إدارة بايدن تتراجع عن معاقبة إسرائيل على تجويع غزة

اطلس:قالت وزارة الخارجية الأميركية إن إسرائيل أحرزت بعض التقدم الجيد ولكن المحدود في زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وبالتالي فإنها لن تحد من نقل الأسلحة إلى إسرائيل كما هددت قبل شهر إذا لم يتحسن الوضع، وذلك في الوقت الذي تقول فيه كل  الجماعات الإغاثية المعنية بالقطاع المنكوب إن الظروف أسوأ من أي وقت مضى في الحرب المستمرة على غزة منذ 13 شهرا.

صرح نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتيل، للصحفيين بأن التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن يجب أن يُستكمل ويستمر ولكننا “نحن، في هذا الوقت، لم نقم بتقييم أن الإسرائيليين ينتهكون القانون الأميركي”.

ويتطلب الأمر (وفق القانون الأميركي) من المتلقين للمساعدات العسكرية الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وعدم إعاقة تقديم مثل هذه المساعدات.

وقال باتيل: “نحن لا نمنح إسرائيل تصريحًا”، مضيفًا أن الخطوات التي اتخذتها إسرائيل لم تحدث فرقًا كبيرًا بما يكفي بعد. “نريد أن نرى تحسنًا في الوضع الإنساني بالكامل، ونعتقد أن بعض هذه الخطوات ستسمح بتهيئة الظروف لمواصلة التقدم”.

ويأتي قرار واشنطن، حليف إسرائيل الأكبر ، وممكنها الأول من شن حرب الإبادة التي تقوم بها على المحاصرين في غزة ،  بعدم معاقبة إسرائيل، على الرغم من إعلان منظمات الإغاثة الدولية أن إسرائيل فشلت في تلبية مطالب الولايات المتحدة بالسماح بوصول أكبر للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وحذر خبراء الجوع من أن الشمال ربما يعاني بالفعل من المجاعة.

وكانت قد حددت إدارة بايدن الشهر الماضي (13/10) في رسالة موجه إلى الحكومة الإسرائيلية من وزير الخارجية الأميركي ، آنثوني بلينكن، ووزير الدفاع الأميركي ، لويد أوستن، موعدًا نهائيًا ينتهي يوم الثلاثاء (12/11) لإسرائيل “لزيادة” المزيد من الغذاء والمساعدات الطارئة الأخرى إلى الأراضي الفلسطينية أو المخاطرة بإمكانية تقليص الدعم العسكري مع شن إسرائيل هجمات ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان.

يشار إلى الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، قال في رده على سؤال مراسل القدس في 14 تشرين الأول الماضي، عن خطورة إعطاء إسرائيل متسعا من الوقت يتجاوز أربعة أسابيع لمضاعفة تضييق خناقها الفلسطينيين الجياع المحاصرين، أن الهدف الأساسي هو “تسيير دخول المساعدات شمال غزة” وأن الإدارة الأميركية تدرك أن عملية إدخال وتوزيع المساعدات، عملية صعبة، وأن هذا الوقت (13/10-12/11 ) يعتبر كافيا لإسرائيل لتسمح دخول المساعدات الكافية.

وأكد ميلر الخميس الماضي ، قبل انتهاء المهلة بأسبوع، لمراسل القدس، إسرائيل لا تزال تعيق المساعدات، وأن الإدارة تقف عند تعهدها بفرض عقوبات على إسرائيل، تشمل وقف التسليح، في حال أمعنت إسرائيل في إعاقة المساعدات.

وبحسب منظمات الإغاثة ومسؤولي الأمم المتحدة، فشلت إسرائيل إلى حد كبير في الامتثال للمطالب الرئيسية الثلاثة في الرسالة الأميركية، والتي تضمنت زيادة المساعدات الإنسانية عبر القطاع، واستئناف وصول الشاحنات التجارية، وإنهاء عزلة الشمال. وتقول المنظمات الإنسانية إن هذه السياسات دفعت القطاع الفلسطيني إلى شفا المجاعة الجماعية.

وبانت العقبات التي تواجه توزيع المساعدات واضحة هذا الأسبوع، حيث قالت الأمم المتحدة إنها لا تستطيع تسليم معظم المساعدات المسموح بسبب الاضطرابات والقيود من قبل القوات الإسرائيلية على الأرض.

وفي الجنوب، تقف مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات على الجانب الغزي من الحدود جاثمة، تتعفن حمولتها، لأن الأمم المتحدة تقول إنها لا تستطيع الوصول إليها لتوزيع المساعدات ــ مرة أخرى بسبب التهديد بالفوضى والسرقة والقيود العسكرية الإسرائيلية.

وتدعي إسرائيل أنها فتحت معبراً جديداً في وسط غزة، خارج مدينة دير البلح، لدخول المساعدات. كما أعلنت عن توسع صغير لمنطقتها الإنسانية الساحلية، حيث نزح ويقيم مئات الآلاف من الفلسطينيين في معسكرات الخيام. كما قامت بتوصيل الكهرباء لمحطة تحلية المياه في دير البلح. .

وبدا أن وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد جدعون ساعر قلل من أهمية الموعد النهائي، حيث قال للصحافيين يوم الاثنين إنه واثق من “حل القضية”. قد يكون لإدارة بايدن نفوذ أقل بعد فوز دونالد ترامب – المؤيد القوي لإسرائيل – في الانتخابات الرئاسية.

والتقى وزير الخارجية أنتوني بلينكين مع أقرب مساعد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رون ديرمر، في واشنطن يوم الاثنين حول الخطوات التي اتخذتها إسرائيل وشدد على “أهمية ضمان أن تؤدي هذه التغييرات إلى تحسن فعلي في الوضع الإنساني المروع في غزة”، حسبما ذكرت وزارة الخارجية يوم الثلاثاء.

