اطلس- قدم مهرجان أنغوليم الدولي للقصص المصورة جائزة خاصة لمجلة "شارلي إيبدو" الأسبوعية الساخرة التي قتل عدد من محرريها في اعتداء خلال الشهر الحالي بمقرها في باريس، ومنح جائزته الكبرى لكاتسوهيرو أوتومو رسام قصص المانغا اليابانية.
ويندرج منح جائزة كبرى خاصة تكريما لرسامي "شارلي إيبدو" كابو وشارب وأونوريه وتينيوس وولينسكي الذين قتلوا في الهجوم، في جملة الفعاليات التكريمية المتعددة المخصصة لهذه المجلة خلال هذا الملتقى السنوي للقصص المصورة العالمية الذي أطلقت فعالياته امس الاول في جنوب غرب فرنسا.
وفي الدورة الثانية والأربعين من المهرجان، منحت الجائزة الكبرى للمرة الأولى إلى رسام قصص مانغا هو الياباني كاتسوهيرو أوتومو (60 عاما) الذي يعتبر من كبار مؤلفي هذه القصص المصورة في اليابان.
وقد سطع نجمه على الساحة العالمية بفضل نجاح سلسلة "أكيرا" بنسختيها من القصص المصورة والرسوم المتحركة.
ويشكل فوزه تقديرا للأهمية التي باتت تتمتع بها قصص المانغا في مجال المنشورات باللغة الفرنسية مع مبيعات بلغت ربع إجمالي مبيعات ألبومات القصص المصورة في فرنسا.
ويقام هذا المهرجان الذي فتح أبوابه بعد ثلاثة أسابيع من الهجوم الذي استهدف مقر مجلة "شارلي إيبدو" وسط حماية مشددة من الشرطة. واضطر آلاف الزوار الذين توافدوا إليه في يومه الأول إلى الانتظار في الطوابير بسبب التدابير الأمنية الاستثنائية، لا سيما تلك التي اتخذت لمواكبة الرسامة كاترين موريس المتعاونة مع "شارلي إيبدو" التي نجت من الاعتداء.
وينظم مهرجان أنغوليم على عادته معارض وندوات مع رسامين من أنحاء العالم أجمع وجلسات تفاعلية في المدينة التي تتحول إلى ساحة كبيرة للقصص المصورة العالمية.
كذلك تقام عدة فعاليات هامشية لتكريم الضحايا، من أمثال وولنسكي الذي لم يكن يفوت دورة من المهرجان والذي يعد من الآباء الروحيين لجيل كامل من الرسامين.
وحرص المهرجان في دورته هذه على تخليد أسلوب "شارلي إيبدو" التي تنتقد منذ تأسيسها سنة 1970 الديانات وأصحاب النفوذ مع استحداث "جائزة شارلي لحرية التعبير" تكريما لضحايا الاعتداء.
وسيخصص أيضا معرض للمجلة الساخرة يستعيد نسخها من عددها الأول إلى ذاك الأخير الذي صدر بعد أسبوع من الاعتداء بعدد قياسي من الطبعات شمل 7 ملايين نسخة.
ووضعت لافتة كبيرة على مقر بلدية أنغوليم تكريما لمجلة "شارلي إيبدو" وعلقت في الشوارع صور لغلاف حوالى أربعين عددا من أعدادها الأكثر تأثيرا.
وبمبادرة من المهرجان، أعد ألبوم تكريمي على الانترنت يتضمن أكثر من ألف رسم لرسامين فرنسيين وأجانب. ومن المرتقب صدور ألبوم آخر من هذا القبيل تحت عنوان "لا بي دي إي شارلي" (القصص المصورة هي شارلي) في الخامس من شباط.
ومن المزمع الإعلان عن الفائزين التسعة بجوائز المهرجان في اليوم الأخير للفعاليات الاحد في إطار مسابقة رسمية يتنافس فيها 35 ألبوما.
وتكرم أيضا الدورة الثانية والأربعون من المهرجان الذي استقبل العام الماضي أكثر من 200 ألف زائر آسيا عموما والصين خصوصا، مع دعوة مجموعة من رسامي قصص المانهوا التي تشبه قصص المانغا اليابانية. كذلك تخصص فعاليات من المهرجان للقصص المصورة الأميركية التي تلقى رواجا كبيرا هذه الأيام في فرنسا.