اطلس- في عالم مدربي كرة القدم، حيث يكون العثور على شخصية قيادية صعبا كصعوبة اكتشاف الموهبة سيجد يورغن كلوب، الذي يملك الشيئين، نفسه أكثر المدربين جاذبية في أوروبا بعد أن أعلن رحيله عن بوروسيا دورتموند الاربعاء.
ويملك المدرب البالغ عمره 47 عاما الحضور والقدرة والانجازات التي تغري أكبر أندية اوروبا لخطب وده، وفي الواقع أمامهم الآن شخصية مغناطيسية لزيادة قيمة أي علامة تجارية كروية.
ورفض كلوب الوفي، من أجل الحب الذي لا ينضب لجماهير دورتموند الرائعة، كل العروض وقال ذات مرة باستمتاع مألوف: "نريد أن نصبح الفريق الذي يهزم أصحاب المال الوفير".
وربما كان ذلك مصدر سعادته إذ أعاد اكتشاف دورتموند، برأس مال قليل نسبيا، وصنع عهدا حماسيا تحدى خلاله هيمنة بايرن ميونيخ ففاز بدوري الدرجة الأولى الالماني مرتين، وكذلك بكأس المانيا وبلغ نهائي دوري أبطال اوروبا.
لكنه رأى الان أن دورتموند بحاجة لتغيير وربما سيكون أصعب عليه في هذا الوقت مقاومة إغراء "أصحاب المال الوفير"، وسيثير اهتمام كل من مانشستر سيتي، الذي سعى وراء التعاقد معه سابقا، وريال مدريد المتذمر من مدربه الفائز بدوري الأبطال.
ويبدو من المؤكد أن يفقد مانويل بليجريني مدرب سيتي منصبه في سيتي بينما يبقى كارلو انشيلوتي مدرب ريال يؤكد علنا أن وظيفته لا تعتمد على نتيجة المواجهة المتكافئة ضد اتليتيكو مدريد في دوري الأبطال.
ومن واقع ترشيحات مكتب المراهنات البريطاني وليام هيل فإن سيتي يقف في مقدمة المرشحين لاقتناص كلوب يليه ريال مدريد وواحد من أسباب ترجيح انتقاله للدوري الانجليزي الممتاز هو شغفه بكرة القدم في انجلترا.
وفي مقابلة اعترف كلوب بأنه لا يتأثر بالطريقة التي يجهز بها برشلونة على منافسيه، وقال: "ليست كرة القدم الهادئة لكن كرة القدم القتالية، هذا ما أحبه، الجميع وجوههم متسخة ولا يستطيعون لعب كرة القدم في الأسابيع الأربعة التالية".
ولا يوجد شك في أن وجهه غير الحليق بالنظارة وبنظراته الحماسية المجنونة في بعض الأحيان ستكون محل ترحاب في مسابقة دوري تعكس شغفه، وحسه الفكاهي أيضا.
وقال كلوب ذات مرة لمجموعة من الصحفيين البريطانيين: "تشربون الشاي في الرابعة عصرا، ولا أحد في بقية العالم يدرك السبب وراء ذلك".