الخليل- أطلس- أعلن وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أنه اتفق مع نظيره الأميركي، جون كيري، على ضرورة عقد اجتماع مصغر لمجموعة أصدقاء سوريا بأسرع وقت ممكن.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك، الذي عقده الجانبان، في اسطنبول، عقب المباحثات الثنائية بين وفدي البلدين.
وأوضح داود أوغلو، أنه تم خلال اللقاء بحث الخطوات التي ستتخذ في إطار عملية السلام في الشرق الأوسط، وسبل إنجاح "حل الدولتين"، مشيرا أن تطورات هامة طرأت على المنطقة خلال الشهر الماضي، في أعقاب زيارة الوزير كيري، والرئيس الأميركي، باراك أوباما، للمنطقة.
وعبر داود أوغلوعن دعم تركيا لأي خطوة باتجاه تحقيق "حل الدولتين"، مؤكدا حرص بلاده على المساهمة في دفع عملية السلام.
وشدد داود أوغلو على استمرار تركيا في موقفها المبدئي تجاه القضية الفلسطينية، معربا عن أمله في أن يفضي العمل الدبلوماسي إلى انتهاء عملية السلام إلى نتيجة تكفل نجاح حل الدولتين في إطار حدود عام 1967.
وأضاف داود أوغلو ، أن اللقاء تناول الملف السوري، حيث اتفق الجانبان على ضرورة تنظيم اجتماع مصغر لمجموعة أصدقاء سوريا في أسرع وقت، وانهم سيبدأون الاستعدادات من أجل ذلك، مشيرا أن آذار/مارس الماضي، الذي شهد مقتل نحو 7 آلاف سوري، كان أكثر الأشهر دموية في سوريا، خلال العامين الأخيرين.
واكد داود أوغلو أهمية موقف الولايات المتحدة لكونها قوة عالمية، وتلعب دورا مؤثرا في الأمم المتحدة، إلى جانب تشديده على الدور الخاص لتركيا ، بصفتها دولة مجاورة لسوريا، لافتا أن الطرفين بحثا خلال اللقاء الملف العراقي، وضرورة انطلاق مسيرة حوار سياسي تشارك فيه كافة الأطراف العراقية، يستند إلى تقاسم السلطة والموارد، في إطار وحدة تراب هذا البلد.
وأشار الوزير التركي أن وحدة الأراضي العراقية، تعد أمرا مبدأيا بالنسبة لأنقرة، ولفت إلى أهمية مشاركة كافة الأطياف في بنية الحكومة العراقية، في ظروف ديمقراطية.
وتطرق اللقاء إلى القضية القبرصية، حيث ذكر داود أوغلو أن فرصة من أجل الحل برزت بعد الانتخابات في الشطر الجنوبي من الجزيرة، وينبغي تقييمها بشكل صحيح، مؤكدا ان الوقت الحالي يعد مناسبا جدا للتحرك من أجل سلام دائم في الجزيرة، في حال لم تشكل العوامل النفسية وتداعيات الأزمات الاقتصادية عائقا أمام مساعي الحل.
ورأى داود أوغلو أن التحرك في هذا الملف سيؤدي إلى السلام بين القبارصة الأتراك والروم، ويوفر أرضية لحل مشكلة هامة في شرق البحر الأبيض المتوسط، مشيرا أنه أبلغ "كيري" برغبة أنقرة في أن تهتم واشنطن بهذا الموضوع عن كثب، منوها أن نظيره الأميركي، أعرب عن اعتقاده بوجود فرصة لحل القضية القبرصية.
وبيَن داود أوغلو أن الجانبين تطرقا بشكل موجز إلى التوازنات في القوقاز، وملفات مالي والصومال، ومواضيع متعلقة بالقارة الآسيوية.
وشدد داود أوغلو على أن المهم في العلاقات التركية الإسرائيلية هو اتخاذ خطوات عقلانية ومبدئية، مشيرا إلى تحقيق تقدم في الشروط الثلاثة التي طرحتها تركيا لتحسين العلاقات.
وبين أن شرط الاعتذار قد تحقق، ويالنسبة للتعويضات فإنه يجري التباحث بشأنها، وهناك تعهدات برفع الحصار في الأراضي الفلسطينية، مؤكدا على ضرورة العمل المشترك لتحسين الأوضاع المعيشية، في كل من غزة والضفة الغربية.
وأوضح أن دور تركيا في عملية السلام في الشرق الأوسط، هو جزء من دورها في إعادة التشكل التي تشهده المنطقة، مشددا على موقف تركيا المبدئي في دعم حل الدولتين، في إطار الحفاظ على الحقوق، واحترام حدود 1967، وهي الرؤية التي ستحكم الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إلى قطاع غزة.