إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والبرتغال تستدعي سفراء إسرائيل والاتحاد الأوروبي يدعو لمحاسبة المسؤولين

اطلس: في تصعيد خطير وغير مسبوق، أطلقت قوات الاحتلال، أمس الأربعاء، الرصاص الحي باتجاه وفد دبلوماسي أثناء وجوده بمدخل مخيم جنين.
وأفادت مصادر صحفية بأن جنود الاحتلال المتواجدين في مخيم جنين أطلقوا الرصاص الحي بشكل مباشر وكثيف تجاه الوفد الدبلوماسي أثناء تواجده في محيط مخيم جنين للاطلاع على أوضاع المخيم والحصار المفروض عليه.
وأشارت إلى أنه خلال تواجد الوفد قرب البوابة الحديدية التي نصبها الاحتلال على مدخل المخيم الشرقي أطلق جنود الاحتلال النار بشكل كثيف اتجاه الوفد ومجموعة من الصحفيين الذين يغطون الزيارة.
وضم الوفد سفراء مصر، والأردن، والمغرب، والاتحاد الأوروبي، والبرتغال، والصين، والنمسا، والبرازيل، وبلغاريا، وتركيا، واسبانيا، وليتوانيا، وبولندا، وروسيا، وتركيا، واليابان، ورومانيا، والمكسيك وسيريلانكا، وكندا، والهند، وتشيلي، وفرنسا، وبريطانيا وعدد من ممثلي الدول الأخرى.
وكان الوفد الدبلوماسي قد زار مقر محافظة جنين واطلع على أوضاع المدينة والمخيم، وقدم المحافظ شرحاً مفصلاً حول الوضع الاقتصادي للمدينة، وتأثير العدوان على مرافق الحياة والخسائر التجارية وتدمير البنية التحتية، إضافة لأوضاع 22 الف نازح أجبرهم الاحتلال على ترك منازلهم في المخيم.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ 121 على التوالي، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل المخيم بهدف تغيير معالمه وبنيته.
إدانة أوروبية وعربية
وفي ردود الفعل أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أنه وجّه باستدعاء السفير الإسرائيلي في روما للحصول على توضيحات رسمية بشأن ما حصل في جنين.
وطالبت الخارجية الإيطالية الحكومة الإسرائيلية بتوضيح ما حدث، وأكدت أن تهديد الدبلوماسيين أمر غير مقبول.
كما وصفت فرنسا ما جرى بغير المقبول، وقررت استدعاء السفير الإسرائيلي لديها، مشيرة إلى وجود فرنسيين بين أعضاء الوفد الذي زار مخيم جنين.
وفي خطوة مماثلة، أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه ألباريس استدعاء السفير الإسرائيلي في مدريد إثر إطلاق الجيش الإسرائيلي النار خلال زيارة دبلوماسيين لجنين.
وقالت الخارجية الإسبانية إن الهجوم على الوفد الدبلوماسي انتهاك لالتزامات إسرائيل كقوة احتلال، في حين قالت هولندا إنها تدرس اتخاذ إجراء ردا على الحادثة.
هذا وأعلنت البرتغال، مساء أمس، استدعاء السفير الإسرائيلي لديها احتجاجًا على إطلاق النار تجاه وفد دبلوماسي بجنين.
وأعربت الخارجية البرتغالية في بيان، عن تضامنها مع سفيرها الذي كان ضمن الوفد، وأكدت أنها ستتخذ “الإجراءات الدبلوماسية المناسبة” ردا على إطلاق النار.
وزارة الخارجية الألمانية استنكرت ايضا الاعتداء، وقالت إن الوفد ضم دبلوماسيا ألمانيا وسائقا من مكتب التمثيل في رام الله.
وأضافت أن “الوفد مسجل رسميا ويجري أنشطة دبلوماسية بالتنسيق مع كل من السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي”.
وجاء في البيان “يجب على الحكومة الإسرائيلية توضيح ملابسات الحادث فورا واحترام حرمة الدبلوماسيين”.
من جانبه، قال ماكسيم بريفو، وزير الخارجية نائب رئيس الوزراء البلجيكي، لقناة “الجزيرة” إنه شعر بصدمة إثر إطلاق إسرائيل النار على دبلوماسيين.
وأضاف بريفو أن زيارة الدبلوماسيين لجنين نُسقت مع الجيش الإسرائيلي وكانوا بقافلة من 20 مركبة يمكن تمييزها.
كما عبّر وزير خارجية أيرلندا سيمون هاريس عن صدمته من استهداف الدبلوماسيين وبينهم أيرلنديان.
وفي الإطار نفسه، أدانت وزيرة الخارجية الفنلندية إلينا فالتونين إطلاق النار في مخيم جنين ووصفته بالخطير، مؤكدة أنه يستحق الإدانة.
كما قال أندرياس كرافيك نائب وزير الخارجية النرويجي إنه يتعين حماية الدبلوماسيين، مضيفا أن بلاده تتوقع من إسرائيل احترام حصانتهم الدولية.
