وقال برئيل في مقالته المنشورة بصحيفة "هآرتس": "إن الخوف في إسرائيل أعظم، ومستوى الجريمة أعلى، والإرهاب أشد وطأة".
وأوضح أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في عدم توفر مكان آمن في أوروبا لليهود، بل في أن يهود "إسرائيل" أنفسهم لم يعودوا مقتنعين بأن ملجأهم الآمن لم يعد آمنا في مواجهة التهديدات التي يحذرهم منها نتنياهو يوميًا.
وتساءل مستهجنا: "على افتراض أن آلاف اليهود سيقررون هجر مصالحهم وتعليمهم وبيوتهم ووظائفهم، للصعود على الطائرات الميمونة المتوجهة بهم نحو مطار تل أبيب، ترى ماذا سيجدون هنا؟".
وعدد برئيل السلبيات التي يمكن أن يواجهها يهود أوروبا حال هجرتهم للكيان بقوله: "إنه سيحظون بفرصة أن يكونوا مكشوفين لتسجيلات اليمين من أشرطه الفيديو، التي يظهر فيها اليسار الإسرائيلي وهو يتعاون مع النازيين بهدف إبادة دولة إسرائيل، وسوف يتعلمون كم هو جيد حظهم لأنهم لم يصلوا البلاد كلاجئين أريتيريين، أو سودانيين، أو حتى كمهاجرين من أثيوبيا. اليهود الذين هربوا من اللاسامية الأوروبية سوف يستبدلونها بعنصرية إسرائيلية. سيكتشفون، أنهم مواطنون في دولة احتلال، الاحتلال ذاته الذي ساهم في تعزيز اللاسامية، والتي بسببها هم يوضبون الحقائب".
ونبههم أيضا إلى أنّ معدل حالات القتل في "إسرائيل" يزيد على 1.8 لكل 100 ألف، وفي فرنسا هو 1 لكل 100 ألف، وفي الدنمارك هو 0.1 لكل 100 ألف.
وأشار إلى أنه في عام 2014 قتل في "إسرائيل" 27 شخصا في عمليات "إرهابية"، وفي المقابل فإنه لم يقتل أحد في فرنسا والدنمارك.
وأكد أن هذه معطيات ديناميكية، وأن أوروبا معرضة لإحلال تغييرات في هذا الشأن، ولكن احتمالية التغيير في "إسرائيل" هي أكبر بكثير نحو الأسوأ.
لا أمن
وشدد برئيل على أن المهاجرين إلى "إسرائيل" سيكتشفون خلال وقت قصير أن أمنهم الشخصي أصبح في مجال يد "داعش" أو القاعدة، وأنهم لن يعانوا من ظواهر "اللاسامية القاتلة".
وأضاف "لكي يكونوا مواطنين إسرائيليين حقيقيين، فعليهم أن يتبنوا نمط الكآبة الإسرائيلية وأن يتلبّسوا مشاعر الخوف الكامنة في أعماقهم من الحرب أو الإبادة الجماعية أو كليهما معا".
وعقد الكاتب مقارنة بين "إسرائيل" وأوروبا من حيث المطالبة بجودة الحياة لمواطنيها، إذ إن ذلك يعدّ في أوروبا حقا، بينما يعدّ المطالبون بحياة جيدة في "إسرائيل" خونة.
وطالب اليهود في أوروبا، بعدم الخلط بين الإسرائيلية واليهودية؛ إذ إنّ الإسرائيليين ليسوا عشاقا للغرباء حتى وإن كانوا يهودا.
وعلق على ذلك بالقول: "اسألوا الروس نحو 150 ألفا من هؤلاء ممن هاجروا إلى "إسرائيل" من رابطة الدول (الاتحاد السوفييتي سابقا) هاجروا منها ثانية، منذ بدء الهجرة. اسألوا أيضا الجورجيين والأثيوبيين والبخاريين والأكراد، الذين ما زالوا بعد عشرات السنوات من الهجرة مقسمين طبقا للبلاد التي جاءوا منها".
وختم بالقول" "لكم الحق بالطبع في الهجرة إلى إسرائيل، وبالتأكيد سوف تحظون باستقبال دافئ في المطار، فقط كي تتذكروا أن إسرائيل تبتلع المهاجرين بتسرع، لكنها لا تنجح في هضمهم".