اطلس- كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث الثلاثاء، عن مخطط إسرائيلي لبناء ستة فنادق بسعة 1330غرفة فندقية، بالإضافة إلى واجهات ومراكز تجارية وسياحية، ومطاعم ومقاهي، وقاعات للاجتماعات والمناسبات الجماهيرية على قمة جبل المكبر قبالة المسجد الأقصى المبارك
وأكدت المؤسسة في بيان وصل وكالة "صفا" مضي الاحتلال الإسرائيلي في مشاريعه التهويدية والاستيطانية في مدينة القدس المحتلة، خاصة تلك التي تحيط بالمسجد الأقصى والبلدة القديمة، أو ما يطلق عليه الاحتلال زورًا وبهتانًا "الحوض المقدس".
وقالت إن المخطط الإسرائيلي سينفذ على قمة جبل المكبر في الجهة الجنوبية المطلة على المسجد الأقصى، أو ما يسمى بـ"تل القصر" – إشارة إلى مجمع حكومي بريطاني، وتواجد مندوب الاحتلال البريطاني في القدس بعد احتلالها عام 1917م.
وأضافت أن المخطط سيقام على مساحة نحو 75 دونمًا ( وهي أرض فلسطينية احتلت عم 1967م، وصودرت فيما بعد)، وبمساحة بنائية إجمالية تصل إلى نحو 130 ألف متر مربع.
وأشارت إلى أنه نُشر مؤخرًا مناقصة أولية لبناء ثلاثة فنادق بسعة 580 غرفة فندقية، كل ذلك بدعم وتحفيز غير مسبوقة من قبل جهات حكومية تتبنى وتشارك في المشروع، وهي وزارة السياحة الإسرائيلية، وما يسمى بـ"دائرة أراضي إسرائيل"، والشركة الوطنية السياحية، وبلدية الاحتلال بالقدس.
ووصفت المشروع بأنه خطير جدًا، كونه جزء من مخطط شامل لبناء طوق استيطاني تهويدي، عبر مشاريع استيطانية، تحت مسمى التطوير السياحي، لإحكام السيطرة على محيط المسجد الأقصى والقدس القديمة.
وأوضحت أن المشروع المذكور والمناقصة الأولية تشكل نقطة بداية لبناء سلسلة من الفنادق والمراكز السياحية في مواقع قريبة ومقابلة ومشرفة بأغلبها على الأقصى والقدس القديمة، من جهات عدة.
ولفتت إلى أن الاحتلال أكد بأن هذا المشروع بشموليته هو ذو أفضلية أولى في مشاريع وزارة السياحة، وفي وثائق ومداولات مخطط المشروع ذُكر أكثر من مرة أن الموقع المذكور هو ذو صبغة حساسة جدًا، وذو منظر متميز، وله أبعاد تاريخية ودينية.
كما أن التخطيط لهذا المشروع بدأ في عام 1994، ومرّ بمداولات طويلة وبطيئة نسبيًا، لكن منذ عام 2010 تم التركيز عليه، وصودق عليه بشكل نهائي عام 2011، الأمر الذي أدى لانطلاق أول مراحله بالمناقصة المذكورة قبل نحو أسبوعين.
وذكر مراقبون ومختصون وباحثون في المجال السياحي أن لا حاجة لمثل هذا المشروع الفندقي، خاصة في الموقع المذكور، إذ أن سعة الفنادق الإسرائيلية في السنوات الأخيرة في القدس تراوحت بين 50%-60% فقط.
وبحسب وثائق وخرائط اطلعت وحصلت عليها مؤسسة الأقصى، فإن المخطط المذكور يحمل رقم 4711، ويحتوي على بناء مشروع متعدد في محوره الأساسي بناء ستة فنادق، في ست قطع أرض متواصلة، وعلى مساحة 74،600 متر مربع، وبمساحة إجمالية تصل الى 129,550 متر مربع ،على قمة جبل المكبر.
ووفق المخطط فإن سعة الفنادق الستة تبلغ 1330غرفة فندقية، على النحو التالي الفندق الأول سبع طوابق بسعة 180 غرفة، الثاني سبعة طوابق بسعة 150غرفة، الثالث ثمانية طوابق بسعة 180 غرفة، الرابع ثمانية طوابق بسعة 220 غرفة، الخامس سبعة طوابق بسعة 300 غرفة، والفندق السادس سبعة طوابق بسعة 300 غرفة.
ويُشار إلى أن قسم من طوابق الفنادق سيكون تحت الأرض.
كما يحتوي المخطط على بناء واجهات ومراكز تجارية بعضها ضمن الفنادق الستة، وبعضها بجانبها، بالإضافة إلى بناء مطاعم، متحف، مقاهي، مراكز جذب سياحي، قاعات عامة للاجتماعات والمناسبات الجماهيرية، وموقف للباصات يتسع لـ 26 حافلة، وموقف للسيارات الصغيرة والكبيرة يتسع لنحو 500 مركبة.
ومن تبعات بناء هذا المشروع سيتمّ قلع نحو 460 شجرة معمّرة، نصفها كبير والباقي صغير، علمًا أن الأرض المذكورة هي منطقة شجرية مشهورة ومعروفة.
ولتحويل المخطط إلى حيّز التنفيذ، نشرت نهاية الشهر السابق مناقصة لبناء ثلاث فنادق، وهي الفندق الأول والثالث والرابع، ولتحفيز تقديم اقتراحات للمناقصة والبدء بالعمل أعلن عن محفزات منها تقديم معونات مالية وتخفيضات ضريبية للفائزين بالمناقصة.
كما تعهدت البلدية بتخصيص مرافق تساعد على التسريع بعملية البناء، فيما تعهد متبنو المشروع بتمويل أعمال التطوير الأولية بقيمة نحو 15 مليون دولار، بالإضافة الى دفع رسوم للبلدية وشركة المياه "جيحون"، علمًا أنه عادة ما تقوم الشركة المقاولة التي تفوز بالمناقصة بتمويل مثل هكذا أعمال.