مروان طوباسي يكتب : ما بين ذكرى إستشهاد أبو جهاد وأختطاف مروان ويوم الأسير ونمط الإستثمار

اطلس:الثوريون لا يموتون بل يخلدهم التاريخ ، والأسرى الأبطال يبقون نماذج حية يصنعون التاريخ وأسطورة الصمود . ففي السادس عشر من شهر الربيع الفلسطيني نيسان ، شهر حكاية درويش وزهر اللوز ، وفي كل عام حين تعود الذاكرة بنا لحضرة الغياب ، نتذكر رجل وقائد ونموذج كفاحي ، كما نتذكر اَخرين من نماذج الحقيقة الثورية .

فكان خليل الوزير “أبو جهاد” واحداً من هؤلاء والقائد العملي لكفاحاً مسلحاً ولأنتفاضة الحجر ، وبذلك جسد الوطنية من خلال طريق وحدة المناضلين رغم التباينات الفكرية والتنظيمية في مرحلة الصعود الوطني  وفي اطار “قاوم” القيادة الوطنية الموحدة للأنتفاضة الكبرى . فزرع بذلك روح المقاومة في أجيال ما زالت تسير حتى اليوم على ذلك النهج الثوري حتى دحر الأحتلال وصولاً للحرية والأستقلال الوطني .

وقبل ٢٤ عاماً في مثل هذا اليوم أيضا اختطف أعداء الأنسانية والحرية الأخ القائد مروان البرغوثي “أبو القسام” ، هذا الانسان المتواضع والمتماثل مع شعبه ليعانق إخوانه الأسرى الأبطال في سجون أبشع أحتلال فاشي ، فيصمدون معاً أمام وحشية الجلاد ويقاومون بكرامة واعتزاز وشموخ المناضلين من أجل ان يبقوا وتبقى كرامة شعبنا وكفاحه العادل .

ويبقى آسرانا الأبطال الذين تطول قائمتهم وهم يقتربون من حريتهم في ذكرى ١٧ نيسان يوم الأسير الفلسطيني نجوم ما زالت تضيئ لنا طريق الوحدة والأنتصار .

لقد رحل القائد الوطني “أبو جهاد” ومعه عشرات الآلاف من الشهداء الآخرين جسداَ ، وبقي مروان البرغوثي واحمد سعدات وعبدالله والروم وغيرهم من الأسرى الأبطال ينتظرون عناق شعبنا وحريتهم . فمنهم من قدم روحه ومنهم ما زال يحملها على أكفهِ من أجل حريتنا نحن ، ليمثلون برحيلهم وصمودهم فكراً ونهجاً من أجل الأرض والهوية والكرامة الوطنية ، فكانوا أول الرصاص وأول الحجارة . وبشموخهم في مقدمة شعبنا ستبقى أرضنا بمخيماتها وقراها ومدنها عصية على الأحتلال مهما تجاوزت جرائمه من فظائع ، وسيبقى شعبنا متمسكاً بكافحه الوطني التحرري حتى وقف حرب الإبادة والأقتلاع القذرة ضد أهلنا في غزة هاشم وكل فلسطين ، ومن أجل دحر الأحتلال نحو تحقيق أحلام الشهداء كنجوم تحوم بالسماء فوق رؤوسنا ، ومن أجل ما ضحى الأسرى به من مساحة حريتهم لأجل حريتنا نحن في وطن حُر لشعبٍ من الأحرار  .

واليوم وفي ظل تلك الذكريات وهذا النضال المستمر لشعبنا في مواجهة جرائم الأحتلال من اجل بناء وطن حُر ، يتجلى دور الأستثمار الوطني ليس كأداة للتظاهر أو الترف المُنفصل عن معاناة الناس ، بل كحق وضرورة لبناء أقتصاد وطني مقاوم يدعم الكفاح والتحرر الوطني لكي يكون حينها مجدياً . فالأستثمار الحقيقي هو ذلك الرأسمال الوطني الذي يواصل تعزيز الصمود والبنية المجتمعية ، ويُعيد صياغة مستقبل يعكس إصرار الشعب على العدالة والحياة الحرة الكريمة للجميع ، معتمداً على قيم المسؤولية والشفافية دون أحتكار او أستئثار .

وكما تَبقى الدعوة لوضوح الرؤية وللوحدة الوطنية وترسيخ اسس العمل الديمقراطي التشاركي الواسع لكل فئات شعبنا حاضرة في هذا الظرف المفصلي ، فالأستثمارات التي تخدم الشعب وتدعم أسسه الإقتصادية الإنتاجية والتعليمية والصحية هي حجر الأساس في مقاومة محاولات الأقتلاع والتهميش والنهب .

وتبقى ردود الفعل الشعبية صدى للوعي الجماعي الذي يُرفض أن يُحتفل بالإنجازات الاقتصادية على حساب معاناة الوطن والمواطن . فقد وصف الكثيرون من شعبنا بأن ما تم قبل أيام بافتتاح احد المراكز التجارية “حفلة فوق المقبرة “. حيث لا يُمكن أن يخترق وهج الأحتفالات الأستعراضية ظلام الألم والقتل والدمار الذي يُخلفه الأحتلال بشكل يومي . إنها دعوة لإعادة التفكير في نمط الأستثمار وأشكالهِ التي لا تستدعي كل تلك البهرجة المزيفة والنفاق ، بل توجيه الموارد بتواضع نحو بناء مستقبل يُجسد الأستقلال والعدالة والتقدم الأقتصادي والأجتماعي وربطهم بالمشروع الوطني التحرري

عن Atlas

شاهد أيضاً

مشروع قانون الانتخابات المحلية 2025 من منظور شبابي

اطلس:كتب حسين الديك: كان للمطالبات التي قدمتها الكثير من مؤسسات المجتمع المدني والكثير من الخبراء …