اطلس- يعقد مجلس الأمن القومي التركي اجتماعا في وقت لاحق اليوم الاثنين لدراسة إمكانية تنفيذ عملية عسكرية في شمال سوريا من أجل إنشاء منطقة عازلة، وذلك بعد إعلان أنقرة بشكل رسمي استعدادها للتعامل مع كل الأحداث الطارئة من أجل تأمين حدودها مع سوريا.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو إن بلاده مستعدة لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة للتعامل مع الأحداث الطارئة من أجل تأمين حدودها الممتدة لــ900 كيلومتر مع سوريا.
وذكرت وكالات أنباء أن القيادة السياسية في تركيا طلبت من رئيس هيئة أركان الجيش وضع خطة عسكرية لدخول الأراضي السورية لمسافة تقدر بـ 110 كيلومترات وبعمق يتراوح ما بين 28 و33 كيلومترا للحيلولة دون إنشاء كيان كردي شمالي سوريا وللقضاء على خطر "داعش" وإبعاده عن الحدود التركية.
ويأتي ذلك إثر تلقي الاستخبارات التركية أنباء عن عزم المسلحين الأكراد إنشاء ممر كردي يصل شمال العراق بالبحر المتوسط مرورًا بالمناطق التي يسكنها سوريون من التركمان والعرب وسيجهزون لتنفيذ هذا المشروع.
وقدرت وكالات الأنباء عدد الجنود الذين سيشاركون في هذه العملية بـ 18 ألفا بمشاركة من جهاز الاستخبارات التركي الذي سيزود الجيش بالمعلومات اللازمة عن تحرك عشرات الفرق المقاتلة سواء الكردية أو التابعة لتنظيم "داعش".
وتوقع خبراء أمنيون أتراك عبر وسائل إعلام محلية أن تلجأ القيادة التركية لأخذ الموافقة الدولية خلال الساعات المقبلة لا سيما من واشنطن و"الناتو".
كما توقع آخرون أن يستمر وجود القوات التركية مدة عامين في الشمال السوري في حال نجحت أنقرة في إقناع المجتمع الدولي بخطتها.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد أن بلاده لن تسمح أبدا بإقامة دولة كردية في شمال سوريا وجنوب شرق تركيا.
وشدد أردوغان على أن أنقرة ستعمل كل ما بوسعها لمنع تنفيذ هذا المشروع، و"لن نسمح أبدا بقيام دولة في شمال سوريا وجنوب بلادنا، سنواصل كفاحنا في هذا الشأن مهما كان الثمن، يريدون استكمال عملية تغيير التركيبة السكانية للمنطقة، ولن نغض الطرف عن هذا الأمر".
وتنظر تركيا بارتياب للتقدم العسكري الذي تحققه قوات من أكراد سوريا في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية خشية أن يؤدي هذا لإنشاء دولة كردية مستقلة هناك ويشجع أبناء الأقلية الكردية في تركيا البالغ عددهم 14 مليون نسمة على السير في هذا الطريق.
وفيما ينفي الأكراد أي وجود لـ"تطهير عرقي" تؤكد لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الائتلاف الوطني السوري المعارض، المؤلفة من أكراد وعرب وقوع تجاوزات عديدة من قوات حماية الشعب الكردية ضد السكان المدنيين في منطقة تل أبيض.
ويحاول الأكراد في شمال سوريا تسويق فكرة حكم ذاتي، كما هو واقع الحال بشكل جزئي في منطقة القامشلي تحت مسمى الإدارة الذاتية.
وقد أعلنت وحدات الحماية الكردية السبت طرد عناصر "داعش" من عين العرب (كوباني) السورية بعد اشتباكات عنيفة وهجوم وحصار من التنظيم وسقوط العشرات بين قتيل وجريح.