يعتبر احترام الإسرائيليون لصافرة ذكرى محرقة اليهود على يد هتلر إحدى المحطات التي تُفاقم المشكلات المجتمعية بين العلمانيين والمتدينين
ففي حين يرى العلمانيون بأن الوقوف واجب وذلك حداداً على أولئك الذي حرقهم هتلر إبان الحرب العالمية الثانية وهو ما يعرف بإسم الهلوكوست فإن المتدينين يرون أن هذه الوقفة لا لزوم لها، وبحسب اعتقادهم فإن هتلر حرق اليهود لأنهم ابتعدوا عن التوراة، وأن العبرة يجب أن تكون بزيادة تعلم التوراة وليس في الوقوف في ذكرى المحرقة.
وجوهر المشكلة هي في أن العلمانيون يرون بأن المتدينين لا يحترمون مشاعرهم من خلال عدم وقوفهم، خصوصاً وأن الكثير من الإسرائيليين –متدينين وعلمانيين- لهم آباء وأجداد قتلوا في هذه المحرقة، وأن عدم الوقوف يعني استهتاراً بما حصل.
مصور يديعوت "موتي كمحي" سلط اليوم جانباً من اهتمامه على هذا الجانب، فأتى بصور لإسرائيليين – علمانيين- وهم يقفون جانباً مع صافرة الإنذار وصوراً لمدينة بني باراك ذات الأغلبية المتدينية وفيها متدين لازال يركب الدراجة ولا يحترم الصافرة وعلقت على الصورة بالقول " בבני ברק היה מי שהמשיך לרכוב " في بني براك استمروا في الركوب".
متدينون يركبون الدراجات ولا يعبأون بصافرة الإنذار
ويُعتبر عُمر هذه المشكلة بين المتدينين والعلمانيين من عُمر قيام "إسرائيل" وتلاقي جدلاً واسعاً واحتقاناً بين الطرفين، وهو ما أوجد فئة من المتدينين الذي أوجدوا مقاربة بين الطرفين، وهو الوقوف ساعة الصافرة احتراماً لمشاعر العلمانيين، مع الترتيل لمقاطع من التوراة ترحماً على القتلى وذلك استجابة للتعاليم اليهودية كما يعتقدون. إلا أن هؤلاء يشكلوا اليوم جزءاً من المتدينين وليس كل المتدينين.
العلمانيون وهم يقفون احتراماً لصافرة الإنذار