مصير نتنياهو بين الحرب والانتخابات

كتب حمزة البشتاوي: بعد الرسائل القوية من قطاع غزة ولبنان، يتوقع أن يلجأ بنيامين نتنياهو المصاب بالفشل وعدم القدرة على تحقيق ما يعلن عنه من أهداف، إلى خيار توسيع العمليات العسكرية في الضفة الغربية، خاصة في طولكرم وقلقيلية وجنين ونابلس وطوباس وقباطية وكافة مخيمات الضفة الغربية، وهو يعتبر هذه العمليات بديل عن عدم القدرة على العودة إلى الحرب، وهي أيضاً تقلل من المخاطر المحدقة بمستقبله السياسي أو تأخرها، كما أنه يعتبرها جائزة ترضية يقدمها لليمين المتطرف للحفاظ على ائتلافه الحكومي الحالي وإبقاء وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى جانبه، كما أن هذه العمليات من وجهة نظر نتنياهو تفتح الباب أمام التهجير القسري من الضفة الغربية باتجاه الأردن، وتساهم في بقائه بالسلطة لأطول فترة ممكنة.

وفي الحديث عن عدم قدرة نتنياهو على العودة إلى الحرب فإن الجيش الإسرائيلي ما زال يرغب في شن حرب جديدة على قطاع غزة بقيادة رئيس الأركان الجديد إيال زامير وبدعم سياسي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وبالتزامن مع تصعيد العمليات العسكرية في الضفة الغربية وصل التموضع العسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مستوى غير مسبوق في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية منذ العام 1967، ويقوم جيش الاحتلال بحملات اعتقال واسعة شملت قيادات من مختلف الفصائل الفلسطينية إضافة لاستهداف المدنيين وتدمير المنازل والبنى التحتية، ولكن هذه الأعمال العدائية لم تغطي على حالة الإفلاس السياسي والعسكري والأمني لنتنياهو، وسوف يؤثر ذلك على مستقبله السياسي خاصة بعد شعوره بالخيبة والهزيمة من مشهد التشييع المهيب للأمينين العامين لحزب الله السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، وقبل ذلك مشاهد عودة الناس إلى شمال قطاع غزة وجنوب لبنان، ولم يبقى لدى نتنياهو اليوم سوى الدعم السياسي الذي يوفره له الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ولكن نتنياهو قد يفشل على المستوى الداخلي بالحفاظ على الائتلاف الحكومي الحالي مما سيؤدي إلى الذهاب نحو انتخابات مبكرة تضع حداً لمسيرته السياسية بشكل نهائي، وهذا ما قد نراه يحصل في الأشهر الثلاثة القادمة، حيث سيقوم المجتمع الإسرائيلي المؤيد لإجراء انتخابات مبكرة بعد فقدان الثقة بنتنياهو بإسقاطه وإنهاء مستقبله السياسي كونه هو الذي يتحمل أكثر من غيره مسؤولية الفشل والهزيمة.

عن Atlas

شاهد أيضاً

راسم عبيدات يكتب : امريكا واسرائيل عدوانية غير مسبوقة

اطلس:واضح بان هناك تماهي كامل بين قوى اليمين التلمودي التوراتي الصهيوني،وبين قوى اليمين الإنجليكاني اليميني …