في السياق ذاته دعت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إسرائيل، إلى التحقيق في إطلاق الرصاص الحي تجاه الوفد الدبلوماسي.
وطالبت كالاس إسرائيل بمحاسبة المسؤولين عن هذا الاعتداء، مضيفة أن “أي تهديد لحياة الدبلوماسيين أمر غير مقبول، لذا، ولأن إسرائيل طرف في اتفاقية فيينا، فمن حقها، بل من واجبها، ضمان أمن جميع الدبلوماسيين الأجانب”.
في الاثناء دعت وزارة الخارجية التركية إلى تحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين.
وقالت الوزارة في بيان لها إن “هذا الهجوم، الذي عرّض حياة الدبلوماسيين للخطر، دليل آخر على تجاهل إسرائيل الممنهج للقانون الدولي وحقوق الإنسان”، مضيفة أن دبلوماسيا من قنصليتها في القدس كان من بين المجموعة.
وتابعت “يُشكل استهداف الدبلوماسيين تهديدا خطيرا ليس فقط لسلامة الأفراد، وإنما للاحترام والثقة المتبادلين اللذين يشكلان أساس العلاقات بين الدول”.
وعربيا أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، إطلاق قوات الاحتلال النار تجاه وفد دبلوماسي يضم أكثر من 25 سفيرا عربيا وأوروبيا، من بينهم السفير الأردني في رام الله، إلى جانب عدد من الصحفيين العرب والأجانب، أثناء قيامهم بجولة ميدانية في محافظة جنين.
واعتبرت الوزارة في بيان، على لسان الناطق الرسمي باسمها السفير سفيان القضاة، أن ذلك يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وجريمة تخالف جميع الأعراف الدبلوماسية.
وأعرب عن رفض المملكة المطلق، وإدانتها لهذا الاستهداف، الذي يُعد انتهاكا للاتفاقيات والأعراف الدبلوماسية، خصوصًا اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961، التي تحدد الإجراءات والضوابط الخاصة بالعمل الدبلوماسي، وتمنح الحصانات للبعثات الدبلوماسية.
ودعا القضاة، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وقف عدوانها على غزة بشكل فوري وتصعيدها الخطير في الضفة الغربية المحتلة، وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف الجرائم بحقه ومحاسبة المسؤولين عنها.
في غضون ذلك أدانت مصر، إطلاق جيش الاحتلال، الرصاص الحي، تجاه عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية من دول مختلفة، أثناء زيارتهم لمخيم جنين، ومن بينهم السفير المصري لدى دولة فلسطين.
وشددت مصر في بيان أصدرته وزارة خارجيتها، على رفضها المطلق للاعتداء، الذي يعد منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية، مطالبة “الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات تلك الواقعة”.
مطالبة فلسطينية بلجم الانفلات الوحشي
بدوره أدان نائب الرئيس، حسين الشيخ، بشدة، إقدام قوات الاحتلال اعلى إطلاق النار على المبعوثين الدبلوماسيين العرب والأجانب، الذين كانوا في زيارة تفقدية لمحافظة جنين.
وطالب الشيخ في بيان، صدر عنه، المجتمع الدولي بلجم هذا الانفلات الوحشي لقوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.
من جانبها عبرت وزارة الخارجية عن إدانتها لاستهداف الوفد الدبلوماسي، وأكدت في بيان أن “هذا الفعل العدواني يُعد خرقا فجّا وخطيرا لأحكام القانون الدولي، ولأبسط قواعد العلاقات الدبلوماسية المنصوص عليها في اتفاقية فيينا لعام 1961، والتي تضمن الحماية والحصانة للبعثات والوفود الدبلوماسية”.
وأشارت إلى أن استهداف ممثلي الدول الأعضاء المعتمدين لدى دولة فلسطين “يعد تصعيدا خطيرا في سلوك الاحتلال، ويعبّر عن استهتار ممنهج بالقانون الدولي وبسيادة دولة فلسطين وحرمة ممثلي الدول على أراضيها”.
وحمّلت الوزارة حكومة الاحتلال “المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا الاعتداء الجبان، مؤكدة أنه لن يمر دون محاسبة”، كما دعت المجتمع الدولي، وخاصة الدول التي ينتمي إليها أعضاء الوفد المستهدف، إلى اتخاذ مواقف واضحة وإجراءات رادعة بحق سلطات الاحتلال، ووضع حد لتماديها في ارتكاب الجرائم، بما في ذلك الاعتداء على الممثلين الدبلوماسيين المعتمدين.
