انفلات مستمر للمستوطنين في عدة مناطق بالأغوار

اطلس:استولت قوات الاحتلال على صهاريج مياه وجرارات زراعية للمواطنين في منطقة وادي المالح في محافظة طوباس، بينما منع المستوطنون أصحاب الأراضي والمزراعين في قرية “البرج”، من الوصول لأراضيهم، ضمن الهجمة الشرسة التي تصاعدت وتيرتها منذ الحرب الاسرائيلية على غزة.

وأفاد المواطن موسى أبو عزيز لـ”القدس”، أن المستوطنين من عصابات التلال، يمارسون عمليات استفزاز يومية بحقهم، فمن الملاحقة والاحتجاز لتقييد حركتهم دون أن يحرك الاحتلال ساكناً، مؤكداً أن دوريات الجيش تطلق العنان لهم، للتضيق على المزارعين ورعاة الماشية. وأضاف “خلال الفترة القليلة الماضية، هاجم المستوطنون المزارعين في عدة مناطق، وتحت تهديد السلاح، أرغمونا على مغادرة أراضينا، وهددونا بالاعتقال والضرب في المرات القادمة. منعوا صهاريج المياه من التنقل وتزويدنا بالمياه، ويفرضون رقابة شديدة على تحركاتنا، حتى أصبحنا نعيش حالة من القلق والخوف في ظل صمت العالم وغياب أي رادع يضع حداً لانفلات المستوطنين”.

وذكر المزارع فتحي صوافطة، أن الاحتلال لم يكتف بالسيطرة على منابع المياه وتحويلها للمستوطنات، بل ويمارس أساليب وسياسات لتعطيشنا وتدمير المحاصيل الزراعية وتوفير كل الدعم لعصابات التلال التي تنشط على نطاق واسع وبدعم كامل من قوات الاحتلال التي تحتجز المزارعين وتنكل بهم، مشيراً، الى أن قرية “البرج” التي تبعد عن محافظة طوباس 10 كيلو متر، تعاني بشكل يومي من ممارسات جنود الاحتلال الذين يحاصرون القرية في معسكرات المالح وسمرة وتياسير ومستوطنة يزرا .

ويتحسر أهالي قرية “البرج”، على أراضيهم التي كانت مزدهرة بالمزروعات والخضروات وكافة مقومات الحياة بعدما حرمهم الاحتلال من المياه، ويضيف المواطن مهيوب فقها “لولا الاحتلال وقلة المياه لكانت ارضنا اليوم مزدهرة وغنية بالانتاج الزراعي، فالقرية، تتميز بتربتها الخصبة والصالحة لكافة أنواع الزراعة، وقد اشتهرت على مدار التاريخ بزراعة القمح والشعير والبيكا والحمص وجميع البقوليات، كونها منطقة غنية بالمياه”، ويكمل “بشكل تدريجي، دمر الاحتلال القطاع الزراعي بعدما استولى أعلى منابع المياه التي كانت تنعم فيها المنطقة، فتراجعت الزراعة التي اعتمد عليها السكان كمصدر ثانٍ لمعيشتهم. لم يكتفِ الاحتلال بذلك، فنحن كنا نتعب ونشقى في زراعة الارض ورعايتها وهو يدمر، فقد تعمد نشر الكلاب الضالة والخنازير البرية التي دمرت الاراضي والمحاصيل وكبدتهم خسائر فادحة “.

من جانبه، أفاد محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد الأسعد لـ“ے”، أن الهجمة الاحتلالية الاستيطانية، تتصاعد بشكل مستمر في كافة التجمعات الفلسطينية في المنطقة، وضمن سياسة الحصار والضغط، وأمام صمود وثبات المزارعين، نفذت حملة هدمت خلالها عدة مناطق، كما صادرت صهاريح المياه لمنعها عن المواطنين وماشيتهم، وقال “الاحتلال يمارس حرب مفتوحة ضارباً عرض الحائط كافة الأعراف والقوانين الدولية، فلا يوجد حدود لانفلات واعتدءات عصابات التلال التي تسرق المحاصيل، وتغلق الأرأضي ومنعت المزارعين مؤخراً من الوصول لأراضيهم مما كبدهم خسائر فادحة. حتى الجرارات الزراعية استولى الاحتلال عليها مع الصهاريج وفرض غرامات باهظة على أصحابها مقابل إعادتها مع تعهد بعد العمل في المنطقة، وهذا تمهيد لمخطط الاستيلاء والتوسع الاستيطاني لفرض سياسة الأمر الواقع”، محذراً، من استغلال الاحتلال للأوضاع في غزة ومجازر الإبادة الجماعية وانشغال العالم، لفرض سياسة التطهير العنصري في الأغوار”.

في نفس الوقت، وضمن مخططات الاحتلال للاستيلاء على الأراضي وطرد أصحابها، ما زال يرفص إعطاء تراخيص للبناء في القرية التي يعيش سكانها في خيم وشوادر من الخيش والتي لم تسلم من الهدم بذريعة البناء دون ترخيص، ويقول فقها “الاحتلال، يسمح ببناء وتوسيع المستوطنات التي تحيط بالتجمعات البدوية وتحيطها بالمستوطنات وبالمواشي وتؤمن لهم كافة سبل الحياة المعيشية، بينما تهدم خيامنا دون مراعاة للأطفال أو النساء الذي يطردون ويشردون في العراء”، ويضيف “بشكل مستمر، نتعرض للتفتيشات العسكرية الليلية، العشرات من الجنود يقتحمون الخيام، يخرجون الجميع ليلا وفي البرد القارس ويطالبوننا بالخروج من هذه الارض. قبل فترة، قامت جرافات الاحتلال بشق طريق في منطقة البرج بطول كيلو متر تقريبا بذريعة التدريبات العسكرية، لكن الحقيقة، انه يحاول ترهيبنا وتخويفنا من اجل الرحيل، ولكننا ثابتون وصامدون، ولن نبرح ترابها الذي سيبقى فلسطيني لا محالة، وسنبقى على هذه الارض أونموت فيها حتى الخلاص من الاحتلال والمستوطنين”.

عن Atlas

شاهد أيضاً

اسرائيل: ادخال خمس سيارات إسعاف إلى غزة بتبرع من الإمارات

اطلس: سمحت اسرائيل بإدخال خمس سيارات إسعاف تبرعت بها الإمارات للمنظمات الدولية العاملة في قطاع …