اطلس- قديما .. كانت الامتحانات في مدارسنا امتحانات تقيمية للطالب ومدى فهمه ، وحفظه للمواد ، يجتازها البعض بتفوق والبعض متوسط .. واخرين لا يجتازونه ، والان .. من الاحداث التي نراها ،باتت تشكل كابوسا للطلاب ينتظروا انتهائه بفارغ الصبر .
ومع التطور الهائل الذي يطرأ على كل مجالات الحياة ، تطورت طريقة الدراسة والتدريس ، وبات هناك شيء جديد يُسمى بالامتحان الوزاري ، تعده وزارة التربية لبعض الصفوف الدراسية من الابتدائي حتى الثانوي ويُقدم عوضا عن الامتحان الفصلي المعروف منذ زمن .
ولكن الأهالي باتت تتذمر من هذه الامتحانات ، ومدى صعوبتها على اولادهم ، حتى ان بعضهم لا يستطيعوا تدريس ابنائهم المناهج لمدى صعوبتها .
وجاءت المصيبة الكبرى ، بمحاولة احد الطلاب من محافظة الخليل في الصف الثامن الاساسي الانتحار نتيجة رسوبه في احد الامتحانات الوزارية التي قدمها مؤخرا .
وأفادت مصادر خاصة لمنبر الحرية أن طالب بالصف الثامن الاساسي من احدى قرى الخليل ، حاول الانتحار شنقا بسبب رسوبه بالامتحان الوزاري وتعنيف أهله له .
ولكن عناية الله كانت الارحم ، فانقطع الحبل الذي لفه على عنقه لينتحر ، وسقط على درج المنزل ، وأصيب بمضاعفات كبيرة تم نقله على اثرها للمشفى ، وما زال راقدا على سرير الشفاء حتى اللحظة .
وبما ان الدستور يكفل حق المعلومة للمواطن ، اجرت الحرية اتصال هاتفي مع الرائد بشير النتشة ، والذي بدوره أكد على وقوع هذه الحادثة ، ورجح ان معظم حالات الانتحار التي تحصل نتيجة العنف وبشكل خاص العنف الاسري .
وعدم الافصاح اعلاميا عن مثل هذه الحالات تعود للأهل او الضحية نفسه ، خوفا او خجلا ، وبدوره قسم حماية الاسرة يحترم هذا الرأي ولا يفصح عن الحالات التي يبلغ عنها .
وأضاف النتشة ان في محافظة الخليل فقط هذا العام ، وصل عدد محاولات الانتحار الى 70 حالة ، منها 8 نجحت بالفعل .
وفي رأي ذوي الاختصاص ، قال الاخصائي النفسي د.اياد العزة أنه لا يعقل ان يكون فقط الرسوب هو السبب وراء محاولة انتحار الطالب ، وانما هناك اسباب اخرى تقف وراء الانتحار وهي الاهم ، دور الاهل وردة فعلهم عندما علموا نتيجة اختبار ابنهم .
وأضاف ان الانسان بطبعه هناك عوامل كثيرة تؤثر فيه وبقراره ، خاصة في موضوع الانتحار ، ومنها الأهل ، الدين ، المجتمع ، فهناك ما يسمى بعلم النفس عوامل المرونة والتي تتمثل بما ذكرنا سابقا ، وهشاشة الشخصية ، فان كانت الغلبة للأخيرة ينتصر قرار الانتحار ويقدم الشخص على تنفيذه .
اما بالنسبة للمناهج الفلسطينية ، علّق العزة ان المناهج باتت تشكل عبأ كبير على الطالب والأهل لمدى صعوبتها ، وتؤثر بشكل كبير في نفسية الطالب ومستقبله ان لم يعرف الاهل كيف تغرس بابنها مواجهة الفشل والرسوب في حياته كما يواجه النجاح والفوق .
و وجه نصيحته للأهل بأن تكون دراسة ردة فعلها جيدا ، وان تقدم الدعم اللازم لابنائها وكون لهم معينا لمواجهة كل احداث حياتهم بمختلف الاصعدة .
جاءت هذه القضية الحصرية خلال برنامج وسط البلد الذي يبث عبر منبر الحرية يوميا تمام التاسعة صباحا ، من اعداد وتقديم محمود اقنيبي .