الخليل- أطلس- يحتفل في 7 نيسان/ أبريل من كل عام، بيوم الصحة العالمي إحياء لذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية في العام 1948.
ويشكل يوم الصحة العالمي فرصة من أجل تنشيط العمل لحماية صحة الناس وعافيتهم، ويُختار في كل عام موضوع لهذا اليوم العالمي يسلط الضوء على أحد المجالات ذات الأولوية والمثيرة للقلق على ساحة الصحة العامة في العالم.
وحددت منظمة الصحة العالمية موضوعا رئيسيا ليوم الصحة العالمي لهذا العام هو "فرط ضغط الدم". والغرض من حملة هذا العام هو زيادة الوعي والتشجيع على تغيير السلوكيات المتعلقة بالوقاية الأولية من ارتفاع ضغط الدم، وتحسين فرص الكشف المبكر عنه، وتعزيز المعالجة الفعالة للمرضى. وبالرغم من أن ارتفاع ضغط الدم يعد مشكلة صحية خطيرة في فلسطين وإقليم شرق المتوسط وعلى الصعيد العالمي، إلا أن ارتفاع ضغط الدم يمكن علاجه والوقاية منه.
وعشية الاحتفال بهذا اليوم أصدر مركز المعلومات الصحية الفلسطيني في وزارة الصحة بيانا تناول فيه أهم المعطيات الإحصائية حول ارتفاع ضغط الدم في فلسطين.
فقد قال الدكتور جواد البيطار مدير مركز المعلومات الصحية: أن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي والعمى وأمراض الأوعية الدموية الأخرى. وعلى الصعيد العالمي فإن إرتفاع ضغط الدم يتسبب في حدوث 7.5 مليون وفاة سنويا، وهو ما يمثل 12% من الوفيات في العالم، وحسب منظمة الصحة العالمية. فإن إرتفاع ضغط الدم يصيب أكثر من 40% من البالغين الذين تتراوح أعمارهم من 25 سنة فما فوق.
أما في فلسطين فإن ارتفاع ضغط الدم هو المسبب الرئيسي لأمراض القلب الوعائية والجلطات الدماغية بين الفلسطينيين، حيث تشكل هذه الأمراض السبب الأول والثالث للوفيات بين الفلسطينيين، وتصل نسبة الوفيات الناتجة عنهما إلى 35% من مجموع الوفيات في فلسطين.
وبيّن المسح التدريجي للأمراض المزمنة في فلسطين أن 45.3% من الفلسطينيين في الفئة من 25 إلى 65 سنة يعانون من ارتفاع ضغط الدم ويتناولون الأدوية المعالجة لهذا الارتفاع، بواقع 44.8% من الذكور و 45.7% من الإناث.
اما في قطاع غزة فيعاني من ارتفاع الضغط 55.8% من السكان من عمر 25 إلى 65 سنة ويتعالجون لذلك، بواقع 54.8% من الرجال و 56.8% من النساء.
وفي الضفة الغربية تبلغ نسبة من يعانون من ارتفاع ضغط الدم وهم قيد العلاج 39.5% في نفس الفئة العمرية المشار إليها أنفا، ولدى الذكور 39.4% و 39.7% لدى الإناث.
كما اشار المسح، الذي نفذته وزارة الصحة الفلسطينية بدعم من منظمة الصحة العالمية، إلى أنه إضافة إلى ما تقدم فإن هناك ما نسبته 25.5% من الفلسطينيين في الفئة العمرية من 25 إلى 65 سنة لديهم ارتفاع في ضغط الدم ولكنهم ليسوا قيد المعالجة، وذلك راجع في معظم الأحيان، لعدم معرفتهم بإصابتهم بارتفاع ضغط الدم، وتبلغ نسبة هؤلاء في قطاع غزة 19.7%، بواقع 22.2% من الذكور، و 17.2% من الإناث. أما في الضفة الغربية فتبلغ نسبتهم 30.0%، بواقع 35.4% من الذكور، و24.6% من الإناث.
وتلعب السمنة وزيادة الوزن دورا مهما في ارتفاع ضغط الدم، وقد بينت نتائج المسح التدريجي أن 36.6% من الفلسطينيين في الفئة العمرية من 25 إلى 65 سنة يعانون من السمنة، بواقع 30.6% من الذكور، و 43.3% من الإناث. أما في قطاع غزة فإن 43.4% يعانون من السمنة في هذه الفئة العمرية، بواقع 34.3% من الذكور، و53.6% من الإناث. وفي الضفة الغربية 32.9% يعانون من السمنة، بواقع 28.6% من الذكور و 37.7% من الإناث.
وبشكل عام فإن نسبة كبيرة من الفلسطينيين تعاني من زيادة في أوزانها فوق المعدل الطبيعي، حيث تبلغ نسبة هؤلاء 71.9% من مجموع الفلسطينيين في الفئة العمرية من 25 وحتى 65 سنة، بواقع 68.1% من الذكور، وترتفع هذه النسبة بين الفلسطينيات لتصل إلى 76.1% من الإناث.
وهي نسبة عالية تزيد من احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة ومنها إرتفاع ضغط الدم، ومرض السكري وبالتالي تزيد من إمكانية الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية.
وفي قطاع غزة تبلغ نسبة ذوي الوزن الزائد عن الطبيعي في نفس الفئة العمرية المذكورة 75.2%، وتبلغ بين الذكور 68.6%، وبين الإناث 82.6%.
أما في الضفة الغربية فهي 70%، وبين الذكور 67.8%، وبين الإناث 72.5%.
وعليه يجب على كافة أطياف المجتمع الفلسطيني أخذ هذه المعطيات بعين الإعتبار والتنبه لخطورة ذلك، ووضع الإجراءات التوعوية والوقائية للحد من عوامل الخطورة التي تزيد من الإصابة بالأمراض المزمنة ومنها إرتفاع ضغط الدم، كما تزيد من حدة المضاعفات الناتجة عن هذه الأمراض.
وتجدر الإشارة إلى حملة التوعية بمخاطر إلرتفاع ضغط الدم ستمتد حتى نهاية العام الجاري.