اطلس- تحت العنوان أعلاه، كتب المحلل السياسي الأمريكي الشهير فريد زكريا مقالاً في صحيفة "واشنطن بوست"، دعا فهي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى التعامل بجدية مع التهديدات الداخلية التي تواجهها إسرائيل، والمتمثلة في أوضاع الفلسطنيين، وأن يستجيب لها بعقلانية وواقعية.
واستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن نتانياهو سُئل خلال مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز" الإخبارية الأمريكية قبل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، حول ما إذا كان قد شعر بالإهانة من تعليق نشره البيت الأبيض على حسابه على موقع تويتر، جاء فيه أن "نتانياهو كان مخطئاً على مدى الخمسة والعشرين عاماً المنصرمة في توقعاته بشأن البرنامج النووي الإيراني"، وأجاب بالإشارة إلى أن تعليق آخر نشره المرشد الأعلى آية الله خامنئي حديثاً أورد فيه تسع طرق وأسباب لتدمير إسرائيل.
بين نتنياهو وخامنئي
ورأى زكريا أن نتانياهو كان محقاً في لفت الانتباه إلى هذا التهديد، لكن لأسباب مغايرة نوعاً ما لما يقصده، مشيراً إلى أن خامنئي كثيراً ما يتحدث عن تدمير إسرائيل، لكنه يعارض تحقيق هذا الهدف عن طريق الحرب.
وبحسب أكبر غانجي، المعارض الإيراني المعروف، فإن المرشد الأعلى تمسّك لسنوات بموقفه المعارض للحرب ضد إسرائيل، وبدلاً من ذلك، يدعو خامنئي إلى إجراء "استفتاء عام ومنظم" يحدد فيه المسلمون والمسيحيون واليهود الذين يعيشون تحت حكم إسرائيل مصير الحكومة والنظام هناك، وإلى منع اليهود المهاجرين مؤخراً إلى إسرائيل من الحق في التصويت.
وأوضح زكريا أن خامنئي يدرك أن أبرز مواطن ضعف إسرائيل هو السلطة القانونية التي تمارسها تجاه أكثر من 4.5 مليون شخص عربي بلا دولة ولا صوت انتخابي، وهو وضع لا يمكن الحفاظ على استمراره في أي مجتمع ديمقراطي.
تجاهل محنة الفلسطنيين
ولفت زكريا إلى أن السّاسة اليمينيين ومؤيديهم في إسرائيل غضوا الطرف كثيراً عن محنة الفلسطينيين، مشيرين إلى أن هناك جماعات عرقية أخرى، مثل الأكراد، لا تملك دولة خاصة بها، لكن الأكراد يُعتبرون مواطنين في البلدان التي يعيشون فيها، في حين لا يملك الفلسطينيون دولة خاصة بهم ولا جنسية في البلد الذي يعيشون فيه.
أوضاع الفلسطنيين تقوّض إسرائيل
وأكد فريد زكريا يرى أن أوضاع الفلسطينيين تمثل التهديد الأكبر الذي قد يقوض دولة إسرائيل على المدى البعيد، وليس البرنامج النووي الإيراني الذي لم ينتج حتى الآن أي قنبلة، إذ تتمتع إسرائيل بترسانة نووية ضخمة تتألف مما يربو على 200 قنبلة، وهو تقدير سيضعه قادة إيران بالتأكيد في الحسبان في حال قرروا تطوير أسلحة النووية.
وبحسب الكاتب، ويدرك خامنئي جيداً القوة الهائلة للديمقراطية، وهذا هو سبب قضائه على الحركة الخضراء داخل بلده، كما أنه يعي أن موطن ضعف إسرائيل يكمن في أبرز مواطن قوتها، الأ وهي ديمقراطيتها المزدهرة.
ولفت الكاتب إلى أنه في دولة ذات تعددية حقيقية مثل إسرائيل، من الصعوبة مواصلة ممارسة سياسة تحرم العديد من السكان من حقهم في المواطنة.
وأوضح زكريا أن خامنئي على يقين بقدرة إسرائيل على ردع التهديدات العسكرية والرد عليها بالمثل، ولكنها لن تستطيع مواصلة السيطرة على أراضي يملكها 4.5 ملايين فلسطيني ضد إرادتهم إلى ما لا نهاية، ولهذا اختار الدعوة إلى ذلك الاستفتاء كسلاحه لمحاربة إسرائيل.