اطلس- لطالما كانت الحرب الاستخبارية محتدمةً بين إسرائيل وحزب الله، سواء في السر أو العلن، وكان كل طرف يوجه للآخر ضرباتٍ في الداخل والخارج، إلا أنهما دائما حافظا على حالة من ضبط النفس أبقت على المنطقة الحدودية بين الطرفين آمنية.
وفي تحليل أوردته صحيفة الجمهورية اللبنانية فقد قالت" إن ما حصل في القنيطرة أول من أمس يأتي في سياق هذه العمليات الاستخبارية، حيث تمكّنت إسرائيل من إغتنام فرصة صيد ثمين واغتيال المجموعة القيادية المشتركة بين إيران و"حزب الله"، وتوجيه رسالة قوية الى طهران بأن تشكيل جبهة في الجولان على غرار جبهة الجنوب، هو خط أحمر ولن تسمح به".
ووفقاً للتحليل فإنه يوجد 3 أهداف أساسية دفعت الإسرائيليين لتنفيذ هذه العملية وهي:
أولاً - محاولة تخريب التقارب الأميركي - الإيراني في المفاوضات النووية والتعاون الأمني، بعدما أصبح ثابتاً وجلياً حِرص إدارة الرئيس باراك أوباما على الوصول إلى تعاون استراتيجي مع طهران.
ثانياً - سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تعزيز شعبيته وحظوظه من خلال هذا النوع من العمليات الهجومية، عشية الإنتخابات الإسرائيلية منتصف آذار.
ثالثاً - إعادة الإعتبار إلى القوات الإسرائيلية ورفع معنوياتها بعد البلبلة التي أحدثها كلام الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله الأسبوع الماضي في الشارع الإسرائيلي.
وفي المقابل فإن "حزب الله" يعتبر أن الإسرائيليين غيّروا قواعد اللعبة هذه المرّة، وبالتالي لن تمرّ عملية القنيطرة بلا ردّ.
وعن احتمالية تطور الأمور إلى حرب شاملة بين الطرفين، رأى معد التقرير أن لا أحد يريد حرباً واسعة. فالحزب ليس في وارد المخاطرة بفتح جبهتين ضده في الوقت ذاته، واحدة في مواجهة "الدولة الإسلامية" في سوريا، وثانية ضد إسرائيل، على رغم أن لديه إمكانات إغراق إسرائيل بالصواريخ في حال الحرب، لكن الأثمان ستكون مكلفة جداً بالنسبة إلى النتائج السياسية".
وأضاف:" لا مصلحة لتل أبيب في شنّ عدوان واسع ضد "حزب الله" ما دام يستنزف قواته وموارده في سوريا دفاعاً عن النظام وفي محاربة "داعش" حسب رأي الإسرائيليين، من جهة، ولا مصلحة لنتنياهو بإغضاب الرئيس أوباما، في حال شنَّ حرباً واسعة وأطاح التقارب بين واشنطن وطهران".
وجاء في ختام التقرير التحليلي" أن حسابات دقيقة تحكم التوازن العسكري بين "حزب الله" وإسرائيل، وأي خطأ فيها قد يقلب الأمور رأساً على عقب".