اطلس:بهذه المناسبة الاليمة على قلوب الفلسطينيين والعرب واحرار العالم، كل عام والجميع بخير، رغم ان الصهيونية العالمية صاحت صيحتها المشؤومة من ان كبارنا يموتون وصغارنا ينسون
وكأن كبارنا فقط من يموتون، اما كبارهم لا يموتون، ربما بسبب ما يأكلونه في فلسطين، بلاد السمن والعسل، او ربما لوعد الله لهم بها وبشعبها المختار.
في هذه المناسبة، التي يحييها الشعب الفلسطيني بحزن وألم وفجع، ويحيونها هم بفرح وسرور واحتفالات ذكرى قيام دولتهم، او "استقلالها" كما يروّجون، نتوجه لهم بصفتهم الانسية الآدمية ان يعيدوا النظر فيما يفعلون، على اعتبار ان هذه المدة (74 سنة) كافية لتصويب القرار و تغيير المسار، خلالها لا بد ان تكونوا قد أدركتم، انه لا يمكن القضاء على الشعب الفلسطيني؛ لم تستطيعوا ذلك في حقبتكم الذهبية، حقبة عشرات المجازر، وهدم مئات القرى وحملات التطهير العرقي، لم تستطيعوا ذلك بحملات الاعتقال التي طالت نحو مليون فلسطيني، نحو خمس الشعب، ما يقارب عشرين مليونا من الشعب الالماني او التركي او الايراني.
ولطالما انكم على مدار كل هذه المدة لم تستطيعوا القضاء على هذا الشعب، فإنكم بالتالي لم تستطيعوا القضاء على جذوة نضاله، رغم محاولاتكم الحثيثة المتمثلة في سياسة تعيين المخاتير والادارة المدنية والبلديات وروابط القرى، لم تستطيعوا ذلك عندما لاحقتم الثورة في الاردن ولبنان وأخرجتموها منهما، لم تستطيعوا ذلك بـ "السلام" في اوسلو، حيث اعتقدتم انكم طوعتم وحيّدتم حركته القائدة، على اعتبار انها الحركة الكبيرة، وبقية الحركات هامشية او انها ستتبع، ولكن تولدت حركات قريبة من الاصولية الاسلامية، أدخلت مصطلح "الجهاد" على الخط، واصبحت القدس مقدسة والخليل مقدسة ونابلس فيها قبر يوسف وبيت لحم فيها قبر راحيل.
في الجوار، بعد ان اجتاح شارونكم العاصمة اللبنانية بيروت، وقررتم احتلال الجنوب اللبناني وانشاء حيش عميل لكم، تخلّق حزب سياسي "ديني شيعي" يحمل اسم الله، فطردكم شر طردة من الجنوب، وفرض عليكم تنفيذ اي نوع من الاعتداء عليه، وفي غمرة عشرين سنة اصبح قوة اقليمية يحارب في العراق وسوريا واليمن وطبعا في فلسطين، واصبح يقود محورا متعاظما، خلال هذه الفترة، انسحبتم من غزة، وشنيتم عليها اربعة حروب، فشلتم في تحقيق اي من اهدافكم خلالها، ثم جاءت معركة سيف القدس، أمطرتكم فيها المقاومة الغزاوية، رغم حصاركم لها برا وبحرا و جوا، بما يزيد عن اربعة آلاف صاروخ، والقادم كما يقال وكما تقولون، أعظم وأكثر وأخطر.
في تداعيات "سيف القدس"، وحدّتم من حيث لا تدرون، الشعب الفلسطيني كله، لم يعد مقتصرا على الضفة والقطاع، بل خرج نحو اثني مليون فلسطيني "اسرائيلي" من حظيرة الترويض والتطويع والتهجين. فماذا انتم فاعلون في هذه الذكرى؟ اننا المنكوبون، نعم. ولكنا ايضا نجبركم على ان تبقوا البسطار في اقدامكم، كي لا يهنأ اللص بما سرق. تريدون أكثر من 74 سنة للتفكير؟ لا بأس، لدى هذا الشعب اصرارا على مواصلة النضال وقدرة الاحتمال ان يبدأ العد معكم من جديد.