والتقى الرئيس جو بايدن يوم الثلاثاء أيضا في البيت الأبيض مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، لكنهما لم يتحدثا علنًا عن قضية المساعدات. وقالت المتحدثة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير إن الولايات المتحدة، تعرف مدى خطورة الظروف وستواصل مناقشة الخطوات الإضافية التي تحتاج إلى اتخاذها مع إسرائيل.

وقالت ثماني مجموعات دولية في تقرير إن إسرائيل اتخذت أيضًا إجراءات “أدت إلى تفاقم الوضع على الأرض بشكل كبير، وخاصة في شمال غزة. … هذا الوضع في حالة أكثر خطورة اليوم مما كان عليه قبل شهر”.

وسرد التقرير 19 إجراءً للامتثال لمطالب الولايات المتحدة، قائلاً إن إسرائيل فشلت في الامتثال لـ 15 منها بشكل كامل ، وامتثلت جزئيًا فقط لأربعة. وقد تم التوقيع على الرسالة من قبل أنيرا، وكير، وميد جلوبال، وميرسي كور، والمجلس النرويجي للاجئين، وأوكسفام، وريفيوجيرز إنترناشيونال، وإنقاذ الطفولة.

وفي رسالة 13 تشرين أول المذكورة (من بلينكن وأوستن)، منحت الولايات المتحدة إسرائيل 30 يومًا، من بين أمور أخرى، للسماح بحد أدنى 350 شاحنة محملة بالبضائع بالدخول إلى غزة كل يوم؛ وفتح معبر خامس؛ والسماح للأشخاص في المخيمات الساحلية بالتحرك إلى الداخل قبل الشتاء؛ وضمان وصول مجموعات الإغاثة إلى شمال غزة. كما دعت إسرائيل إلى وقف التشريعات التي من شأنها أن تعيق عمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، المعروفة باسم الأونروا.

ولا تزال مستويات المساعدات أقل بكثير من المعايير الأمريكية. ولا يزال الوصول إلى شمال غزة مقيدًا، وقد مضت إسرائيل قدمًا في قوانينها ضد الأونروا.

قد شنت إسرائيل هجوماً كبيراً الشهر الماضي في الشمال، مدعية أن إن مقاتلي حركة حماس أعادوا تجميع صفوفهم. وقد أسفرت العملية عن مقتل المئات من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال، وتشريد عشرات الآلاف.

يذكر أن إسرائيل لم تسمح بدخول الأغذية والأدوية خلال شهر تشرين الأول والأيام الأولى من شهر تشرين الثاني، حيث بقي عشرات الآلاف من المدنيين على الرغم من أوامر الإخلاء.

في الأسبوع الماضي، سمحت إسرائيل لـ 11 شاحنة فقط بالذهاب إلى بيت حانون، إحدى أكثر المدن تضرراً في الشمال. ولكن منظمة الغذاء العالمي قالت إن القوات عند نقطة تفتيش أجبرت شاحناتها على تفريغ حمولتها قبل الوصول إلى الملاجئ.

وقال مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق ـ الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن المساعدات الإنسانية إلى غزة ـ يوم الثلاثاء إنه سمح بتسليم جديد للغذاء والماء إلى بيت حانون قبل يوم واحد. وقال برنامج الأغذية العالمي إنه بينما حاول إرسال 14 شاحنة، لم يصل إلى البلدة سوى ثلاث شاحنات “بسبب التأخير في الحصول على تصريح للحركة والحشود على طول الطريق”. وقال إنه عندما حاول تسليم البقية يوم الثلاثاء، رفضت إسرائيل الإذن.

وقد انخفضت المساعدات إلى غزة بالكامل في أكتوبر/تشرين الأول، حيث لم يدخل سوى 34 ألف طن من الغذاء، أي ثلث ما دخل في الشهر السابق، وفقاً لبيانات إسرائيلية.

وتقول وكالات الأمم المتحدة إن ما يصل إليها أقل من ذلك بكثير بسبب القيود الإسرائيلية والقتال وانعدام القانون الذي يجعل من الصعب جمع وتوزيع المساعدات على جانب غزة.

وفي تشرين الأول، دخلت غزة 57 شاحنة يومياً في المتوسط، و75 شاحنة يومياً حتى الآن في نوفمبر/تشرين الثاني، وفقاً لأرقام إسرائيل الرسمية. وتقول الأمم المتحدة إنها لم تتلق سوى 39 شاحنة يومياً منذ بداية تشرين الأول.

وقال مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق إن 900 شاحنة محملة بالمساعدات ما زالت تنتظر دون أن يتم جمعها على جانب غزة من معبر كرم أبو سالم في الجنوب.

وأدت الحرب الإسرائيلية على غزة بمقتل أكثر من 43 ألف مواطن ، فيما يظل أكثر من 9 الاف تحت الأنقاض، وجرح أكثر من 100 ألف، معظمهم من النساء والأطفال، فيم دمر أكثر من 70% من غزة بحسب التقديرات الأممية، كما تم تهجير حوالي 90٪ من السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ومئات الآلاف مكدسون في مخيمات خيام بائسة، مع القليل من الطعام أو الماء أو مرافق النظافة.

عن Atlas

شاهد أيضاً

تقرير: إسرائيل ولبنان تؤكدان التزامهما بوقف إطلاق النار رغم الخروقات المتكررة

اطلس:أكدت إسرائيل ولبنان للبيت الأبيض أنهما ملتزمتين باتفاق وقف إطلاق النار ويرغبان في استمراره، رغم …