اطلس- يصادف السابع من نيسان من كل عام، ما يعرف بـ" يوم الصحة العالمي"، حيث يتم الاحتفال بة كل عام بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس منظمة الصحة العالمية ،وقد بدأ الاحتفال بهذا اليوم في عام 1950، ويتم التركيز في كل عام على موضوع صحي محدد، وفي عام 2015، اختارت منظمة الصحة العالمية الاحتفال تحت شعار" سلامة الطعام...من المزرعة الى المائدة"،
وبدون شك ان اهمية هذا الموضوع تتجلى بوضوح في بلادنا، حيث نسمع عن اكتشاف او عن ضبط ومصادرة واتلاف اطعمة ومنتجات فاسدة، والتي قد تفسد او تتلوث لاسباب متعددة؟
وفي هذا المجال اشار الخبير في صحة البيئة الدكتور عقل ابو قرع الى ان الطعام، سواء اكان طازجا او مصنعا يعتبر فاسدا اذا تم التأكد على انة يحوي مبيدات من المفترض عدم استعمالها، او يحوي مبيدات مسموح استخدامها، ولكن بتراكيز اعلى من الحد المسموح بة ، وهذا يؤكد الاهمية المتعلقة بتسجيل واستعمال ومراقبة المبيدات الكيميائية، وخاصة اجراء الفحوصات للتأكد من ان الاغذية غير فاسدة بسبب وجود المبيدات.
منظمة الصحة العالمية
واوضح انة حسب منظمة الصحة العالمية، فأن حوالي 2 مليون شخص يموتون سنويا، بسبب الاطعمة الملوثة او الفاسدة، والتي تشمل الماء والغذاء، ومنهم حوالي مليون ونصف من الاطفال الذين يموتون بسبب امراض الاسهال، الناتجة في غالبيتها عن الطعام الملوث، وان الاطعمة الفاسدة هي المسبب الرئيسي لحوالي 200 نوع من الامراض المختلفة، سواء بسبب البكتيريا، الفيروسات، والطفيليات اوبسبب تلوثها بالمواد الكيميائية والاشعاعية، سواء احدث ذلك في المزرعة، او خلال السلسلة التي من خلالها يصل الطعام الى المائدة ومن ثم الى الانسان، وان الطعام الملوث كيميائيا، يؤدي الى امراض مزمنة او تداعيات صحية بعيدة المدى، مثل امراض السرطان والتغيرات العصبية والخلقية، وان الاستخدام المكثف للادوية البيطرية قد ادى الى تكون سلاسل من البكتيريا، التي تقاوم اشد انواع المضادات الحيوية فعالية، وما لذلك من عواقب صحية وخيمه؟
المبيدات والطعام الفاسد
وبين ابو قرع ان القطاع الزراعي في بلادنا هو أحد القطاعات الاقتصادية الهامة، والإنتاج الزراعي ذو الكمية والنوعية الجيدة يُعتبرمهم ، ومن ضمن الوسائل العديدة للحفاظ على هذا الإنتاج هو استخدام المبيدات لحماية المحصول من الآفات في أماكن مختلفة في فلسطين، ومع عدم وجود بدائل عملية، ذو مفعول سريع مثل المبيدات، فإن الاستخدام الأمن والصحيح، للمبيدات، وبالحد الأدنى،وبالتناسق مع وسائل غير كيميائية أخرى، يبقى الوسيلة الأساسية لحماية الإنتاج، وللحفاظ على صحة الإنسان والبيئة المحيطة، ولكن ليس هذا الموجود على أرض الواقع، حيث في أحيان عديدة تستخدم المبيدات الخاطئة، وكذلك تستخدم المبيدات بكميات أكثر من اللازم، وبالوسائل غير السليمة في بلادنا، وبالتالي يمكن ان تبقى في الغذاء الذي نأكل وبالتالي تفسدة.
