بلينكن وزير الخارجية الأمريكي ،قال بان ما حدث في سوريا تم بمعرفتنا وبالتنسيق مع الجولاني،الجولاني الذي خلع عماته كحاكم ل”دولة ” ادلب، لكي يجري ” تحضره” و”تحضيرة”،لكي يصبح مقبولاً كهيئة ومنظر،لكي يصبح الرئيس السوري القادم،بعد رفع اسمه من قائمة الإرهاب الأمريكي والدولي،فأمريكا مصالحها فوق أي اعتبار،وهذه الخطوة العملية،تؤكد على انخراط أمريكا في المشروع الأمريكي- التركي – الإسرائيلي، المستهدف ليس فقط اسقاط النظام السوري السابق،بل العمل على اسقاط سوريا كدولة ومؤسسات وجيش وجغرافيا،وفي هذا المشروع مثلت تركيا الداعم العسكري والأمني ،وقطر الراعي المالي والإعلامي،وبقول الرئيس الأمريكي ترامب،إن تركيا لها اطماع قديمة في سوريا،ولذلك هي مثلت الخلفية العسكرية لما يعرف بجبهة النصرة التي سيطرت على الجغرافيا السورية،ووزير الخارجية التركي حاقات فيدان،في التأكيد على الإنتداب التركي على سوريا،تحدث عن امور لها علاقة بالسيادة السورية،مثل الدستور وتشكيل الحكومة وغيرها،وبالمقابل الإسرائيلي الذي يريد تحقيق انجازات امنية وجغرافية في سوريا بشكل سريع جدا، تحرك عسكرياً في عمليات قصف جوي غير مسبوق منذ عام 1973،لكي يدمر القدرات العسكرية التسليحية السورية بنسبة 80 -90 %،قصف قواعد ومطارات عسكرية،وموانيء وسفن حربية،رادارات ووسائل دفاع جوي، صواريه بالستية وكروز ،مخازن اسلحة ومراكز بحثية وعملية،وكذلك اغتيال العلماء والباحثين،ولم يكتف بذلك،بل جرى احتلال المنطقة العازلة والقسم السوري من جبل الشيخ، ووصلت قواته الى مسافة 15 كم عن خط دمشق- بيروت الدولي،واحتلت اسرائيل 370 كم2 من الأراضي السورية،وسيطرت على مصادر ومنابع المياه السورية حوض اليرموك وسد الوحدة،ورئيس وزرائها نتنياهو ووزير حربه غاتس ورئيس اركانه هليفي وقائد المنطقة الشاملةغوردين،من قمة جبل الشيخ الذي اعيد احتلاله، قالوا بأنهم سيبقون في المنطقة العازلة لفترة طويلة،وبان الجولان اصبحت جزء من ” ارض اسرائيل”،وسيعملون على زيادة الإستيطان والمستوطنين فيها،وسيخصصون لذلك ميزانيات ضخمة،وبأن بقاءها في ايديهم،واقامة منطقة امنية في جنوب سوريا،من أجل حماية مستوطني هضبة الجولان وامن اسرائيل.اما التركي وهو الراعي الأمني والعسكري،الذي بقي رئيسه اردوغان يحلم طول فترة ما عرف بالربيع العربي،والذي لم ينتج سوى خريفاً عربياً قاتماً، بان يصلي في المسجد الأموي، فإنه قال بشكل واضح في الحروب يعاد صياغة جغرافيا الدول،وأنه اذا ما انزلقت الأمور نحو حرب اقليمية،فإنه سيعمل على ضم حماة وحمص ودمشق لتركيا،ناهيك عن انه اعتبر انه انجز بإيجاد سلطة موالية له في دمشق،وبأنه سيتخلص من ملف النازحين السوريين،وسيتمكن من تصفية ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية “قسد” والتي تشكل مصدر قلق له وخطورة على امنه القومي،في حين تصطدم هذه المهمة التركية بمعارضة امريكية – اسرائيلية،والتي تحرص على بقاء تلك القوات الكردية داخل سوريا وخارجها ،خدمة لمصالحها واهدافها،فأمريكا تقول بشكل واضح ،اذا ارادت السلطة الجديدة ان تقلع وأن تقيم حكومة جديدة،فعليها ان تأخذ المكون الكردي