اطلس:أظهر استطلاع جديد لـ 35 وكالة إغاثة إنسانية تعمل في غزة أن إسرائيل فشلت في تحسين الوصول الإنساني خلال العام الماضي، على الرغم من صدور حكم من “محكمة العدل الدولية” يطالب باتخاذ إجراءات فورية لحماية الفلسطينيين في غزة من أعمال الإبادة الجماعية وخطر الضرر الذي لا يمكن إصلاحه لحقوقهم.
ودعت الوكالات الإغاثية الدولية إلى المساءلة وعدم تكرار نفس دوائر الإهمال والإفلات من العقاب مع بدء التوقف المؤقت للأعمال العدائية الذي يسمح بتدفق المساعدات
ووجد مسح جديد شمل 35 مؤسسات إغاثية تعمل في قطاع غزة أن إسرائيل فشلت في تحسين دخول المساعدات الإنسانية خلال العام الماضي، على الرغم من حكم صادرعن محكمة العدل الدولية يطالب باتخاذ إجراءات فورية لحماية الفلسطينيين في غزة من أعمال الإبادة الجماعية وخطرالإضرار بحقوقهم الذي لا يمكن إصلاحه.
وكشف المسح الذي تم إجرائه على عدد من المنظمات الدولية الإغاثية من بينها منظمة أوكسفام والإغاثة الإسلامية وأطباء العالم ومنظمة آكشن إيد الدولية والمجلس النرويجي للاجئين، كيفية رفض وتقييد المساعدات والإمدادات والخدمات من الدخول إلى غزة وفي داخلها من قبل إسرائيل بشكل منهجي منذ الحكم الصادرعن محكمة العدل الدولية في 26 كانون ثاني 2024.
أشار هذا المسح إلى الامور التالية حتى بدء وقف إطلاق النار المؤقت:
• أشارت %89 في المائة من المنظمات الدولية الإغاثية التي شملها المسح إلى سوء الإجراءات الإسرائيلية المتعلقة بتقديم المساعدة منذ صدور حكم محكمة العدل الدولية.
• أشارت 93% من المنظمات الدولية الإغاثية التي شملها الاستطلاع إلى تدهور الوضع الإنساني للسكان الذين يتلقون مساعداتها وخدماتها.
• أشارت 100 % من المنظمات الدولية الإغاثية الدولية التي شملها الاستطلاع والتي تستورد الإمدادات الإنسانية إلى غزة إلى أن الإجراءات الإسرائيلية لدخول المساعدات كانت غير فعالة، أو عملت على إعاقة الاستجابة الإنسانية بشكل منهجي ، أو لم تكن كافية لتلبية الاحتياجات الضخمة.
• أشارت 95% من من المنظمات الدولية الإغاثية التي تستورد المساعدات داخل قطاع غزة إلى مواجهة تأخير بانتظام، حيث أبلغ البعض عن تأخير لأكثر من شهرين.
• أبلغت من المنظمات الدولية الإغاثية عن رفض دخول مستلزمات أساسية مثل معدات الحماية الشخصية والقماش المشمع، ومستلزمات الشتاء، والمطابخ المتنقلة، وحقائب النظافة، والأغذية والمواد التعليمية بحجة «الاستخدام المزدوج» – حيث تقدر إسرائيل بوجود إحتمالة لاستعمال هذه المستلزمات لأغراض عسكرية.
وتحدثت مسؤولة السياسات في منظمة الأوكسفام، بشرى الخالدي ” إن التمعن في حجم المساعدات التي تدخل غزة في الوقت الحالي بعد إعلان وقف إطلاق النار المؤقت، ومقارنتها خلال 15 شهرا الماضية التي سبقت إعلان وقف إطلاق النار يظهر بشكل واضح مدى عرقلة إسرائيل للاستجابة الإنسانية منذ 15 شهرًا. كما يظهر الاستطلاع، فشل إسرائيل الكامل في تحسين الظروف الإنسانية، في تجاهل للقانون الدولي، في ظل منع دخول المساعدات المنقذة للحياة بشكل ممنهج. من الضروري تقييم الإخفاقات الماضية، حتى خلال وقف إطلاق النار. إننا نخاطر بتكرار دائرتي الإفلات من العقاب والإهمال بسبب إنعدام المساءلة والالتزام بحماية العمليات الإنسانية، مما يترك الملايين دون أمل في مستقبل أفضل “.
