اطلس:هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأن أفراد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) قد يواجهون خطر التعرض للنيران الإسرائيلية إذا لم تستجب القوة لطلب إسرائيل بـ”إخلاء مواقعها مؤقتًا” في الجنوب اللبناني، وذلك في سياق العدوان الإسرائيلي المتصاعد على لبنان، في تصريحات صدرت عنه باللغة الإنجليزية، اليوم الإثنين، بالتزامن مع دعوات أوروبية إلى الامتناع عن “تعمد مهاجمة القوة الأممية” بما “يتعارض مع القانون الدولي الإنساني”.
وطالبت إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، مساء الإثنين، إسرائيل بوقف هجماتها على بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، وقالت في بيان مشترك إن الهجمات الإسرائيلية على اليونيفيل “تتعارض مع القانون الدولي الإنساني ويجب أن تتوقف على الفور”. وأكدت الدول الأربع “على الدور المحوري لتحقيق الاستقرار” الذي تلعبه قوة اليونيفيل في جنوب لبنان.
ورفضت اليونيفيل الانسحاب من مواقعها في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، رغم الهجمات التي أوقعت خمسة جرحى في صفوفها خلال يومين؛ وأكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، في أعقاب تصريحات نتنياهو، مساء الإثنين، أنه تقرر الإبقاء على قوات اليونيفيل في مواقعها؛ والسبت الماضي، دانت 40 دولة مشاركة في القوة “بشدة الهجمات الأخيرة” ضد اليونيفيل، وشددت على “وجوب أن تتوقف أفعال كهذه فورا وأن يتم التحقيق فيها بشكل مناسب”.
وأكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيار لاكروا، أن جنود حفظ السلام “سيبقون في كل مواقعهم” في لبنان رغم دعوات الإخلاء الإسرائيلية على تصعيد عدوانها على لبنان؛ وأكد لاكروا “اتخذ القرار بأن قوة اليونيفيل ستبقى راهنا في كل مواقعها رغم الدعوات الصادرة عن الجيش الإسرائيلي لإخلاء المواقع القريبة من الخط الأزرق”.
بدوره، زعم نتنياهو، مساء الإثنين، أن “اتهام إسرائيل بأنها هاجمت عمدًا عناصر اليونيفيل هو اتهام غير صحيح تمامًا. بل على العكس، فقد طلبت إسرائيل مرارًا من اليونيفيل الابتعاد عن مناطق الخطر. وقد طلبت منهم مغادرة منطقة القتال، التي تقع بجوار الحدود الإسرائيلية مع لبنان، بشكل مؤقت”.
وأضاف “في الواقع، في اليوم الذي بدأت فيه إسرائيل عمليتها البرية قرب حدودنا مع لبنان، طلبنا منهم تحديدًا: مغادرة هذه المنطقة حتى لا تتعرضوا للأذى. إسرائيل ليست في صراع مع اليونيفيل، بل هي تقاتل حزب الله الذي يستخدم الأراضي اللبنانية لشن هجمات على إسرائيل”.
وتابع “لقد هاجم حزب الله إسرائيل العام الماضي دون أي استفزاز في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وهو اليوم الذي تلا هجوم حماس، واستمر في مهاجمتنا منذ ذلك الحين بإطلاق أكثر من 10,000 صاروخ وقذيفة على إسرائيل”، وزعم أن حزب الله “يستخدم مواقع اليونيفيل كغطاء أثناء هجماته على إسرائيل”.
وشدد على أن “إسرائيل تتمتع بحق الدفاع عن نفسها ضد حزب الله، وستستمر في ذلك. نأسف لأي أذى قد يتعرض له أفراد اليونيفيل، وتبذل القوات المسلحة الإسرائيلية قصارى جهدها لمنع مثل هذه الحوادث. لكن أفضل وسيلة لضمان سلامة أفراد اليونيفيل هي أن تستجيب اليونيفيل لطلب إسرائيل وتبتعد مؤقتًا عن مناطق الخطر”.
وخلال الأيام الماضية، كرر نتنياهو، دعواته إلى إبعاد قوة اليونيفيل عن محاور توغل الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان “على الفور”، وخاطب في بيان مصور صدر عنه الأحد، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وحثه على إبعاد قوات اليونيفيل عن المنطقة الحدودية وإخلاء المواقع التي “تقع في منطقة تعرضهم لخطر المواجهات” بين جيش الاحتلال وعناصر حزب الله الذين يحاولون صد عمليات التوغل البري.
وقالت الأمم المتحدة إن دبابتين إسرائيليتين اقتحمتا مقرا لليونيفيل، يوم أمس، الأحد، في أحدث اتهام لإسرائيل بارتكاب انتهاكات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ونفت إسرائيل رواية الأمم المتحدة وطالب نتنياهو قوات حفظ السلام إلى الانسحاب، قائلا إنها توفر “دروعا بشرية” لحزب الله في ظل تصاعد العمليات العسكرية.
بدوره، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الإثنين، إن غوتيريش “يقدر بشدة شجاعة وإخلاص أكثر من 10 آلاف من قوات حفظ السلام والموظفين المدنيين الذين يخدمون في البعثة”. وأضاف أن “يونيفيل تقوم بتقييم ومراجعة مستمرة لكل العوامل لتحديد وضعها ووجودها… وتتخذ البعثة كل الإجراءات الممكنة لضمان حماية قواتها”.