بعين الإعتبار،بأن يكون اقليم فيدرالي داخل الدولة السورية،كما هو الحال في العراق،يسيطر على الثروات النفطية والغازية السورية في تلك الجغرافيا،ويحتفظ بجيشه الخاص،ناهيك عن انها تقول بأن تلك القوات الكردية،لعبت دور اساسي في محاربة “داعش” ووجودها مهم من أجل منع اعادة إنبعاثها منجديد،والجميع يعرف من أوجد “داعش” واستثمر فيها في العراق وسوريا،خدم لمصالحه واهدافه،ولتبرير استمرار احتلاله للجغرافيتين العراقية والسورية،واسرائيل التي تخطط لإقامة دولة درزية في جنوب سوريا،رغم ان الدروز عبروا في بياناتهم بشكل واضح بانهم لا يريدون الإنفصال عن سوريا وعمق انتماءهم لدولتهم،في حين يريدون ان تكون هناك دولة كردية في شمال سوريا ،تتمدد الى الأراضي العراقية والتركية اولاً،ومن ثم الأراضي الإيرانية،لكي تكون قاعدة لهم قريبة من ايران والعراق،يعملون على التعاون والتنسيق معها من خلال ما يسمونه بممر داود الذي سيعملون على شقه من خلال قاعدة “التنف” الأمريكية المنشرة على مثلث الحدود السورية – العراقية- الأردنية.
ومن هنا فإن السلطة الجديدة امام تحديات كبرى داخلية،فهل تستطيع ان تشكل حكومة سورية وسلطة قائمة على الديمقراطية والتعددية،عبر انتخابات ديمقراطية، تستجيب لتطلعات الشعب السوري،بعيداً عن الهيمنة والفئوية والطائفية والمذهبية والإقصاء ..؟؟،وكيف ستتعامل مع كل هذه الإحتلالات للجغرافيا السورية،وخاصة الجولان السوري المحتل…؟؟،وقائدها وزعيمها الجولاني والذي أصبح اسمه احمد الشرع،يقول بأنه لن تكون سوريا منصة للعدوان على أحد،وبأن سلطته غير معنية بمجابهة اسرائيل،والغاء التجنيد الإلزامي والطلب من المقاومة الفلسطينية بتسليم سلاحها واخلاء قواعدها خارج المخيمات الفلسطينية،وحل كل اجنحتها العسكرية،،وهل سيتم الغاء قانون قيصر،ورفع الجولاني من قائمة الإرهاب..؟؟،وكذلك الإشتراطات الأوروبية والأمريكية، بان لا يكون هناك موقع وتواجد وموطىء قدم لإيران وروسيا في سوريا.
المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسون قال بشكل واضح إن سورية هي صندوق باندورا الذي تمّ فتحه ولن يستطيع أحد السيطرة على ما يخرج منه محدداً ثلاث معضلات يصعب ضبطها: وهي الصراع الكردي التركي، والانقسام الحاد داخل المجموعات المسلحة، والتشدد الإسرائيلي بتحقيق مكاسب أمنية وجغرافية فورية من التغيير في سورية. ما يعني أن فوضى غير خلاقة سوف تحكم سورية.
التاريخ يعلم ويقول بعد ان جرى استعمار سوريا من قبل الفرنسي قبل مئة عام،توحدت كل المكونات والمركبات في سوريا ،وطنية ومجتمعية،وتوحدت في تحرير سوريا خلال عشرين عاماً من الإستعمار الفرنسي،وفي لبنان وصلت الدبابات والقوات الإسرائيلية الى قلب العاصمة بيروت عام 1982،واستطاعت المقاوةة اللبنانية ان تجبر الإحتلال على الإنسحاب وتحرير الجنوب اللبناني في 25/ ايار 2000…وعوامل التفجير الداخلية والتدخلات والأجندات الخارجية، تقول بأن المنشغلين في اليات تشكيل سلطة بدون موقف وطني سياسي يرفض الإنتداب والإحتلال ولا يهادن العدوان،،سيقود ذلك الشعب السوري ،لكي يطلق طاقاته في مقاومة الإنتداب والإحتلال ووقف العدوان.