اطلس:قال مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” أن أهمية وإلزامية حماية المدافعين عن حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني، ففي اليوم الذي يحتفي فيه العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان ما زالت المدافعين عن حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتعرضون لكافة أعمال القتل والتنكيل والتعذيب والاستهداف من قبل الاحتلال الإسرائيلي سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، وشملت تلك الاستهدافات كل أشكال الملاحقة والاعتقال والقتل والتدمير واستهداف المؤسسات وتدمير المقرات والمباني، والمنع من السفر للمدافعين عن حقوق الإنسان الفلسطينيين ومنع المدافعين عن حقوق الإنسان الأجانب من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشدد مركز “شمس” في اليوم العالمي لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان على أن إعلان المدافعين عن حقوق الإنسان والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقرار رقم 144/53 في 9/12/1998م هو مناسبة هامة لتذكير العالم بواقع المدافعين عن حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة والانتهاكات الجسيمة التي يتعرضون لها، سواء كان من قبل الاحتلال أو من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية، فهذا الإعلان الذي أكد في ديباجته على أن (حقوق الإنسان وحرياته الأساسية عالمية وغير قابلة للتجزئة ومتداخلة ومترابطة ويجب تعزيزيها بطريقة عادلة ومنصفة وعلى مسؤولية وواجب كل الدول بتعزيز وحماية حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ومسؤولية الأفراد والجماعات والاتحادات عن تعزيز حقوق الإنسان والتعريف بها على الصعيدين المحلي والدولي)، وما جاء في المادة الأولى منه على أن ( لكل فرد الحق بمفرده وبالاشتراك مع غيره أن يعزز حماية وأعمال حقوق الإنسان والحريات الأساسية وأن يسعى لحمايتها وإعمالها على الصعيدين الوطني والدولي)، لم يتم الالتزام به في التعامل مع المدافعين عن حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وما زالوا يتعرضون لشتى أنواع الاستهداف والقمع والملاحقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وأدان مركز “شمس” ما أقدمت عليه حكومة الاحتلال برلمانها من إصدار قرارات وسن تشريعات تمنع موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من الحركة والعمل وسحب كافة الامتيازات والصلاحيات التي كانت ممنوحة لهم سابقاً كموظفين دوليين يعملون في وكالة دولية من وكالات الأمم المتحدة مختصة في تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية للاجئين الفلسطينيين، ووصفها بأنها منظمة إرهابية وداعمة للإرهاب من قبل وزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي في تحدي واضح وصريح للقانون الدولي وانتهاك لميثاق الأمم المتحدة الذي يلزم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة باحترام مؤسسات الأمم المتحدة وتسهيل عمل وحركة العاملين فيها بصفتهم موظفين دوليين يتمتعون بحماية خاصة بهم.
وأكد مركز “شمس” على أن ما يقوم به الاحتلال بحق المدافعين عن حقوق الإنسان سواء كانوا فلسطينيين أو متضامنين دوليين هي سياسة منظمة ومقرة من قبل حكومة الاحتلال، وكانت حادثة استشهاد المتضامنة الأمريكية من أصول تركية برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال مشاركتها في مسيرة منددة باستيلاء المستوطنين على جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس خير دليل على تلك الانتهاكات بحق المدافعين عن حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك يشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني لاسيما لاتفاقية جنيف الرابعة المؤرخة في 12/8/1949م ، ولإعلان حماية المدافعين عن حقوق الإنسان لسنة 1998، و للإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948، وللعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية لسنة 1966.
وطالب مركز “شمس” الأمين العام للأمم المتحدة والمقرر الخاص المعني بالمدافعين عن حقوق الإنسان، والمقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمنظمات الحكومية والغير حكومية لتوحيد جهودها والضغط على حكومة الاحتلال وإجبارها على وقف جرائمها وانتهاكاتها الجسمية لحقوق المدافعين عن حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.