اطلس- صحف عبرية / من صنع سارة نتنياهو كأداة يحمل عليها الذنب، وكموضوع يمتص التحريض هو شخص واحد. إسمه بنيامين نتنياهو.
الرجل الذي بادر، وافق واخذ لنفسه مليار للقصر والطائرة، في حين ان المواطنين لا يتمكنون بسبب سياساته من الحصول على شقة، نتنياهو، والذي لسنوات طويلة قبل ان يلتقي مع سارة تراكم العديد من الدلائل على انه كان يرفض الدفع في المطاعم، وكيف انه كان في المقابلات لا يتردد في القول انه نسي محفظته, الرجل الذي بنى هرم الضرائب في اسرائيل وجعل من الدولة التي تسودها المساواة النسبية إلى دولة طلائعية في الفجوات بين الطبقات والفقر.
الرجل من « بيبي تورز» مع الفنادق الفاخرة، السيجار، البوظة، المياه لملء بركة السباحة الخاصة، والرجل الذي دخل في حسابه بالمقابل عشرات الاف الشواكل التي جنيت من قناني الدولة الفارغة.
الرجل الذي تسبب في إهانة موظفي الدولة ممن يعملون تحت امرته بحكم وظيفته، وكذلك باستغلالهم بهدف السحب من الممتلكات العامة، الرجل الذي انقذه يهودا فاينشتاين، محامي العائلة، من التوصيات بإحالته إلى المحكمة الجنائية بتهمة خرقه الامانة والحصول على مملتكات عامة بمئات الالاف عبر فضائح «الانتظارات» و «التاجيلات»، هو الذي بعد صد المحاولة في فضيحة «بار اون الخليل» تمكن من السيطرة على ممتلكات عامة أساسية وفقا للقانون، يخدمه المستشار القانوني ويخدمه مراقب الدولة، فهو من عينهما في صالونه العائلي. واستولى على الشرطة بمساعدة المجرم المدان بضرب طفل، ابيغدور ليبرمان. هكذا دمر بمنهجية سلطة القانون في الدولة، «القانون» الذي بدا وكأنه يعمل ضد معارضيه السياسيين، لكنه يتعطل عندما نحتاجه للعمل ضد الحاكم. تقريبا بما يشبه ما يحدث لدى فلاديمير بوتين وروسيا اليوم.
هو الذي استولى تقريبا على كافة وسائل الاعلام وحولها كي تركض لاهثة خلف جريدة الدعاية «إسرائيل اليوم»، وإليه تدفقت مئات الملايين من ارباح القمار، والذي يرفس برجله العوجاء قوانين تمويل الاحزاب في حين يتعاون معه المستشار والمراقب عبر السكوت على اعماله باعتباره سيدهم. صحيفة الدعاية التي توزع مجانا وتعمل بهذا الاسلوب على القتل الاقتصادي لكل صحيفة مستقلة اخرى، بينما يعمل من ذاته ضحية للصحفيين الذين تآمر عليهم. هو من حول بطل اسرائيل «يتسحاك رابين» إلى «خائن»، وروج لمصطلح «بالدم والنار تم القضاء على رابين». هو من استغل روايته لكي يتقدم في الليكود مع اكتشاف عملية فساد لم تكن ضمن مجاله «شخصية بارزة في الليكود محاط بالجرائم» كما ورد على لسانه المفتري.
هو بنيامين نتنياهو هو المخترع، المسرب، الصانع والمايسترو لاسلوب المدانة «سارة المجنونة».
هكذا يحاول التملص مما بدا على انه سحب من أموال الجمهور، من جشعه، من شحه المتكرر، من الاستغلال المخجل للموظفين والمواطنين باعتبارهم احد مصادره، من عنفه العلني الممنهج والمحرض، من الفقر والفجوات الناجمة عن رأسماليته آكلة لحوم البشر.
لقد صنع المحرض لنفسه كبش فداء، وجعل من نفسه الضحية كي يتضامن معه الرجال في إسرائيل تلك «المرأة المجنونة»، بينما هو «الأصيل» يظهر وكانه يدافع عنها.
يكفي ان نذكر: رقم الاثنين المكروه هو في كثير من الاحيان اداة مفيدة للحاكم. فبدلا من اتهام الرأس يتهمون من يزعجه، هكذا كانت حالة شمعون بيرس المكروه من قبل الشعب لصالح رابين الرائد: هكذا فعلت نكات ديفيد ليفي العنصرية لصالح مناحيم بيغن باعتباره من اعاد الاحترام للشرقيين. وهكذا فعلت كذلك ولفترة محددة التهمة الموجهة لماري انطوانيت والتي أبدا لم تقل «إذا لم يكن عندهم خبز ليأكلوا البسكويت» بهدف اخفاء جشع البيت الملكي الذكوري.
فقط بعد ان ينتهي زمن الاستخدام، وهنا ثورة، او وفقا للغة الديمقراطية انقلاب. حكومة هرتسوغ كحلون لبني غال أون يمكن ان تكون نتيجة انقلاب جديرة.
سيفي رخلفيسكي
هآرتس