اطلس- في مقابلة أجرتها المحررة البارزة في صحيفة «واشنطن بوست»لالي ويموث مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حمل فيها الإخوان المسلمين مسؤولية العنف والفوضى التي تعيشها مصر الآن
وقال إن هناك «مشكلة في الإتصال» مع الأمريكيين مطالبا إياهم بدعم واسع. وكرر السيسي مخاوفه من انهيار بلده، وأشار أنه يتواصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بشكل مستمر ويتحدث معه «كثيرا».
وأجرت ويموث المقابلة في القصر الجمهوري حيث طالب السيسي الولايات المتحدة «بدعم مصر ودعم الإرادة الشعبية للمصريين». وقال إن الحكومة المصرية لم تلجأ للعنف، فالجهة التي لجأت للعنف في مصر هم الإخوان «أنهم هؤلاء الذين رفضوا المشاركة بطريقة إيجابية في الطريق الديمقراطي الذي بدأ يوم 30 حزيران/يونيو»، متهما الإخوان باختيارهم «طريق المواجهة مع الدولة»
وضرب مثلا عن حسن علاقات حسن الجوار بين البلدين من خلال سماح إسرائيل بتمركز القوات المصرية في شرق ووسط شبه جزيرة سيناء مع أن المعاهدة تقيد حركة المصريين فيهما «وهذا يعني أن مزاج الشك والعداء قد تلاشى بالسلام مع إسرائيل، وهذا سيحدث مع بقية الدول العربية لو تم التوصل لحل الدولتين». وعندما سألته إن كان يتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أجاب «كثيرا، فقط أريد من خلالها التأكيد له أن تحقيق السلام سيكون صفقة تاريخية له ولإسرائيل، وأننا جاهزون للمساعدة».
ودافع السيسي عن سجل حكومته في مجال حقوق الإنسان وبرر اعتقال الناشطين الحقوقيين في مصر بمن فيهم ناشطون قدموا له الدعم. وأجاب أن هناك حاجة لبناء توازن بين الأمن والحرية خاصة في بلد مثل مصر يمر بظروف أستثنائية «ونعمل جهدنا لمنع اعتقال الأبرياء» و «لدينا قانون للتظاهر، وهو لا يمنع الإحتجاجات لكنه ينظمها». وزعم أن وزارة الداخلية لم ترد طلبا للتظاهر وذلك في معرض نقد الصحافية لفكرة وجود قانون للتظاهر التي تعني عدم وجود حرية للتعبير. وعندما ذكرت ويموث ناشطي 6 إبريل خاصة أحمد ماهر أجاب «نحن لسنا ضد الناشطين العلمانيين ولا ضد من يريد رفع صوته عاليا، ولكن من المهم أن لا يخرق الناس القانون».
وأكد السيسي على أهمية عدم مقارنة مصر بالولايات المتحدة خاصة «عندما تريد إعادة بناء المؤسسات الوطنية بعد أربعة أعوام من الظروف الصعبة وحالة من المزاج الثوري العام». ولعب السيسي على فكرة الإستقرار لإطعام 90 مليون مصري. وقال إن الولايات المتحدة لا تفهم الوضع في مصر لأنها تنظر إليه من خلال منظورها «فنحن دولة غير متطورة، وأنت تنظرين لمصر ب
عيون أمريكية، عمر الديمقراطية في مصر لا تتجاوز الـ200 عام، فقط أعطونا وقتا لنتطور، ولو تسرعنا في الأمر فبلد كبلدنا سينهار».
ولاحظت ويموث أن السيسي اختار «سينهار»مرتين وعندما سألته عن السبب أجاب «تعرفين لماذا؟ لأن (الشعب) يثق جدا بالسيسي، ولكنني إنسان، لا يمكنني فعل كل شيء. وعندما انهار الصومال ألم يتركه الأمريكيون؟ هل تريدين أن تتحول مصر لدولة فاشلة وبعدها تغسلين يديك منه؟». واعترف السيسي بمشاكل الشرطة ولكنه قال إن وزارة الداخلية أنشأت دائرة لحقوق الإنسان لمراقبة تصرفات عناصر الأمن. وفي الوقت نفسه نفى أن تكون الدولة قد اعتقلت او احتجزت أشخاصا بدون توجيه اتهامات.
وفي هذا السياق رفض فكرة مساهمة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية «لقد حولوا حياة المصريين إلى جحيم.. هل تعتقدين ان بلدا كمصر سيتحول إلى طالبان ويدمر الأهرامات؟ وعندها لقام الإخوان بالذهاب للمعابد الفرعونية ودمروها». وزعم السيسي أنه نصح مرسي كثيرا «لكن كان الأمر يتعلق بعقليته».
وتساءل «ألم يكف عام واحد لتعرفوا- أي الأمريكيين- أن هؤلاء الناس قد تبنوا أيديولوجية مدمرة؟. وكرر استخدام «العقلية» في وصفه للإخوان المسلمين وحماس وقال «يعتقدون أنهم يحملون الحقيقة الكاملة ويجب على الجميع أن يسمع لهم وإن اختلفت معهم فيجب أن تموت».
وزعم أن اختيار مرسي له وزيرا للدفاع كان «قدرا» ولأنه «كان يعرف انني مسلم ملتزم، ولهذا اعتقد أنني سأكون مثله، ولكنني كنت أحاول أن اكون مسلما (عاديا) يحترم الآخرين وحرية الإختيار الديني وحتى حرية عدم الإيمان بالله». وفي مسألة تنظيم الدولة أكد أنه سيتم الإنتصار عليهم ولكن بوضع قوات على الأرض فالضربات الجوية لا تكفي.
واعتبر أن مصر بحاجة لدعم أمريكا التي تنتظر منه تحركا حول ملف حقوق الإنسان. وأشار إلى الإفراج عن الصحافي الأسترالي العامل في»الجزيرة» فيما أفرج عن الصحافيين الباقيين اللذين يواجهان محاكمة.
وكما بدأ مقابلته بـ «الإنهيار» حذر في نهاية اللقاء قائلا أن ما يقلقه «هو انهيار بلدي، وهو ما يقلقني، بصدق لا أفكر ولو لثانية بزوجتي».