اطلس- حذر وزير الدفاع الاميركي، تشاك هيغل، اليوم الجمعة، من "مشاكل منهجية" تواجهها الترسانة النووية الاميركية يمكن ان تهدد "امن وفاعلية" قوة الردع النووي لدى بلاده في حال عدم معالجتها.
وأمر هيغل في مطلع السنة بدراسة لمجمل القوات النووية الاميركية قائلا ان هذا التدقيق اظهر وجود "مشاكل منهجية" يعتزم معالجتها.
وقال للصحافيين ان دراستين اظهرتا "نقصا في الاستثمارات والدعم لقواتنا النووية تترك امامنا هامشا ضيقا من المناورة لادارة هذا الانهاك" الذي يعاني منه الجنود والمعدات على حد سواء.
وقد تضاعفت الحوادث في المدة الاخيرة في ثلاث قواعد للصواريخ العابرة للقارات، ما اسفر عن الاستياء في سلاح الجو.
ففي كانون الثاني (يناير)، أعفى سلاح الجو عددا من الضباط المتهمين بالغش اثر تبادل الاجوبة على امتحان شهري للكفاءة.
وفي خضم ذلك، أمر وزير الدفاع باجراء مراجعة شاملة لمجمل القوة النووية.
واضاف هيغل ان العاملين في القوة النووية غالبا ما يشعرون بأن مستقبلهم المهني مسدود الافق.
وتابع ان "السبب الاساسي هو فقدان التركيز والانتباه والموارد، ما يؤدي الى الشعور بأن المهنة في المؤسسة النووية لا توفر الكثير من الفرص للتقدم والتطور".
وكشف عن "خطة عمل" تتضمن تغييرات في تسلسل القيادة وعن استثمارات اضافية هدفها "رفع معنويات" الجنود وتحسين المعدات.
وتابع "سنكون بحاجة الى استثمار مليارات الدولارات في القوة النووية خلال السنوات الخمس المقبلة".
وختم قائلا ان "النبأ الجيد هنا ان لا شيء لا يمكن اصلاحه".
وتأتي تصريحات هيغل الجمعة بعد سلسلة من الحوادث المحرجة التي كشفت عن مشاكل اخلاقية وادارية.
وعرض وزير الدفاع خطته للاصلاح على اساس المراجعتين في شباط (فبراير) الماضي اثر فضيحة الغش في امتحان الكفاءة لطيارين يشرفون على الصواريخ العابرة للقارات، وبعد طرد مسؤولين كبار بسبب سوء السلوك، بينهم مسؤول في قوة الصواريخ العابرة للقارات بعد وقوعه في حالة السكر خلال رحلة الى روسيا.
وكان مسؤول في البنتاغون قال لوكالة (فرانس برس): "مع ان ترسانتنا النووية لا تزال امنة وفعالة اليوم، الا ان التقارير تملي علينا التحرك الان لضمان ان يظل الامر كذلك في المستقبل".
وبعد اعلان الاصلاحات، من المقرر ان يتوجه هيغل الى قاعد (مينوت) الجوية في ولاية داكوتا الشمالية، حيث يشرف عناصر من سلاح الجو على صناعة القاذفات الجوية والصواريخ العابرة للقارات.
وتتركز غالبية المشاكل حول الصواريخ التي يشرف عليها طواقم من عناصر سلاح الجو، مع ان البحرية ايضا شهدت فضيحة في اوساط العسكريين العاملين على غواصات مزودة بصواريخ نووية.
واقر مسؤولون في سلاح الجو ومدنيون بأن قوات السلاح النووي تعاني من تراجع المعنويات بعد نهاية الحرب الباردة، اذ يرى العديد من العسكريين ان عملهم لا مستقبل له.
وكان وزير الدفاع السابق روبرت غيتس طرد قائدا في القوات المسلحة في 2008 بعد تقارير حول اهمال القوات لجهة التعامل مع اسلحة نووية.
وخلصت مراجعة قامت بها وزارة الدفاع ان القوات المسلحة الجوية لا تولي اهتماما ودقة كافيين للجانب المتعلق بالاسلحة النووية.
وادخلت اصلاحات الا ان القوة بقيت تعاني من مشاكل اخرى.
ويشرف اكثر من 500 ضابط على 450 صاروخا عابرا للقارات في ثلاث قواعد في ولايات مونتانا وداكوتا الشمالية ووايومينغ، على مدار الساعة داخل مواقع محصنة من الفولاذ على عمق مئة متر تحت الارض، حيث يراجعون برتوكول الاطلاق باستمرار.
ومع انهيار الاتحاد السوفياتي، يقول مؤيدو الحد من الاسلحة النووية ان الاسلحة النووية مر عليها الزمن وان مشكلة المعنويات أمر لا مفر منه عندما يدرك العسكريون ان عملهم الممل لم يعد له هدف.