اطلس:بدا أبو محمد “الجولاني” الذي تصدر أسمه وسائل الاعلام لسنوات، كونه مؤسس فرع القاعدة في سوريا، وقائد جبهة النصرة فيها، قبل أن يؤسس فيما بعد هيئة تحرير الشام، متصدرا للمشهد السياسي والعسكري في سوريا.
و”الجولاني” الذي اختار مع المرحلة الجديدة أسما وشكلا جديدين تلبيان متطلبات المرحلة، ظهر وكأنه حاكم سوريا الجديد، ليس فقط بسبب مهماته العسكرية والأمنية، بل ايضا السياسية، وبمهمات الملك كلف الجولاني محمد بشير بتشكيل حكومة انتقالية.
ويبدو ان الجولاني الذي بات أسمه أحمد الشرع في وسائل الاعلام العربية والدولية، قد نجح في تحقيق نقاط لدى المنظومة الغربية، وفتحت وسائل الاعلام الغربية أبوابها له، فقد أجرى قبل أيام مقابلة مطولة مع قناة سي أن أن الامريكية علما ان واشنطن تزعم انه مطلوبا لديها وتضع على رأسه بضعة ملايين من الدولارات، لتخرج قناة سكاي نيوز البريطانية بمقابلة مع الجولاني قبل ساعات.
ولم يكن الارتياح الأميركي والانفتاح على “الجولاني” حديث العهد، فقد أجرى الصحفي الأميركي مارتن سميث، مقابلة معه في 2021 قال فيها الجولاني: ” إن هيئة تحرير الشام لا تشكّل أي تهديد للولايات المتحدة الأميركية، وعلى الإدارة الأميركية رفعها من قائمتها للإرهاب”، وأضاف “كنا ننتقد بعض السياسات الغربية في المنطقة، أما أن نشن هجمات ضد الدول الغربية، فلا نريد ذلك”.
والانفتاح الامريكي لا يقتصر على وسائل الاعلام بل ان الإدارة الأميركية تواصلت بشكل غير مباشر مع “هيئة تحرير الشام”، التي يقودها “أبو محمد الجولاني”، حيث كشف مسؤولان أميركيان ومساعد بالكونغرس اطلعا على الاتصالات الأمريكية الأولى مع “الهيئة” أن إدارة الرئيس جو بايدن حثت الجماعة على عدم تولي قيادة البلاد بالتبعية بل على إدارة عملية شاملة لتشكيل حكومة انتقالية.
وفي الوقت الذي يتوج فيه الجولاني نفسه ملكا سياسيا وعسكريا جديدا، شنت اسرائيل أكبر هجوم في تاريخها على سوريا دمرت خلاله في ساعات سلاح الجو والبحر السوريين بشكل كامل، بالتزامن مع سيطرة الجماعات المسلحة على مقاليد الحكم، ورغم ذلك لم يصدر أي موقف او تعقيب او كلمة ازاء ما قامت به اسرائيل.
ورغم ان الجولاني في خطابه دعا انصاره لعدم المس بمؤسسات الدولة كونها ملكا للشعب السوري، لكنه تلك الجماعات غضت النظر حتى الآن عما قامت به اسرائيل التي احتلت مساحات من الجنوب السوري.
ويمكن قراءة تصريح الجولاني الأخير يوم أمس على قناة سكاي نيوز البريطانية، ضمن رؤيته للعلاقة المستقبلية مع اسرائيل حين قال إن “الناس منهكة من الحرب. لذا، البلاد ليست مستعدة لحرب أخرى، وهي لن تنخرط في (حرب) أخرى”.