كثر الحديث وكثرت التوصيفات بأن لفلان أو فلانة أجندة خاصة أو أجندة خارجية، ولهذه المجوعة أو تلك أو هذا الحزب وذاك أجندة "مشبوهة" أو "لا وطنية" ومؤخرا سمعت مصطلحا يتجدد ترديده يقول " كوسمبولوتينية"، وجميعها تبريرات يسوقها العاجز عن مقارعة الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان والمنطق بالمنطق فيتسلح بكليشيهات جاهزة ويشعر برضا عن الذات لأنه "اكتشف الكرة الأرضية مجددا".
وفي ذات السياق يردد البعض عبارة " الإصطياد في المياه العكرة"، وهم لا يدركون أنهم يقرون بأنفسهم أن " مياههم عكرة" وأن الصياد الماهر يبتعد عن " العكر من المياه والمياه الآسنة" كونه يعلم تمام العلم أن " السمك المفيد" هو الذي يسبح في المياه الصافية لا العكرة، فلماذا يذهب الى الصيد هناك طالما أن بإمكانه الصيد في المياه النقية، العذبة الصافية؟
لكن أصحاب هذه المقولة أنفسهم، هم الذين تعودوا على الإصطياد في مياههم العكرة، وكي يبعدوا عن أنفسهم الشبهات، يلقونها على غيرهم، وهم يعلمون في قرارة أنفسهم حقيقة الأفعال صافية النية الصادرة عن غيرهم وحقيقة الأفعال غير الصافية النية الصادرة عنهم.
ولقطع الطريق على مرددي مقولة "الاصطياد في الماء العكر" الذي يمارسونه بأنفسهم، لا بد من قطع الطريق عليهم مسبقا، وتذكيرهم دوما بأن الغالبية تعرفهم تمام المعرفة فالبيت كما يقولون " ضيق والحمار رفاص"، وقد ظهرت مخرجات أفعالهم في الكثير من المحكات العملية عندما خرج الفرسان الحقيقيون " الى الميدان".
أما أولئك الذين يخدعونهم بالثناء عليهم أمامهم وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، فإنما يغررون بهم ويعطونهم "البريق الكاذب" وسرعان ما يكتشفون الحقائق التي على سبيل المثال لا الحصر قد أفرزتها صناديق الاقتراع.
ومع ذلك، يكابرون ويغمضون الأعين عن الحقائق، ويعتقدون أنهم الأكثر خبرة ومعرفة وحنكة تحت مختلف المسميات وبضمنها " خبرة كبار السن" علما بأننا الان في عصر البلمرة وتكنولوجيا المعلومات والألياف والقدرات الرائعة للجيل الجديد، وهم ما زالوا يتشبثون بالعلاقات مع المؤمنين بالعجل المقدس، ويبررون لهم موسيقى " المسدس" الذي يفتك بأبناء شعبنا.
قد تصلون الى بعض المواقع ليس بقدراتكم وعطاء كل منكم، ولكن بفعل عوامل متعددة أهمها الصلات العائلية وحشودات من خاض تجربة معكم في إطار تحالفي محدد، كان الهدف من تشكيله، لا أن تكونوا رافعة لهذا الإطار، بل أن يكون الإطار نفسه رافعة لكم، سرعان ما تنتهي علاقتكم به عند إنتهاء المرحلة حيث تنسون على الفور من رفعكم وهذه قمة ما ستحصلون عليه من شباككم التي ألقيتموها في مياهكم العكرة.
خلاصة القول، عنصر الزمن يظهركم أكثر فأكثر على حقيقتكم، وسرعان " ما يذوب الثلج ويبان المرج" كما يقولون، وأي قراءة سريعة للنتائج ستظهر تراجعكم دراماتيكيا وفي عقر داركم وبين عائلاتكم ومع ذلك توهمون أنفسكم بأن مياهكم صافية.
ألا بؤس ما وصلتم اليه .... بأفعالكم، و" اللي في بطنوا عظام .... بتقرقع".