وقال وسائل إعلام فرنسية إن الشرطية كانت أصيبت بجروح جراء إطلاق مسلح النار عليها في العاصمة الفرنسية باريس، في حين أصيب موظف في البلدية وهو في حال خطرة.
من جهتها أوضحت الشرطة الفرنسية أن المسلح كان يرتدي سترة واقية من الرصاص ويحمل رشاشا وقد فتح النار بُعيد الساعة السابعة صباحا -بالتوقيت العالمي- على عناصر من الشرطة البلدية.
وأفادت الشرطة أيضا أنه لا يوجد تأكيد على ارتباط حادثة إطلاق النار مع الهجوم على الصحيفة شارلي إيبدو يوم أمس.
انفجار وهجمات
وعلى صعيد مواز، قال مصدر بالشرطة الفرنسية إن انفجارا هز مطعم شاورما بجوار مسجد بشرق فرنسا في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس، مما أدى إلى تحطم واجهته، ولم يسفر الحادث عن سقوط ضحايا.
ونقلت وكالة الأناضول عن وسائل إعلام فرنسية محلية قولها إن "الحادث الذي وقع في مدينة فيل فرنش (قرب مدينة ليون شرق فرنسا)، لم يخلف خسائر بشرية لكنه اقتصر على المادية فقط، وهو تضرر واجهة المطعم الذي يحاذي المسجد".
وقد أعرب برنار بيرو رئيس بلدية فيل فرنش عن مخاوفه من أن يكون الانفجار مرتبطا بحادث صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية.
وفي سياق متصل، عززت إسبانيا وإيطاليا إجراءاتهما الأمنية عقب الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية أمس، وزادت الشرطة الأميركية من تدابيرها الأمنية في نيويورك، وشددت السويد الإجراءات الأمنية حول فنان سبق أن نشر في عام 2007 رسوما مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال وزير الداخلية الإسباني خورخي فرنانديز دياز إن بلاده رفعت مستوى التهديد الأمني المحتمل بعد الهجوم على الصحيفة الفرنسية، وأضاف في مؤتمر صحفي أن الإجراء مؤقت وأنه لا يوجد تهديد موجه لإسبانيا بصورة مباشرة، وذكر أن إسبانيا تتبادل المعلومات مع السلطات الفرنسية.
وقد رفعت إسبانيا من مستوى تأهبها الأمني من الدرجة 2 إلى الدرجة 3، وهو ما يعني المزيد من الإجراءات الأمنية حول المرافق الحيوية.
طرود مشبوهة
وأبلغت وسائل إعلام إسبانية الشرطة بتلقيها طرودا مشبوهة وعلى رأسها صحيفة الباييس التي تم إخلاء مكاتبها ومكاتب الصحيفتين الورقيتين "20 دقيقة" و"إيكونوميستا"، فضلا عن صحيفة "ليبرطاد ديجيتل" الإلكترونية، قبل أن يتبين عدم وجود خطر على هذه الصحف.
وفي إيطاليا، عززت السلطات هناك من إجراءات الأمن حول المؤسسات الحساسة، وذلك على خلفية مشاركة روما في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية ووجود الفاتيكان في قلب العاصمة الإيطالية روما.
وقال وزير الداخلية الإيطالي أنجيلينو ألفونسو إنه لا وجود لتهديدات محددة باحتمال تنفيذ هجمات، غير أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية حول أماكن حساسة تتصل بفرنسا والولايات المتحدة واليهود.
شرطة نيويورك
من جانب آخر، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن شرطة نيويورك عززت تدابيرها الأمنية حول المعالم الرئيسية الحساسة في المدينة عقب الهجوم على الصحيفة الفرنسية، إذ تم تسيير دوريات مكافحة الإرهاب وسيارات شرطة إضافية في مختلف أنحاء المدينة، ومنها المناطق التي تقع فيها القنصلية الفرنسية وعدد من المؤسسات الإعلامية.
كما عززت السلطات الأميركية إجراءات الأمن في محطات مترو الأنفاق والقطارات.
وفي سياق متصل، شددت الشرطة السويدية الإجراءات الأمنية حول الفنان لارس فيلكس الذي نشر في عام 2007 رسوما مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وتحيط الشرطة فيلكس بحماية دائمة منذ عام 2010، وقد تلقى عددا كبيرا من التهديدات بالقتل.
وتأتي هذه التطورات عقب الهجوم على الصحيفة الساخرة الواقعة شرق العاصمة باريس أمس الأربعاء الذي أودى بحياة 12 -بينهم ثمانية صحفيين- وإصابة 11، وقد وصف بأنه الحادث الأكثر دموية في فرنسا منذ أربعة عقود على الأقل.
وكان المهاجمون قد فاجؤوا أسرة تحرير شارلي إيبدو أثناء اجتماعها وتمكنوا من القضاء على معظمهم، وبينهم خمسة من كبار رسامي الكاريكاتير، ونقلت الشرطة عن أحد الناجين من الهجوم قوله إن المهاجمين ظهروا في قاعة اجتماع أسرة تحرير الصحيفة وهم يصرخون "انتقمنا للنبي محمد (...) الله أكبر".