وهذا المسح جزء من نشرة سريعة تعدها المؤسسات غير الحكومية عن وصول المساعدات الإنسانية والتي تنظر في امتثال إسرائيل للتدبيرالذي أقرته محكمة العدل الدولية فيما يتعلق بتقديم المساعدة الإنسانية. أشارت هذه النشرة إلى أن توفير الضروريات مثل الغذاء والماء والوقود والمأوى والصرف الصحي في غزة كان أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب للحفاظ على حياة الفلسطينيين في غزة، وأن السياسات والإجراءات الإسرائيلية أدت إلى تفكيك البنية الإنسانية والبيئة التشغيلية في قطاع غزة.
وقال الدكتور جان فرانسوا كورتي، رئيس منظمة أطباء العالم: «الآن بعد أن وصلت المساعدات الآن إلى غزة، ستكون الأسابيع المقبلة حرجة ولكنها صعبة، بالنظر إلى مستوى الدمار الذي ألحقته إسرائيل بغزة وتدميرها شبه الكامل للبنية التحتية الإنسانية والقدرة التشغيلية».
-كشفت المسح عن الظروف الصعبة للغاية التي واجهها عمال الإغاثة في غزة، حيث شنت إسرائيل إعتداءات ممنهجة على الخدمات الأساسية والبنية التحتية الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني.
• نزوح 94% من العاملين في مجال المساعدات الإنسانية من المنظمات والوكالات التي شملها المسح على الأقل مرة واحدة والعديد منهم نزح عدة مرات.
• أشارت 72% من وكالات الإغاثة التي شملها الاستطلاع ألى أن مبانيها تضررت بسبب الهجمات الجوية أو البرية التي شنتها القوات الإسرائيلية مرة واحدة على الأقل منذ 26 يناير 2024، حيث أبلغت العديد من المنظمات عن هجمات متعددة. وتعرض مكاتب ما لا يقل عن 7 وكالات إغاثية في مدينة غزة للتدمير أو لأضرار جسيمة بالإضافة إلى تدمير العديد من المراكز الطبية التي تديرها المنظمات الإغاثية الدولية.
• إجبار 93 % من المنظمات الدولية الإغاثية التي شملها الاستطلاع إلى نقل عملياتها التشغيلية مرة واحدة على الأقل منذ صدور حكم محكمة العدل الدولية، ويرجع ذلك أساسا إلى أوامر النزوح الإسرائيلية والهجمات العسكرية. اضطرت جميع المنظمات الدولية الإغاثية تقريبًا إلى تغير أماكن عملهم عدة مرات.
وسلطت هذه النشرة الضوء أيضا على فشل الدول الثالثة الأعضاء في الوفاء الكامل بالتزاماتها بمنع الجرائم الفظيعة، بما في ذلك خطر الإبادة الجماعية. كما تؤكد على أن بعض الدول تواصل تزويد حكومة إسرائيل بالأسلحة والدعم، بينما تمتنع عن التنديد بالانتهاكات أو اتخاذ إجراءات هادفة لمنع تلك الانتهاكات.
ودعت الوكالات الإغاثية إلى استمرار وصول المساعدات الإنسانية دون معيقات، كما تدعو المجتمع الدولية إلى التصدي على وجه السرعة للإنتهاكات الإسرائيلية المستمرة للقانون الدولي.
وتحدثت مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد الدولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، رهام جعفري : ” ليس من الضروري فقط وصول المساعدات الإنسانية فوريًا فحسب، بل هنالك ضرور أيضا لإدخال المساعدات بشكل مستدام وبدون عوائق. يجب حماية حقوق الفلسطينيين في غزة من أعمال الإبادة الجماعية، كما يجب محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي. ستتعمق معاناة السكان وسيتم إنسداد الطريق الى العدالة والسلام في ظل انعدام المساءلة الهادفة”.