كرة القدم مسرح..انتصار أو مأساة، خيال أو مهزلة..لكن هناك لحظة قبل أن يُرفع الستار، حيث تكون الخشبة ساكنة، والأضواء خافتة، ويخيم صمت مشحون بمزيج من التوتر.
هذا بالضبط هو المكان الذي وجد فيه برشلونة وريال مدريد نفسيهما مساء أمس السبت.
التقى برشلونة وريال مدريد في إشبيلية ضمن ثالث كلاسيكو هذا الموسم، وذلك في نهائي كأس ملك إسبانيا.
كانت هذه المواجهة هي اللقاء رقم 260 بين أكبر ناديين في إسبانيا، وحملت نتيجة المباراة المثيرة أهمية قصوى لكلا الفريقين.
وانتهت المباراة بفوز مثير لبرشلونه على ريال مدريد 3-2.
سجل بيدري هدف التقدم لبرشلونة في الدقيقة 28 من على حافة منطقة الجزاء، بينما سجل مبابي هدف التعادل في الشوط الثاني، بعد أن شارك في الدقيقة 46 بديلا للاعب رودريجو.
وقدم برشلونة موسما مذهلا تحت قيادة هانسي فليك، وتمثل بطولة الكأس اللقب الثاني في سعي النادي لتحقيق ثلاثية تاريخية.
ولكن برشلونة كان غير دقيق في استغلال الفرص في هذه المباراة.
لقد سيطروا على الاستحواذ، لكن ريال مدريد كان الفريق الأفضل منذ دخول كيليان مبابي المباراة.
إنها أول مباراة نهائية لكأس ملك إسبانيا للقبطان الفرنسي، وقد ترك بصمته بالفعل.
كان كيليان مبابي قريباً من تسجيل هدفه الثاني بعد أن مرر فينيسيوس جونيور الكرة إليه، لكن برشلونة نجح في إبعادها.
لوكا مودريتش نفذ الركنية الناتجة، ولكن عرضيته تم حجبها، فجأة، وجد برشلونة نفسه في موقف دفاعي حرج، ولكن يبدو أنهم قد أدركوا حجم هذه اللحظة.
الأشواط الإضافية بدت مرجحة، لكن لا شيء كان مستحيلا في تلك المباراة.
وسجل فيران توريس هدف التعادل لبرشلونه في الدقيقة 84.
وفي الأشواط الإضافية والتي امتدت لشوطين، أحرز كوندي هدف الفوز لبرشلونه بعد تبديل أثار الجدل قام به أنشلوتي بخروج رودريجر ودخول إندريك فيليبي وهو ما جعل وسط الملعب مفتوحا أمام برشلونة ليخطف هدف الفوز وتنتهي المباراة 3-2.
وكان كيليان مبابي قريبًا من تسجيل هدفه الثاني بعد أن مرر فينيسيوس جونيور الكرة إليه، لكن برشلونة نجح في إبعادها.
خطة فليك التي أطاحت بريال مدريد في نهائي الكأس
تعرض ليفاندوفسكي لإصابة عضلية خلال فوز برشلونة 4-3 على سيلتا فيغو في الدوري الإسباني الأسبوع الماضي.
ويتحفظ النادي الكتالوني بشأن مدى خطورة الإصابة، ولكن من المتوقع أن يغيب المهاجم البولندي لعدة أسابيع، وهو ما هدد بضربة قوية للفريق خلال الكلاسيكو.
ورغم أن رافينيا ولامين يامال غالبًا ما يتصدران العناوين، إلا أن ليفاندوفسكي قدم موسمًا رائعًا، حيث واصل المهاجم البالغ من العمر 38 عامًا تألقه المعتاد وسجل أهدافًا غزيرة لصالح برشلونة، وجاءت مشاركته مفاجأة بعض تقارير الابتعاد نتيجة اصابة بشد في العضلة الخلفية.
تقدم برشلونة في الشوط الأول بهدف بيدري، لكن الهدف لم يكن كافيًا لإيقاظ ريال مدريد من بدايته الباهتة في النهائي.
خلال أول 25 دقيقة، فرض الفريق الكتالوني سيطرته بشكل واضح رغم قلة الفرص الواضحة التي صنعها.
لامين يامال أحدث فوضى لدفاعات مدريد، الذين عانوا في احتواء المراهق الموهوب ورافينيا على الجهة الأخرى.
كان مبابي يجري عمليات الإحماء مع اقتراب نهاية الشوط، ويبدو أن ريال مدريد بحاجة ماسة إلى بعض من سحر المهاجم الفرنسي.
أفضل لحظات فوز برشلونة
اعتمد هنزي فليك على الجانب العاطفي بشكل كبير وليس التكتيكي فقط حيث أشعل حماسة اللاعبين الذين وجدوا مساحات للظهور وصناعة الفرص خاصة في ظل غياب ليفاندوفسكي.
