اطلس- طالب مختصون وناشطون في مجال الدفاع عن الأسرى في سجون الاحتلال، بتبني استراتيجية وطنية واضحة لتفعيل قضية اعتقال الأطفال والقاصرين.
جاء ذلك خلال ندوة عقدها مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان في مدينة نابلس الاثنين، بعنوان: "واقع الأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال –طفولة معذبة وقوانين مغيبة"، وذلك بهدف تسليط الضوء على هذه القضية التي أخذ الاهتمام بها يزداد في الآونة الأخيرة.
وشارك في الندوة التي عقدت في قاعة مركز أوتار للثقافة، عدد من المختصين والحقوقيين والشخصيات الاعتبارية والمهتمين، وعائلة الطفل الأسير خالد حسام الشيخ من قرية بيت عنان في القدس المحتلة، والأسير المحرر الطفل علي سويدان.
وتحدث والد الأسير خالد الشيخ خلال الندوة عن المعاناة والظروف الصعبة التي يعاني منها ابنه المعتقل منذ قرابة الثلاثة شهور، وأوضح أن ابنه مريض بفقر الدم ولا يقدم له الاحتلال العلاج المناسب، إضافة لحرمان عائلته من زيارته، علما أن الاحتلال حكم على ابنه بالسجن لمدة أربعة شهور وغرامة مالية.
وروى الأسير المحرر الطفل علي عبد الله سويدان (15 عاما) من عزون في قلقيلية، تفاصيل تعرضه للاعتقال والاعتداء عليه بالضرب على يد قوات الاحتلال، وعن تفاصيل ما عاشه من معاناة خلال فترة اعتقاله التي استمرت 16 شهرا قبل أن يفرج عنه في شهر ديسمبر/ كانون أول عام 2014.
وتحدث الباحث القانوني في مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان مراد جاد الله عن القوانين والتشريعات الدولية والإسرائيلية المتعلقة بحقوق الأطفال وتوفير الحماية لهم.
وأوضح جاد الله أن هناك تمييزا واضحا بين الأطفال الفلسطينيين المعتقلين لدى الاحتلال، ونظرائهم اليهود ممن يتعرضون للحبس على يد شرطة الاحتلال.
وبيّن أن هناك انتهاكا واضحا لحقوق الأطفال الفلسطينيين الذين يحرمون من حقوقهم الطبيعية أثناء تعرضهم لاعتقال أو محاكمة، وأن هناك أوامر عسكرية إسرائيلية تفرض أقسى العقوبات بحق الأطفال الفلسطينيين.
من جانبه، طالب مدير مركز "أحرار" فؤاد الخفش بضرورة تبني السلطة الفلسطينية ومؤسسات المجتمع والفصائل والأحزاب السياسية بمختلف توجهاتها، خطة استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة سياسة اعتقال الأطفال التي أخذت رقعتها بالاتساع.
وندد الخفش بالصمت المستمر تجاه اعتقال الأطفال، وطالب وزارة التربية والتعليم بتنفيذ حملات واسعة لتفعيل قضية الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال، نظرا لأن الأطفال الذين يتعرضون للاعتقال هم طلبة مدارس في الصفوف الأساسية والثانوية.
وأشار إلى أن الاحتلال يستمر بشكل يومي في تنفيذ سياسة اعتقال الأطفال، وأن هناك ما يقرب من 280 طفلا وقاصرا فلسطينيا في سجون الاحتلال.