نيويورك - اطلس - بعث المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير رياض منصور، اليوم السبت، رسائل متطابقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن (باكستان)
ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ذكر فيها أن بعثة فلسطين وجهت رسائل عديدة لفتت فيها الانتباه الدولي إلى الوضع الحرج في الأرض الفلسطينية المحتلة، خاصة القدس الشرقية.
وأشار منصور إلى استمرار المخالفات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بما في ذلك الحملة الاستيطانية.
وطالب المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، أن يضطلع بمسؤولياته ويضمن احترام القانون الدولي ويتخذ التدابير اللازمة لإجبار إسرائيل على إنهاء جرائم الحرب التي ترتكبها ولإنقاذ فرص السلام.
وقال: للأسف، فإن مجلس الأمن لا يزال في طريق مسدود على الرغم من المواقف الجماعية الواضحة حول عدم شرعية السياسات والممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والحاجة الملحة للمضي قدما في تحقيق حل الدولتين باعتباره الحل الأنجع لحل هذا الصراع المستمر منذ عقود.
وذكر منصور أن هناك إجماعا دوليا على 'أن سياسات إسرائيل الاستيطانية غير القانونية على وجه الخصوص تشكل التهديد الرئيسي لتحقيق رؤية الدولتين، فلسطين وإسرائيل، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن على أساس حدود ما قبل عام 1967، وهي العقبة الرئيسية أمام استئناف عملية سلام ذات مصداقية وذات مغزى، وهي المصدر الرئيسي للتوتر وعدم الاستقرار وعدم الثقة، وقد حان الوقت للعمل على هذا الإجماع الدولي لإنهاء القمع الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه من أجل الدخول في عهد جديد طال انتظاره يسوده السلام والاستقرار. ولكن إسرائيل أعلنت مرة أخرى عن خطط لبناء 198 وحدة استيطانية غير قانونية أخرى في الأرض الفلسطينية المحتلة، وان هذه الخطط، والتي تأتي في أعقاب التصريحات الاستفزازية الأخيرة بشأن نوايا بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، تشمل 84 وحدة في مستوطنة 'كريات أربع' في الخليل و 114 وحدة في مستوطنة 'إفرات' غير القانونية، في انتهاك صارخ لجميع الأعراف القانونية، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي وقرارات مجلس الأمن والتزامات خارطة الطريق بتجميد جميع الأنشطة الاستيطانية'.
وقال إن مئات الفلسطينيين انخرطوا في المقاومة الشعبية السلمية في تحد لممارسات الاحتلال الاستعمارية غير القانونية، وتجمعوا في قرية بيت اكسا، شمال غرب القدس الشرقية المحتلة، ونصبوا خيام قرية الكرامة احتجاجا على مصادرة إسرائيل لأراضي القرية وخطط محاصرتها وعزلها عن طريق جدار الضم العنصري . وتأتي هذه المظاهرة في أعقاب إنشاء قرية باب الشمس في المنطقة المسماة 'E1' ضد خطط إسرائيل لإقامة مستوطنة غير قانونية هناك من شأنها أن تقوض تواصل دولة فلسطين وقابليتها للحياة.
وذكر السفير منصور أن السلطة القائمة بالاحتلال أمعنت في الفترة الأخيرة في تدميرها للممتلكات الفلسطينية من بينها هدم أربعة منازل فلسطينية في التلال الجنوبية لمدينة الخليل، بما في ذلك منزل شعيب الهذالين في قرية أم الخير وهدم منزل ناصر الرجبي في المنطقة الواقعة شمال بيت حنينا وهدم نحو 70 مبنى فلسطينيا في منطقة وادي المالح في شمال وادي الأردن.
كما تطرق إلى مواصلة المستوطنون الإسرائيليون أعمال الإرهاب ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم في الأرض الفلسطينية المحتلة بما في ذلك هدس مستوطن إسرائيلي للطفل على الجهالين في ابو ديس واقامة مجموعة من المستوطنين مستوطنة غير شرعية على أرض تابعة لعائلة فلسطينية من مدينة تقوع، شرقي مدينة بيت لحم، وقيامهم تحت حماية قوات الاحتلال بمهاجمة أصحاب الأرض الفلسطينيين مما أسفر عن إصابة العديد منهم وإجبارهم على ترك أراضيهم. كما اقتلع المستوطنون الإسرائيليون 95 شجرة زيتون في قرية حوسان، غربي مدينة بيت لحم، وتدمير أكثر من 200 شجرة زيتون في قرية قصرة قرب نابلس. ولاتزال الحكومة الإسرائيلية تسمح للمستوطنين بإرتكاب جرائمهم وبافلات تام من العقاب.
وقال إن المجتمع الدولي لا يزال يشهد هذه الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني ولكرامته والعديد من هذه الانتهاكات تشكل أيضا جرائم حرب ويجب مساءلة إسرائيل عنها. وأكد أنه دون ذلك، فإن احتمالات وقف مثل هذه الجرائم ستكون بعيدة المنال وكذلك فرص تحقيق السلام والأمن.
وأكد السفير منصور أن القيادة الفلسطينية لا تزال ملتزمة بطريق السلام وبالحل القائم على دولتين وسوف نواصل مطالبة المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن وفقاً لواجباته بمقتضى ميثاق الأمم المتحدة، بالوفاء بالتزاماته ازاء رؤية الدولتين والعمل بشكل عاجل وملموس لضمان احترام سيادة القانون، بما في ذلك قرارات الأمم المتحدة، لوقف تدهور الأوضاع ولإنقاذ حل الدولتين وفرص تحقيق السلام.