كتب وسام زغبر: في مدينة تغفو على أصوات المدافع، وتستيقظ على الحطام، تنبض القلوب بالخوف والأمل. هنا غزة… حيث الحياة صراع مستمر من أجل البقاء.
صوت أزيز الطائرات الحربية الإسرائيلية لا يتوقف، ودوي الانفجارات يهز أرجاء المنطقة. أم تحتضن أبناءها، وأطفال يبكون من الخوف والرعب الذي أصابهم… الجميع يتساءل: أين القصف؟ وهل من ضحايا؟
المستشفيات في مرمى النيران: أزمة طبية خانقة
مستشفيات غزة تعج بالجرحى، والأطباء يعملون بلا توقف. الأدوية والمعدات الطبية لم تعد تكفي، بل أصبحت المشافي في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، مما زاد من معاناة المرضى والجرحى.
مؤسسات مدمرة: المدارس والمساجد لم تسلم من القصف
تحولت المدارس والجامعات ودور العبادة إلى ركام، وبعضها أصبح مراكز إيواء للنازحين. رغم ذلك، لم تسلم من القصف الإسرائيلي الهمجي، الذي استهدف كل شيء بحجج وذرائع واهية.
إبادة جماعية بأسلحة مختلفة
أشهرت دولة الاحتلال الإسرائيلي كافة أنواع الأسلحة الفتاكة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من القتل والاعتقال التعسفي إلى التدمير والتهجير، وصولاً إلى سلاح التجويع والتعطيش.
حصار خانق: خنق الحياة في غزة
منذ الأسبوع الأول للحرب، التي بدأت في السابع من أكتوبر 2023، فرضت إسرائيل حصارًا مشددًا على غزة. أوقفت إدخال كافة أنواع المحروقات، خاصة تلك التي تغذي محطة الكهرباء الوحيدة، ومنعت دخول المواد الغذائية والسلع الأساسية، مما فاقم الأوضاع الإنسانية.
مجازر بلا حدود: غزة تواجه محرقة جديدة
ارتكبت دولة الاحتلال مئات المجازر التي تجاوزت حدود المحرقة، ولكن في هذه المرة ارتكبت تلك الجرائم على يد من يدعون أن النازيين الألمان ارتكبوا بحقهم المحرقة «الهولوكوست»، إذ قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين، حيث وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 46 ألف شهيد وتجاوز عدد الجرحى حاجز ال 111 ألف فيما يتجاوز عدد المفقودين 12 الفا، ودمرت قوات الاحتلال أكثر من 80% من مباني ومنشآت قطاع غزة، ما بين تدمير كلي وجزئي.
الإعلام تحت القصف: استهداف الصحفيين لكتم الحقيقة
الصحفيون في غزة كانوا شهودًا على جرائم الإبادة، لكنهم أيضاً أصبحوا أهدافًا مباشرة للقصف الإسرائيلي. مئات الشهداء والجرحى في صفوف الإعلاميين، فيما تم تدمير مؤسساتهم الإعلامية ومنازلهم، في محاولة لتغييب الصورة وحجب الحقيقة.
في غزة، قد تُدمر المنازل، لكن الأرواح تظل صامدة. هنا، حيث الحياة لا تعرف الاستسلام، يبقى الأمل أقوى من الدمار.
وقف إطلاق النار: فرحة ممزوجة بالألم
مع إعلان وقف إطلاق النار، علت أصوات المواطنين تعبيرًا عن ابتهاجهم بتوقف القتل والتدمير والتجويع. وفي الصباح التالي، بدأ أهالي غزة بتفقد منازلهم بعد انسحاب قوات الاحتلال.
وبدأت المساعدات الإنسانية والسلع التجارية تغزو اسواق قطاع غزة وتشهد السلع انخفاضاً لتصبح في متناول العدد الأكبر من المواطنين.
عودة النازحين: رحلة البحث عن الحياة
بعد سبعة أيام على وقف إطلاق النار، بدأ النازحون بالعودة إلى مدنهم المدمرة. وبين الركام، حاولوا إعادة بناء ما تبقى من منازلهم، بينما لجأ آخرون إلى نصب الخيام فوق الأنقاض، في رسالة تحدٍ واضحة: ثقافة البناء ستنتصر على ثقافة الدمار، وهي موجهة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومن يسير في فلكه في السعي لتهجير أهالي قطاع غزة، تارة بعزمه شراء القطاع وتحويله إلى سنغافورة جديدة أو ريفيرا الشرق الأوسط، وتارة تحت أباطيل اخلاء غزة لأجل إعمارها وتارة ثالثة منح دول مجاورة اجزاءً منها.
غزة باقية رغم العدوان
وسط الخراب، يبعث الفلسطينيون رسالة واضحة: «نحن هنا ولن نرحل»، رغم كل المخططات الأميركية والإسرائيلية لتهجير أهالي غزة، يثبت أهلها يومًا بعد يوم أن الاحتلال والاستعمار إلى زوال، وأن إرادة الحياة أقوى من القهر والحرمان، وثقافة البقاء ستطغو على ثقافة الموت والعدوان.