التسمم واستهلاك الطعام الفاسد
واشار ابو قرع ان هناك آثارفورية للتعامل غير السليم مع المبيدات، حيث قد يؤدى ذلك إلى تسمم الإنسان، والتأثير على سلامته بشكل فوري، مثل استخدام المبيدات الفسفور عضوية، ومبيدات الكارباميت التي بعضها يستخدم في فلسطين، التي لها آثار مباشرة على انزيمات الدم والجهاز العصبي إذا تعرض لها الإنسان في الحقل أو من خلال استهلاك الطعام، وهناك فئات معينة كالأطفال والنساء الحوامل واجنتهم هم الأكثر تأثراً من خلال التعرض لهذه المبيدات، لان معظم المبيدات الحشرية تعمل من خلال التأثير على الجهاز العصبي المركزي.
علاقة المبيدات بأمراض السرطان؟
واردف ان هناك اثار صحية بعيدة المدى للمبيدات، وهذا هو الأخطر، حيث يتعرض الإنسان إلى كميات قليلة من المبيدات، سواء من خلال التواجد في البيئة المحيطة أو من خلال بقايا الطعام، بدون ان يلاحظ اثارا فورية للمبيدات، ولكن مع الزمن تبدأ الآثار السلبية تظهر على شكل أمراض خطيرة، كالأمراض العصبية، امراض السرطان، أمراض الجهاز التنفسي، والتشوهات الخُلقية عند الأطفال، خاصة أن العديد من المبيدات تنتقل من الأم الحامل إلى الجنين من خلال الحبل السري، وما لذلك من عواقب وخيمة؟
الخسائر المادية
وحسب الدكتور ابو قرع، فان هناك مضاعفات سلبية اقتصادية لاستخدام المبيدات، وهذه تشمل عدم القدرة على تصدير المحصول إلى دول لا تسمح باستخدام مبيدات محددة، او ببقاء مستوى معين من المبيدات، وكذلك إتلاف المحصول نتيجة عدم إمكانية استخدامه محلياً، وهناك اعتقاد شائع ولكن خاطئ عند المزارع الفلسطيني، انه كلما تم استخدام كمية أكثر من المبيدات تكون النتائج أكثر ايجابية، وهذا يتطلب استخدام كميات أكبر من تلك المفترض استخدامها وما لذلك من أثار اقتصادية ويبئية وصحية سلبية على المزارع.
تلوث الطعام كيميائيا
واشار الى امكانية استهلاك طعام يحوي مبيدات ومواد كيميائية اخرى، حيث ان هناك مبيدات قد تكون غير ضارة نسبياً، ولكن استخدام أكثر من مبيد في نفس الوقت وبالتالي تعرض الإنسان المشترك لهن قد يكون له عواقب وخيمة، وهذا حدث في أماكن عديدة، وكذلك فإن التعرض المشترك للمبيدات ومواد كيميائية أخرى مثل النيكوتين، ومواد صناعية أخرى، او حتى تناول ادوية ، قد يؤدي إلى ظهور آثار لا تظهر عند التعرض لمادة كيميائية واحدة من المبيدات.
الطعام الفاسد والقوانين
ودعا الدكتور ابو قرع الى إيلاء موضوع استخدام المبيدات في فلسطين الأهمية المطلوبة خاصة حين الحديث عن الاطعمة الفاسدة، سواء من حيث سن القوانين المُلزمة بمنع استخدام المبيدات المحظورة والضارة، والاستخدام الصحيح للمبيدات لضمان عدم وجود بقاياها في المحصول سواء للتصدير أو للاستهلاك المحلي، وكذلك القيام بحملات التوعية الإعلامية الموجهة للمزارع، للمستهلك، وللدوائر الحكومية، والعمل على إجراء الفحوصات المخبرية الروتينية للتأكد من عدم وجود بقايا المبيدات في المحصول والنظام البيئي وكذلك إيجاد الحوافز الاقتصادية للمزارع لتشجيعه على التقليل من استخدام المبيدات واستخدامها بشكل أمن.