الكاتب: أ. عبد الرحمن صالحة
واقع مظلل يعيشه المستوطنين من قبل الكيان واللوبي الصهيوني منذ تأسيس ما يدعى بدولة اسرائيل عام 1948م الذي يرسي مبادئ الامن والأمان والقوة في عقول المستوطنين التي تعتبر مجرد شعارات كاذبة يرددها قادة الكيان بمختلف تياراتهم الذين يعتمدون على التكنولوجيا المستوردة من الولايات المتحدة بشكل أساسي .
لكن اسرائيل في حالة صراع دائم مع نفسها من اجل ان تفرض أمنها المزعوم بالمنطقة العربية التي تعتبرها منطقة ساخنة كنتيجة للربيع العربي ، حيث ترى انه لابد من أخذ اقصى درجات الحيطة والحظر بفعل ما يحدث في مصر وغزة وسوريا ولبنان بالتالي جعل هذا السبب اسرائيل في حالة صراع د اخلي و عدم التركيز في آليات و أوقات استخدام الخيار السياسي او الخيار العسكري بالقضايا والإحداث المستجدة حيث ترتب علي هذا الصراع سجلاً بين التيار السياسي و تيار العسكري بالكيان .
وفي كل الأحوال من المؤكد أن السجالات سوف تتواصل في إسرائيل حول جدوى هذا الشكل من العمل العسكري والسياسي أو ذاك. وهو ما يبين أن ما يبدو من اطمئنان سياسي وأيديولوجي جراء النجاح في تحقيق الأهداف أو مواجهة التحديات يبقى اطمئناناً هشاً.
فما تفلح إسرائيل في إظهاره من قدرات عسكرية وتحالفيه يعجز عن إقناع الإسرائيليين بأن المستقبل مضمون. ولا ريب في أن التساؤلات حول المقومات الأساسية لنظرية الأمن القومي الإسرائيلي تخفي قلقاً حول مستقبل المقومات الأخرى للوجود الإسرائيلي. وهنا يدخل التيار العسكري مع التيار السياسي في الصراع الدائر حالياً حول العملية السياسية وما إذا كانت حاجة لإسرائيل أم أنها مجرد لعبة لتضييع الوقت بانتظار تغير الظروف لمصلحة إسرائيل كما حدث مراراً.
ومن بين أشد القضايا إثارة وخلاف بين الاطراف والتيارات البارزة علي الساحة الاسرائيلية السجال الذي ينشب بين الحين والآخر حول "أساس الردع في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية "، حيث من المعلوم أن الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية تقوم على ثلاثة أسس مركزية هي "التنبؤ ألاستخباري للمخاطر " وردع العدو عن الهجوم " "وحسم المعركة بسرعة إذا وقعت الحرب".
ومن الواضح أن عناصر هذا المثلث تتآكل في أكثر من جانب فقد دفعت الحربان الأخيرتان على لبنان وغزة إلى تكوين مفهوم جديد عن الحروب في إسرائيل يخلو من عنصر الحسم. وقد يرى البعض في تجنب القيادة الإسرائيلية التركيز على هذا العنصر نوعاً من التوافق مع نتائج حربين استمرتا طويلا ولم ينتج عنهما اقتناع بأن إسرائيل حققت نصراً حاسماً وواضحاً. ولكن آخرين يرون أن المشكلة لا تكمن في القناعة وإنما في تغيير حقيقي في الواقع أساسه أن الحرب لم تعد تشن ضد دول وإنما ضد كيانات أدنى من الدولة.
وتكفي هنا الإشارة إلى ما جاء في التقرير الاستراتيجي السنوي الأخير الصادر عن مركز دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب. إذ أوضح أن "إسرائيل تعيش مرحلة تتميز بتفاقم متسارع للمخاطر الأمنية والسياسية. وقد تدهور الوضع الاستراتيجي لإسرائيل في الآونة الأخيرة جزئياً جراء تطورات وقعت في الحلبتين الدولية التي تتمثل في تغير موازين التكتلات و التحالفات الدولية وظهور دول جديدة علي الساحة الدولية تعلب دور بارز كتركيا وإيران وقطر بينما الحلبة الثانية وهي حلبة الشرق الاوسط التي يسودها الربيع العربي ، كما اشار التقرير الي ان اسرائيل ليس لديها القدرة علي السيطرة سوى على حجمها .
وعندما نتحدث عن التحرير الكامل للأراضي الفلسطينية المحتلة فأنه هدف ليس بعيد المنال بل هو هدف استراتيجي وطني بحاجة لتعاون ولتكاتف علي الصعيدين " الصعيد المحلي الفلسطيني " و " علي الصعيد الاقليمي العربي " فان الصعيد المحلي الفلسطيني هو الذي يتمثل بالفصائل الفلسطينية كافة العاملة في الساحة الفلسطينية بينما الصعيد الاقليمي العربي يتمثل بالدول العربية بشكل عام وتحديداً الدول العربية المجاورة التي لديها القدرة الكافية لوحدة ان تحرر فلسطين بشكل كامل ، وعندما نتحدث عن تحرير فلسطين حسب الهدف السابق قد يعتبر البعض ان هذا الهدف قد يكون هدف تعجيزي لتحرير فلسطين ولكنه ليس كذلك بقدر ما هو رغبة وإرادة فلسطينية عربية .