وشددت الوزارة على أن الزيارة معلن عنها منذ 10 أيام، وشارك فيها سفراء وقناصل وممثلين عن 32 دولة ومنظمة دولية، بمركباتهم الدبلوماسية، والتقوا محافظ جنين وفعالياتها لمدة تزيد عن ساعتين، وانتقلوا في موكب دبلوماسي بسيارات تحمل لوحات ترخيص دبلوماسية معروفة ومميزة، لزيارة بوابة وضعها جيش الاحتلال على أحد مداخل المخيم، حيث مكث الوفد عندها ما يزيد على 15 دقيقة واستمع لشرح من محافظ جنين عما يتعرض له المخيم بوجود عدد كبير من الصحفيين قبل أن يبدأ جيش الاحتلال بإطلاق النار تجاه الوفد.
رئيس المجلس الوطني روحي فتوح أدان بدوره، جريمة إطلاق النار على وفد دبلوماسي معتمد لدى فلسطين، وأكد في بيان أن استهداف الدبلوماسيين يعد عملا إرهابيا وخرقا واستهتارا بالقانون الدولي، ودليلا على ثقافة جيش الاحتلال الإسرائيلي القائمة على عدم احترام أي قوانين دولية، أو أعراف دبلوماسية.
وقال إن هذا الاعتداء يكشف الوجه الحقيقي لجيش الاحتلال الذي لا يتردد في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين العزل، وقد قتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، ودمر المستشفيات، والمنشآت الطبية في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية والإنسانية.
وحمل رئيس المجلس الوطني، الاحتلال المسؤولية عن هذا الاعتداء، داعيا المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات الاقتصادية والسياسية، وعزل الاحتلال الإسرائيلي العنصري، وتحمل مسؤولياته تجاه هذه الانتهاكات المتكررة، والعمل بشكل عاجل على توفير الحماية الدولية لشعبنا، ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب.
كما أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عزام الأحمد، أن الاستهداف الوحشي للمبعوثين الدبلوماسيين، جريمة تضاف لسجله الدامي، وتؤكد للعالم أجمع أن جيش الاحتلال مستمر في جرائمه ضد أبناء شعبنا، وضد كل من يتضامن معه دون أي رادع.
وشدد على ضرورة التدخل لوقف جرائم الاحتلال ومستعمريه المستمرة ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، مشيرا إلى أن استهداف المبعوثين الدوليين رسالة واضحة لمدى عنجهية الاحتلال الذي يرى نفسه فوق المجتمع الدولي، وقرارات الشرعية الدولية.
الجيش الإسرائيلي يبرر
وأقرّ الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على المبعوثين الدبلوماسيين خلال زيارتهم مخيم جنين.
وقال في بيان: “في وقت سابق من أمس، دخل وفد دبلوماسي إلى جنين بتنسيق مُحكم. وخلال عملية التنسيق، مُنح أعضاء الوفد مسارا مُعتمدا لسلوكه، نظرا لتواجدهم في منطقة قتال نشطة”.
وزعم “وفقا للتحقيق الأولي، انحرف الوفد عن مساره ووصل إلى منطقة يُحظر البقاء فيها. أطلقت قوة من الجيش تعمل في تلك النقطة نيرانا مُراوغة. ولم تُسفر الحادثة عن أضرار أو إصابات”.
وتابع: “سيُجري قائد فرقة الضفة، ياكي دولف، تحقيقا فوريا في الحادثة. كما أمر قائد الإدارة المدنية، ضباط الوحدة بالتواصل فورا مع ممثلي الدول، وسيُجري قريبا محادثات شخصية مع الدبلوماسيين لاطلاعهم على نتائج التحقيق الأولي الذي أُجري في هذا الشأن.
وختم البيان: “يُعرب الجيش الإسرائيلي عن أسفه للإزعاج الذي سببه ذلك”.
وفي 21 كانون الثاني الماضي، بدأ جيش الاحتلال عدوانا عسكريا شمال الضفة استهله بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما، ثم وسّع عدوانه إلى مدينة طولكرم في 27 من الشهر نفسه.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد 969 مواطنا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا.

عن Atlas

شاهد أيضاً

فرنسا تقود “تسونامي دبلوماسي” لاعتراف غربي بفلسطين ووقف الحرب على غزة

اطلس:تقود فرنسا حملة دبلوماسية كبيرة ومهمة لإقناع الدول الغربية بالاعتراف بدولة فلسطينية، والإعلان عن ذلك …