اطلس: أي مراقب كان سيدرك عقم قمة العرب والمسلمين قبل سبعين يوما عندما تجاهلت تمثيل غزة ، ولا حتى في اللجنة الرباعية حيث تم الاستعاضة بممثل عن السلطة
و ها هو مشروع إبادة غزة ، بالقصف والتجويع و التنزيح ، يقترب من ان يطوي شهره الرابع ، دون ان يقدم العرب شيئا يذكر ، باستثناء مفاوضات تبديل الاسرى ، التي في العادة يقوم بها الصليب الأحمر . كان يمكن ان نتفهم ذلك لو وزعت مهمات نصرة غزة على اكثر من دولة ، فهذه تطرد السفراء و الثانية تدخل الطعام و الدواء و الثالثة لنقل الجرحى و الرابعة لتنظيم المظاهرات و الخامسة للأسرى والسادسة لتدخيل السلاح و السابعة للاعلام (فضائيات عربية تحظر كلمة شهيد على من يسقطون في غزة و تستعيض عنها بكلمة قتيل ، فضائيات أخرى تقاطع اخبار حماس و المقاومة بشكل عام حتى هذه الساعة؟) .
موقف العرب ، و الذي قد لا يبالغ من يصفه بالمتواطيء ، موقف الصامتين الخجلين ، و كأن الغزيين هم الذين يدمرون المنازل على رؤوس سكانها ، وهم الذين جزروا حياة عشرة الاف طفل على مدار مئة يوم ، و كأنهم الذين يستخدمون تجويع الناس حتى يستسلم نتنياهو او بن غفير . لماذا تصمتون و تخجلون من غزة و مآثر غزة و المعجزات التي تسطرها غزة و شعب غزة و نساء غزة و أطفال غزة و مقاومة غزة ، لقد وصف زعيم المعارضة يائير لابيد حكومة بلاده بأنها "عار" على إسرائيل ، اما أمها أمريكا فقد وصفها رئيسها السابق و القادم ترامب بأنها "مزبلة" ، فلماذا انتم على هذا القرب من هذا "العار" و من هذه "المزبلة" و على ذاك البعد من غزة . إن هزيمتكم في عام 67 ستكون أقل عارا من موقفكم عام 2023 ، على الأقل من باب ان البعض منكم شارك في تلك الحرب ، و من الباب الآخر انها اقتصرت على ستة أيام ، وليس على مئة و ستة أيام .
حتى سويسرا بلد الصليب الأحمر لعبت دورا تجاوز دور الصليب الأحمر الذي وجدتم أنفسكم فيه منسجمين و مندمجين و متماهين ، لكن جماهيركم ليست ملكية خاصة لكم كما زوجاتكم و اولادكم ، اذ تدرك انها ليست في زمن العبيد ولا زمن الاقطاع ، يحكم السيد الأرض و ما عليها و من عليها ، ترفض في طلائعها ان تكون صليب احمر ، تريد حريتها و كرامتها المهيمن عليها من دول كالمزبلة ، وفق وصف أصحابها لها ، و الدولة العنصرية التي تفاخر بدينها على انها افضل الديانات و افضل شعوب العالم وتحاكم اليوم امام محكمة العدل الدولية بالإبادة الجماعية.
ارفعوا ايديكم عن غزة و ما بعد غزة ، لطالما ان موقفكم منها لا يتعدى الصليب الأحمر ، فغزة لها جياعها الذين يجب ان يبدأوا الاستعداد لحكمها ، كما جياع الجنوب في لبنان الذين أصبحوا سادة المقاومة و جياع الحوثيين في اليمن الذين أصبحوا سادة البحر .