اطلس:وصل الوفد الإيراني برئاسة وزير الخارجية عباس عراقتشي إلى العاصمة الإيطالية روما، اليوم السبت، للمشاركة في جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، تجري بوساطة سلطنة عُمان، وتتناول الملف النووي الإيراني.
ومن الجانب الأميركي، يترأس الوفد المفاوض المبعوث الرئاسي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
طهران تؤكد: “ذاهبون نحو اتفاق متوازن لا استسلام”
وفي تصريح من طهران، شدد علي شمخاني، مستشار قائد الثورة الإسلامية، على أنّ الوفد الإيراني يتوجه إلى روما بكامل الصلاحيات للتوصل إلى اتفاق شامل، مبني على تسعة مبادئ رئيسية، هي: الجدية، الضمان، التوازن، رفع العقوبات، رفض النموذج الليبي/الإماراتي، تجنّب التهديد، السرعة، كبح الأطراف المزعجة (مثل إسرائيل)، وتسهيل الاستثمار.
وذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة ستنطلق في الساعة الثانية ظهراً بتوقيت طهران (الواحدة والنصف ظهراً بتوقيت القدس).
جولة قد تمتد حتى الغد
وستعقد اللقاءات بين الطرفين في مقر البعثة العمانية، ومن المتوقع أن تستمر حتى صباح يوم غد الأحد، مشيراً إلى أن الجانب الأميركي لم يطرح بعد رؤية واضحة بشأن مطالبه من طهران.
وكان عراقتشي، أحد مهندسي الاتفاق النووي الموقّع عام 2015، قد صرّح يوم أمس من موسكو عقب لقاء مع نظيره الروسي، بأن الوفد الإيراني “لمس قدراً من الجدية” من الطرف الأميركي في الجولة الأولى، لكنه أبدى تشككاً في نوايا واشنطن، مؤكداً في الوقت ذاته أن التفاوض المباشر لا يزال غير مطروح.
تطورات تأتي في ظل موقف أميركي متردد
وتأتي هذه الجولة بعد أسبوع على جولة أولى أُجريت في سلطنة عُمان وُصفت بأنها “بنّاءة”، ووسط تصريحات أميركية متباينة، إذ قال الرئيس دونالد ترامب الخميس الماضي إنه “لا يتعجل الخيار العسكري ضد إيران”، مضيفاً أنه يعتقد أن طهران “ترغب في الحوار”.
أما وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، فقد أعرب عن أمله في “محادثات مثمرة تؤدي إلى حل سلمي طويل الأمد”، مطالباً الدول الأوروبية بتحديد موقفها من تفعيل “آلية الزناد”، التي قد تعيد فرض العقوبات تلقائياً على إيران، وتنتهي مهلة تفعيلها في أكتوبر المقبل.
إيران ترفض مناقشة قدراتها الدفاعية
ورداً على دعوات أميركية لبحث ملف الصواريخ البالستية ودعم طهران لحركات المقاومة في المنطقة، أكد عراقتشي أن “القدرات العسكرية الإيرانية دفاعية بحتة”، مشدداً على أن بلاده “لا تسعى لامتلاك أو تطوير سلاح نووي”.
من جهته، صرّح مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية، كاظم غريب آبادي، بأن وقف الصناعات النووية “ليس مطروحاً للنقاش إطلاقاً”، في رد مباشر على تصريحات المبعوث الأميركي، الذي أشار إلى ضرورة تخلّي طهران عن تخصيب اليورانيوم.
المصدر: “الميادين”