إذا فاز ترامب فسيقول له نتنياهو ما قاله شارون لبوش: لقد فازت المبادئ..حمدي فراج

من كان يظن، وفي أسوأ كوابيسه، أو في أبهى تجلياته، أن “الحرب” على غزة، ستطوي حولاً كاملاً من عمرها، أو أنها ستلامس موعد الانتخابات الأمريكية، وها هي قد فعلتها بالفعل، وهنا لا بد من الإشارة إلى شخص واحد تقريباً، يعود له الفضل، إن كان هناك فضل في ذلك، هو رئيس وزراء إسرائيل المخضرم بنيامين نتنياهو.

فهو مخضرم من ناحيتين، ناحية أنه رئيس وزراء منذ العام 1996 ، رغم أنه كان متهماً بالتحريض على اغتيال غريمه السياسي في حزب العمل اسحق رابين، والناحية الثانية في “الخضرمة”، أنه متهم رسمياً بارتكاب جرائم سوء الائتمان والرشوة والفساد قبل طوفان الأقصى، فقد خرج آلاف الإسرائيليين في مظاهرات على مدار 39 أسبوعاً، يطالبون بإقالته أو اعتقاله أو محاكمته، حتى جاءت محكمة الجنايات الدولية لمطاردته بتهمة ارتكاب جريمة حرب بحق الشعب الفلسطيني في غزة ومعه وزير دفاعه يؤاف غالانت. واليوم تثار ضده قضية تسريب معلومات خطيرة، حيث ما زال نشرها محظوراً من القضاء، لكن سمح بالنشر عن اعتقال أربعة من ديوانه الرئاسي.

لهذا المجرم، أو على الأدق، لهذا الإنسان المتهم بالإجرام، يعود “الفضل” في إطالة الحرب كل هذه المدة وإيصالها إلى موعد الانتخابات الأمريكية، وإذا ما فاز صديقه وحليفه دونالد ترامب، فهذا يعني زخماً جديداً في مسيرته الإجرامية، والتي ستتحول إلى مسيرة كفاحية ووطنية وأخلاقية، رغم دماء عشرات آلاف الأطفال والأبرياء الملطخ به جبينه ويداه.

لكن هناك بعض الظلم، في نسب كل هذه النقائص “الفضل”، لمجرم واحد، حتى لو كان رئيس وزراء، فبالتأكيد هناك من ساعده في ذلك، أولهم الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن، الصهيوني، كما يحب أن يفتخر، ومعه الكونغرس، واحة الديمقراطية في العالم، الذي تحول إلى ساحة ردح وتصفيق واحتضان وتبويس لحية هذا المجرم. لقد صفقوا له 56 مرة في نحو 50 دقيقة، بمعنى أنهم كانوا يصفقون له بمناسبة وبدون مناسبة، كل جملة أو جملتين مرة.

هناك من ساعده منا نحن العرب، صمتاً أو تواطئاً، إذ ليس من المعقول أن تقف هذه الأمة عاجزة عن إدخال خبز، مجرد خبز، للمجوعين النازحين، بل ويقصفون وهم في مراكز الإيواء الدولية، أو دواء، أي دواء، للمرضى والجرحى من المعذبين، بل ويقصفون وهم داخل المستشفيات. ومن غير المعقول أيضاً، أن تخرج مظاهرات “كفّار” العالم في المدن والشوارع والساحات والجامعات الأكثر عراقة في التاريخ، ولا يخرج الأخوة والأهل والربع والسند والعشيرة في حواضر العرب والمسلمين، فيثبتوا مقولة النبي العربي الكريم أنهم ليسوا أكثر من “غثاء سيل”. أما الأسرى “المختطفين”، الذين شنت الحرب من أجل إعادتهم، فما زالوا محتجزين، بل لقد كادت ذاكرة “البطل الهمام” نتنياهو، وشعبه المختار، أن تطويهم في خانة الإهمال والنسيان.

في عام 2004 فاز شارون برئاسة وزراء إسرائيل وفاز بوش الصغير برئاسة أمريكا، فقال الأول للثاني: لقد انتصرت المبادئ.

About Atlas

Check Also

لنسقط الاوهام عن ترامب ونستعد للاسوأ

اطلس:كتب د.احمد رفيق عوض : يقولون انه تاجر يحب الصفقات ويكره الحروب، و يقوم إنه …