هدد يامين يامال مرمى ريال مدريد أكثر من مرة، ولكن ذلك لم يمنع أيضا المهاجم الشاب فينسيوس جونيور من المضى قدما أكثر من مرة تجاه مرمى برشلونة، إلا أنه اصطدم بالدفاع القوى وأيضا بيقظة تشيزني الحارس، كما تراجع الحكم عن احتساب ركلة جزاء لريال مدريد، وهو ما عزز من ثقة برشلونة خلال المباراة.
كما لم يتحسب أيضا ركلة جزاء لبرشلونة في الدقائق الأخيرة من المباراة والتي كانت من الممكن أن تحسمها لصالح برشلونة بدون الدخول في الأشواط الإضافية.
حُسم لقب كأس ملك إسبانيا مساء أمس في نسخة جديدة من الكلاسيكو، حيث التقى الغريمان برشلونة وريال مدريد في نهائي البطولة، وذلك لأول مرة منذ عام 2014.
وتلقى ريال مدريد دفعة قوية قبل انطلاق المباراة، حيث عاد كيليان مبابي إلى التشكيلة بعد تعافيه من إصابة طفيفة.
ركزت السردية التي سبقت المباراة على الحكام أكثر من اللاعبين، حيث أصدر ريال مدريد بيانًا أول أمس أعلن فيه نيته مقاطعة جميع الالتزامات الإعلامية قبل المواجهة، وذلك احتجاجًا على تعيين الحكم ريكاردو دي بورغوس بينغوتشيا، الذي ألمح النادي إلى أنه يحمل تحاملًا ضدهم ويميل لصالح برشلونة.
ما تميز به برشلونه أمس ليس فقط الإطار التكتيكي، بل الإطار العاطفي أيضا، حيث أثبت فليك قدرته على إدارة التوقعات والأنانية بدبلوماسية.
فعندما أبدى كل من فيران توريس، وهيكتور فورت، وأنسو فاتي استياءهم من جلوسهم على مقاعد البدلاء ضد سيلتا قبل مباراتين، لم يعاقبهم فليك، بل أشركهم جميعًا كأساسيين أمام مايوركا.
لم يكن ذلك عقابًا ولا مكافأة، بل كان تذكيرًا وتصريحًا بالنية: الفريق مكان للردود الإيجابية، لا للردود الانفعالية.
ومن خلال هذه الإيماءة، حوّل خيبة الأمل إلى حافز ذي هدف، ظهر واضحا في مباراة أمس.
ماذا تعني بطولة الكأس لموسم برشلونة الحالي؟
مباراة حبست أنفاس جماهير الفرقتين، حيث ساد الهدوء بعد أن خطف بيدري هدف برشلونه الأول، ومع محاولات يامين يامال لتشتيت الدفاع ومحاولات يائسة من فينسيوس لمرمى برشلونة توقع كثيرون أن الكأس حسمت لصالح الفريق الكتالوني.
إلا أن دخول مبابي في الشوط الثاني دفع بريال مدريد نحو هجوم وضغط منظم على برشلونة، ويبدو أن غياب التوازن الذي يحدثه ليفاندوفسكي قد أثر بالفعل على الفريق.
ضاعت عدة كرات من رافينيا، ولكن واصل بيدري هجومه من ناحية ويامين يامال من ناحية أخرى.
برشلونة سيطر على كل مقاييس المباراة الممكنة، لكنهم تأخروا في حسم النتيجة.
ريال مدريد أظهر شخصية قوية كبيرة للعودة من تأخره وتولي زمام القيادة في هذه المباراة.
لامين يامال مرر كرات رائعة فوق الدفاع، والتي وصل إليها فيران توريس قبل أنطونيو روديجر.
وسيحصل الفائز باللقب على مبلغ قدره 1.2 مليون يورو، وهو مبلغ أقل من العائدات المالية التي توفرها مسابقات أخرى.
فيما سينال الوصيف جائزة مالية قدرها مليون يورو، بينما حصلت جميع الأندية المشاركة في البطولة على مبلغ لا يقل عن 660 ألف يورو.
والتقى ريال مدريد وبرشلونة في نهائي كأس ملك إسبانيا 7 مواجهات وتعد مواجهة أمس هي ال8، حقق فيها فريق ريال مدريد 4 ألقاب، وحقق برشلونة 3 بطولات على حساب الميرنجي، كان آخر لقاء جمع بين ريال مدريد وبرشلونة في نهائي كأس ملك إسبانيا عام 2014، حيث حقق الفريق الملكي الفوز على البارسا بهدفين مقابل هدف.
وفاز ريال مدريد بكأس الملك 20 مرة قبل ذلك بينما فاز برشلونة به 31 مرة قبل نهائي أمس