ويضم الوفد محامين من مؤسسة ميزان لحقوق الانسان الناصرة الممثل بالمحامين فراس دلاشة رئيس المؤسسة والمحامي مصطفى سهيل مدير المؤسسة والمحامي عمر خمايسي، والمحامي احمد امارة، ومركز عدالة الممثل بالمحامي صلاح محسن والناشطة الحقوقية ناديا يوسف، ووالد الشهيد خير الدين حمدان وعم الشهيد السيد رافع امارة من كفر كنا.
وشارك الوفد في المؤتمر خلال الدورة الخاصة بمجلس حقوق الانسان نظمته "الحركة العالمية الناشئة لوقف الاعتداءات والعنف البوليسي والشرطي ضد الاقليات" تحت عنوان: "من الجليل إلى فيرغسون".
وتضم هذه الحركة ائتلافاً لمحامين وناشطين ومدافعين عن حقوق الانسان من الداخل الفلسطيني والولايات المتحدة الامريكية ومنظمات دولية أخرى.
وتم خلال المؤتمر مناقشة موضوع تحت عنوان "منع ومعالجة العنف وفظاعة الجرائم التي تستهدف الأقليات"، حيث تم في المقام الأول تسليط الضوء على الدروس المستفادة لممثلي عائلات فلسطينية استشهد أحد أبنائها خلال هبة القدس والأقصى عام 2000 مقابل عائلات لمواطنين أمريكيين سود البشرة قتلوا بيد شرطيين أمريكان من البيض.
واعتمد النقاش في المؤتمر بهذا الخصوص على الاستماع لشهادة والد الشهيد خير الدين حمدان على يد أفراد من قوات الشرطة الاسرائيلية يوم 8 تشرين ثان 2014.
وقدمت الناشطة الأمريكية من مدينة "فرغسون" الأمريكية "اشلي ياتيس" مداخلة، وهي من حركة "العدالة العرقية الامريكية" التي تشكلت بعد مقتل الشاب الأمريكي الاسود "مايكل براون" على يد الشرطة الأمريكية مؤخراً، وذلك في أعقاب فشل آليات المساءلة والقضاء والعدالة المختلفة.
ويوفر المشاركون في هذا البرنامج أطر وسبل عالمية لتقييد استعمال القوة المفرطة والعنف من قبل قوات الأمن المختلفة ومواجهة التمييز وعدم المساواة والعنصرية التي تنتهك يومياً بحق الأقليات العرقية والأصلانية والمجتمعات الضعيفة والمهمشة.
وجاء هذا النشاط للمؤسسات الحقوقية من الداخل بعد زيادة عدد الجرائم الشرطية والإعدامات الميدانية والاعتداءات التي تنفذها وحدات الشرطة والأمن الاسرائيلي بحق المواطنين الفلسطينيين، ولا يتم محاسبة المسؤولين ومنفذي هذه الجرائم والاعتداءات.
وفي غالبية الحالات يتم إغلاق هذه الملفات من قبل وحدة "ماحش"، الوحدة الخاصة بالتحقيق مع أفراد الشرطة، وتبرئة الشرطيين المتورطين في هذه الاعتداءات.
ووكلت لجنة الحريات والمعتقلين والشهداء والجرحى المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، في أعقاب الجرائم الأخيرة التي راح ضحيتها الشهيد خير الدين حمدان من كفر كنا والشهيدان سامي الجعار وسامي الزيادنة من مدينة رهط، المؤسسات الحقوقية من بينها مؤسسة ميزان لحقوق الانسان ومركز عدالة، بعدة مهام.
وتضم المهام متابعة جمع البينات والأدلة للتحقيق الجنائي في استشهاد هؤلاء الشبان ولملاحقة أفراد الشرطة وتقديم شكوى لوحدة التحقيق مع أفراد الشرطة وتقديم شكوى دولية للمقرر الخاص للقتل خارج القانون في الأمم المتحدة باسم عائلة الشهيد خير حمدان.
كما تضم تقديم شكوى للمقرر الخاص للأقليات في مجلس حقوق الإنسان، ومتابعة شؤون المعتقلين في اعقاب المظاهرات التي خرجت احتجاجاً على مقتل الشهداء الثلاثة.
وقد عقدت المؤسسات الحقوقية، ميزان وعدالة، بعد ذلك عدة جلسات وباشرت بتنفيذ الخطوات وهي اليوم تشارك في مؤتمر دولي في جنيف حول العنف الشرطي بشكل عام ضد المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني، حيث تم العمل والتجهيز لهذا المؤتمر منذ فترة شهرين وبجهود كبيرة وبالشراكة مع جمعيات حقوقية دولية ومحلية.
وسرد والد الشهيد خير الدين حمدان خلال كلمته في المؤتمر المذكور في الأمم المتحدة تفاصيل استشهاد ابنه وكيف تم اعدامه ميدانياً دون وجه حق. كما تحدث عن وضع العائلة اليوم المأساوي بفقدان ابنه، والذي كان عنده أحلام كثيرة، كأي شاب في مقتبل العمر.
من جانبه، قال سهيل: "إن حالة قتل الشهيد خير الدين حمدان بيد شرطي ليست بحالة نادرة او عابرة، بل إن متابعة ما جرى خلال النصف الاخير من عام 2014 وبداية العام 2015 يدل على أن هناك ظاهرة عنف شرطي ممنهج وخطير".
وأضاف "أن الأخطر في الأمر أنه من بين مئات حالات الاعتداء الشرطي على المواطنين والتي تم رصدها، برزت بشكل واضح ظاهرتان شديدتا الخطورة، الظاهرة الأولى تتمثل في القتل الميداني، في الشارع أو في البيت أو في الاماكن العامة، مثل حالة قتل خير حمدان، والظاهرة الثانية والتي لا تقل خطورة هي ظاهرة مقتل معتقلين أو محتجزين على ذمة التحقيق داخل محطات الشرطة".
كما تحدث المحامي محسن حول الشكاوى التي تقدم لوحدة التحقيق مع أفراد الشرطة، بهدف التحقيق في الاعتداءات الموجهة ضد الفلسطينيين، وفي غالبية الحالات يتم إغلاق هذه الملفات بحجج كثيرة واهية، وركز على التجربة المريرة للداخل الفلسطيني خلال هبة القدس والاقصى وكيف ساوت لجنة التحقيق بين الجلاد والضحية.
وفي النهاية، قدم المحامي أحمد إمارة تلخيصاً للمؤتمر والخطوات الاستمرارية اللاحقة والنشاطات والفعاليات المزمع عقدها لمواصلة أعمال النضال بهدف إظهار الحقيقة.
وتم عرض فيلم وثائقي خلال المؤتمر حمل اسم "الإعدام الميداني" من انتاج مؤسسة الأندلس للفن والأدب، تحدث فيه الشيخ رائد صلاح -رئيس لجنة الحريات والمعتقلين والأسرى المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا-، الممنوع من السفر للخارج.
وقال في كلمته: "إنه من السخرية التوجه للقضاء الاسرائيلي بهدف إنصافنا وأن يحاكم أفراد الشرطة الذين يلبسون البزة الرسمية الذين يمثلون هذه المؤسسة الرسمية، لأن تجربتنا السابقة مع القضاء الاسرائيلي علمتنا أنه لم يجرم أي شخص واحد في السابق ولم ينصف أي شهيد تم قتله على يد شرطي".