اطلس/:ملفت في خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد امام الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الاخيرة (77) ان له ابنة مصابة بالتوحد اضطر لايقاظها من نومها الساعة الثالثة فجرا
و ركض واياها نحو الملجأ عندما دوت صواريخ غزة فوق بيته، كيف يشرح لها بدون كلام، بسبب توحدها، لماذا يريدون قتلها.
باقي الخطاب سياسي بامتياز، وقد تعلمنا ان ترديفات السياسة هي مفردات سلبية اكاذيبية تدجيلية انتهازية ، و بالعامية : رأس و طاقية ، او خلط الحابل بالنابل ، فهو حين يشيد بالدين يتذكر يهوديته التي لها ينتمي و بها يفتخر ، فيذكر الى جانبها ديمقراطية دولته التي لا تفرق بين الديانات الثلاث و وزراء عرب و مسلمين في حكومتها ، و يطلب من ممثلي العالم زيارة هذه الدولة لرؤيتها على حقيقتها ، لكن حين يتحدث عن الارهاب ، فإنه يقصره على الاسلام ، حماس والجهاد و حزب الله .
لقد نسي لابيد على ما يبدو ، ان هذه المنظمات الدينية الثلاث هي آخر ما انشيء مقياسا بالتنظيمات الفلسطينية ، لم يكن عمر حماس والجهاد عندما تم توقيع اتفاقية السلام مع منظمة التحرير اكثر من خمس سنوات ، كان يجب من اجل مصداقيته كصاحب قلم سابق "صحفي" ان يتحدث عن الارهاب بشكل عام بما فيه الارهاب الديني اليهودي والمسيحي والاسلامي ، و هو ارهاب ليس للدين الالهي اي علاقة به ، انه شكل من اشكال الارهاب الذي يتلظى خلف الدين ، و هو بدون شك يحظى بدعم دولي استخباري ، دول عظمى اسست القاعدة وطالبان ثم داعش والنصرة ، وقبل كل ذلك "اسرائيل" ، و على الاقل فإن حماس والجهاد لم تنتصرا لهذا الارهاب ، و تصدى له حزب الله في سوريا و حاربه قاتلا و مقتولا ، في حين دعمته دولته "الديمقراطية" من الباطن .
تتلاعب بـ"التاريخ" و كأنه ملعبك ، و كأنه حكر عليكم ، و كأن فعلا كل من ليس يهوديا فهو ليس بإنسان ، ولهذا بعد ما عرجت على التاريخ "يحسم التاريخ على يد البشر ، علينا أن نفهم التاريخ وأن نحترمه ونتعلم منه" سقت لنا خراريفك عن سفر الاسفار "دولة إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي أنشأها كتاب" .
كيف تطلب من ضحاياك وضع اسلحتهم ارضا لاقامة السلام ، في الوقت التي تفاخر فيه بسلاح دولتكم وتفوقها العسكري" ما يضمن أمننا هو قوة جيشنا " ، لماذا يكون هذا محظورا على ايران او لبنان او فلسطين ؟
هل سألت نفسك و لو من باب انك والد لابنة متوحدة من ذوي الاحتياجات الخاصة ، كم قتل جيشك من المتوحدين الفلسطينيين ، آخرهم زياد الحلاق ، ابنتك ما زالت حية تحتضنها وتحتضنك ، ولكن زياد قنص قنصا لانه لم يعرف كيف يتعاطى مع جندك لحماية نفسه . فماذا مع شيرين ابو عاقلة ، لم تكن متوحدة ، بل كانت صحفية محترفة ، بل ماذا مع المئات ممن حولهم جيشك الى معوقين من ذوي الاحتياجات الخاصة بترت اقدامهم وارجلهم و هم في عمر الورد ، و يسيرون اليوم على عكازات .
سرعان ما تبددت الدعوة لزيارة اسرائيل الحقيقية ، بقوله : هؤلاء الذين يعظون لنا أهمية السلام, فليتفضلوا بالركض إلى الملجأ الساعة الثالثة ليلا مع طفلة لا تتكلم وبالشرح لها بدون كلمات لماذا يريدون قتلها.