القرار بالمصادرة صدر منذ العام 2012 وذلك في محاولة فاشلة لتبرير هذه الممارسات الظالمة، وكأن القرار سواء صدر اليوم او قبل سنتين فان نتائجه واضحة واسبابه اكثر وضوحا وتتلخص في تمزيق الضفة ومحاصرة القدس بكل ابعادها وتضييق سبل الحياة على المواطنين.
ان مواصلة هذه الممارسات يجب ان تثير اهتمام الاتحاد الاوروبي الذي تزور وزيرة خارجيته هذه الارض حاليا وقد اعربت عن املها في تحقيق حلم الدولة الفلسطينية خلال خمس سنوات، ويشكل قرار المصادرة صفعة لزيارتها ومساعيها، كما يجب ان تثير اهتمام الولايات المتحدة التي تدعي انها ضد مصادرة الارض والاستيطان .. لان الكلام ضد الممارسات بدون مواقف عملية يظل مجرد كلام في الهواء ولا يوقف الممارسات الاسرائيلية ولا حتى يخفف منها.
ان هذا القرار هو مسمار جديد في نعش المساعي السياسية والمحاولات البائسة لاحيائها.
غضب الداخل الفلسطيني
يبدو ان الداخل الفلسطيني بدأ يعلن عن غضبه واستيائه من الممارسات الاسرائيلية خاصة بعد استشهاد الشاب خير الدين حمدان الذي قتلته الشرطة الاسرائيلية بدم بارد وكان من الممكن وبكل بساطة اعتقاله بدل اغتياله، وفي هذا السياق دعت لجنة المتابعة الى اضراب عام اليوم بعد اجتماع عقدته في مجلس كفر كنا المحلي للرد على جريمة الاغتيال.
بالاضافة لذلك فقد وقعت مواجهات وتواصلت التظاهرات والاحتجاجات في اكثر من بلدة واحياء عربية كما حدث في كفر كنا نفسها والناصرة.
ان الفلسطينيين بالضفة والداخل هم شعب واحد ومشاعر واحدة، ومن الواضح ان اسرائيل تتعامل مع الجميع بمنطق القوة والغطرسة نفسها. ولهذا نجد القدس تحتج وتعترض على الممارسات الاسرائيلية وكذلك حال الاخوة في الداخل، وتمتلىء مدن الضفة وغزة بتظاهرات الاحتجاج على الانتهاكات الاسرائيلية التي لا تتوقف.
ان اسرائيل التي تسير باتجاه معاكس للمنطق والتاريخ والواقع ستجد نفسها، طال الزمان او قصر، تدفع ثمن غطرستها وممارساتها وتنكرها للحقوق الوطنية الفلسطينية