حمدي فرّاج يكتب : “إسرائيل”، وليس نتنياهو فقط، من مأزق الى مأزق

اطلس:”إسرائيل”، و ليس نتنياهو فقط ، من مأزق الى مأزق الى مأزق ، بغض النظر عمن يقبل بهذا الرأي ، و عمن يرفضه ، رغم كل “الإنجازات” التي حققتها ، و احتفلت بها ، بما في ذلك توزيع الحلويات في الشوارع التي أعقبت عمليات الاغتيالات لكبار قادة المقاومة و على رأسهم نصر الله و السنوار.

المأزق الأول المتعلق بحزب الله : أنها لربما اكتشفت ان حزب الله استعاد عافيته بسرعة قياسية ، و ذلك من خلال الخسائر الجسيمة التي يوقعها في صفوف جندها يوميا في حافة الجنوب ، و من خلال قصف كبرى حواضرها من حيفا الى عكا الى صفد الى طبريا الى نهاريا الى تل أبيب ، ما يدفع بملايين هذه المدن الى الاختباء في الملاجيء ، يتدافعون كما القطعان ، لا يهم القوي الضعيف و لا الكبير الصغير ، المهم الوصول الى الملجأ أولا . هذا المشهد الذي يمنع على الكاميرات التقاطه ، كفيل عندما نتخيله ، ان نراه مأزقا اكثر منه ملجأ ، فما بالكم عندما يتكرر اكثر من مرة في اليوم الواحد . و هناك مأزق آخر ، ليس فقط عدم عودة المهجرين الهاربين الى بيوتهم في الشمال ، بل توسيع عدد هؤلاء الى ما هو أكثر من الضعف ، عندما أعلن الحزب مؤخرا وضع عشرات القرى الأخرى على خارطة الاستهداف و “بوز المدفع” .

المأزق الثاني المتعلق بغزة ، فقد اعلن قائد اركان الجيش هيرتسي هليفي مؤخرا عن ان جباليا قد سقطت و ذلك بعد شهر تقريبا من حصارها و قصفها و تدميرها و”تحريرها” للمرة الثالثة خلال 13 شهرا . و هذا اعتراف واضح انها لم تكن قد سقطت من قبل ، و ما ينطبق عليها ينطبق على خانيونس و رفح كمحافظات و مدن و قرى و مخيمات ، فجباليا ليست أكثر من مخيم ، محتل منذ عام 67 ، و قد اعلن شارون عن سقوطه أوائل سبعينيات القرن الماضي ، عندما ذهب لاخماد مقاومته بقيادة محمد الأسود “جيفارا غزة” ، فهدم منازله ووسع شوارعه لكي تستطيع دباباته دخوله بسرعة و سهوله . سيجد هليفي بالطبع من سيهنؤه و يبارك له سقوط جباليا ، و من سيوزع الحلوى في الشوارع . اعلان هليفي بسقوط جباليا ، يعني انه لا يسقط ابدا ابدا . المأزق الآخر المتعلق بغزة ، هو أن أسراكم ما زالوا في انفاق المقاومة للسنة الثانية ، لكن ظروفهم القاسية ازدادت صعوبة و قسوة ، و فهم كل واحد منهم بعد مرور كل هذا الوقت انهم على قبان حكومتهم و شعبهم ليسوا أكثر من ريشة على هذا القبان . و ما ينتظرهم في مطلع السنة الثانية ، ليس الشتاء بزمهريره ، فحسب ، بل الموت الزؤام .

المأزق الثالث المتعلق بايران ، و هذه ليست غزة و لا جنوب لبنان ، هذه دولة إقليمية شبه عظمى في مساحتها و تعدادها و ثرواتها ، و الأهم في عقيدتها و أسلحتها ، “عقيدة مسلحة” ، هذه ليست دولة عربية ، تخاف فترتعب فترتدع و تذغن ، و ها أنتم ادخلتموها في المواجهة المباشرة . أو كنتم تظنون انكم تقضون على حلفائها في غزة و لبنان ، دون ان تتدخل ؟

هناك مآزق تأتيك من حيث لا تحتسب ، آخرها الذي جسّده ابن قلنسوة في المثلث قرب القاعدة الجوية العسكرية الموسادية بتل أبيب و أوقعت عشرات القتلى و الجرحى ، لم تكن هذه العملية النوعية هي اول الحبل ، فقد سبقها عمليات في النقب و العفولة ، و الحبل على ما يبدو ، ما يزال على الجرار.

عن Atlas

شاهد أيضاً

‏ عمر عساف يكتب : أي تضامن بمستوى التحديات

اطلس:حين تمتد المعاناة لقرن ونيف من الزمن، وحين تتعمق الالام والجراح سنة بعد اخرى وحين …