اطلس: أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، مما يثير تساؤلات حيوية حول السياسات المستقبلية وتأثيراتها على الشؤون الدولية، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن أصدر ورقة بحثية عن هذه القضية، موضحًا أن الانتخابات في الولايات المتحدة تعتبر دائمًا محط أنظار العالم بسبب التأثير الكبير لسياسات واشنطن على الساحة الدولية. ومع إعلان فوز ترامب، تتصاعد المخاوف والآمال المتضاربة بشأن الاتجاهات السياسية التي سيتبناها في ولايته الجديدة.
وفي هذا الصدد، توضح الورقة أن ترامب من أشد المعادين لفصائل المقاومة، وهو ما دفعه، مثلاً، إلى الحديث عن استشهاد يحيى السنوار والإعلان عن أن “مقتله يمثل خطوة مهمة في سبيل استقرار المنطقة”. جاء هذا الإعلان من ترامب بشكل لافت ومبالغ فيه، مما يعكس سياسته المحتملة في المستقبل.
وتشير الورقة إلى أن تاريخ الانتخابات الأميركية يظهر أن السياسة الأميركية ليست دائمًا ثابتة، حتى بعد إعلان نتائج الانتخابات. يشير المحللون إلى أن استمرار ترامب في البيت الأبيض يثير مخاوف بشأن استمرارية النهج الذي اتبعه خلال فترته الرئاسية الأولى. أحد أبرز عوامل عدم الاستقرار هو الغموض الذي يكتنف السياسات المستقبلية، حيث لا يمكن التنبؤ بشكل كامل بالتوجهات التي سيتبناها ترامب في فترة ولايته الثانية.
فوز ترامب
بعد ذلك، تتناول الورقة فوز ترامب بالرئاسة في أميركا، حيث كانت فترة ترامب السابقة محملة بقرارات أثرت سلبًا على الفلسطينيين، أبرزها نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، وإلغاء التمويل الأميركي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). هذه السياسات ساهمت في تعزيز عزلة السلطة الفلسطينية وتهميش مطالبها السياسية.
ومع إعلان ترامب فوزه في الانتخابات، هناك مخاوف من أن تستمر هذه السياسات أو تتوسع لتشمل إجراءات أكثر صرامة، مثل تقليص المزيد من الدعم الدولي للفلسطينيين أو تشجيع خطط استيطانية إضافية. بالنسبة للفلسطينيين، يعني ذلك مواجهة واقع جديد يزيد من تعقيد الأوضاع السياسية والاقتصادية والإنسانية.
المستقبل المجهول ومخاطر التنبؤ
وتصل الورقة إلى أن الانتخابات الأميركية تحمل في طياتها مخاطر تتعلق بعدم القدرة على التنبؤ بالسياسات المستقبلية. ومع إعادة انتخاب ترامب، تصبح التوقعات أكثر صعوبة في ظل سجله السياسي الذي اتسم بالقرارات المفاجئة والمتشددة. يبقى السؤال الأهم: كيف ستؤثر هذه الفترة الجديدة من رئاسته على السياسات الخارجية تجاه الشرق الأوسط، وما هو مصير الحلول السياسية التي تسعى الأطراف الدولية لتحقيقها؟
وتختتم الورقة بالقول إن فوز ترامب وإعلانه عن فترة جديدة في البيت الأبيض يضع المنطقة أمام تحديات سياسية كبيرة. القضية الفلسطينية، بشكل خاص، قد تشهد المزيد من التعقيد في ظل السياسات المتوقعة من إدارة ترامب، التي قد تسعى إلى ترسيخ نهجها السابق في التعامل مع الملف الفلسطيني دون أي تغيير جذري. في ظل هذا المشهد السياسي، يبقى الفلسطينيون والأطراف الدولية المعنية في حالة ترقب لما ستأتي به الأيام المقبلة، وسط احتمالات مفتوحة ومخاوف من مزيد من التصعيد أو الجمود السياسي.