اطلس:تتابع نقابة المحامين الفلسطينيين بقلق بالغ الخطوات التصعيدية التي تتخذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لفرض السيادة الفعلية على الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل المحتلة. فقد أقدمت سلطات الاحتلال مؤخراً على نقل الصلاحيات الإدارية والتنظيمية للحرم من بلدية الخليل الفلسطينية إلى ما يسمى بـ”مجلس إدارة الأماكن المقدسة اليهودية” التابع للمستوطنين في مستوطنة “كريات أربع”، وهو ما يشكل مساساً خطيراً بمكانة الحرم الإسلامية واعتداءً صريحاً على هوية المدينة التاريخية والدينية.
ويأتي هذا الإجراء في سياق سلسلة من السياسات التهويدية المتواصلة، أبرزها إغلاق الحرم أمام المسلمين خلال الأعياد اليهودية، ومنع رفع الأذان، وإجراء تغييرات معمارية في محيطه، بهدف تكريس تقسيمه الزماني والمكاني وفرض وقائع جديدة على الأرض.
إن نقابة المحامين الفلسطينيين، باعتبارها هيئة مهنية مدافعة عن سيادة القانون وحقوق الإنسان، تضع بين أيدي الجهات الوطنية والدولية هذه الورقة القانونية التي تقيّم التوصيف القانوني لهذه الأفعال وتُقدِّم توصيات عملية لمواجهتها.
أولاً: الخلفية القانونية والميدانية



ثانياً: التكييف القانوني للانتهاكات:
إن ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الحرم الإبراهيمي يُشكّل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي الإنساني، ويُعدّ جريمة حرب بموجب أحكام نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وذلك على النحو الآتي:










ثالثاً: موقف وتوصيات نقابة المحامين:
إن نقابة المحامين الفلسطينيين تؤكد أن هذه الإجراءات التهويدية بحق الحرم الإبراهيمي تُعد جزءاً من سياسة استعمارية ممنهجة تهدف إلى طمس الهوية الفلسطينية وفرض السيادة الإسرائيلية على الأراضي المحتلة، في مخالفة جسيمة لأحكام القانون الدولي، وللالتزامات المترتبة على سلطات الاحتلال بموجب اتفاقيات لاهاي (1907) وجنيف الرابعة (1949)، وللقرارات الدولية التي تعتبر الحرم الإبراهيمي جزءاً لا يتجزأ من التراث الإسلامي والإنساني، ومنها قرارات اليونسكو التي أكدت على الطابع الإسلامي الخالص للحرم.
توصيات النقابة:
1. توصي النقابة بتكثيف التحرك الدبلوماسي والقانوني لدى منظمة اليونسكو لمطالبتها بإرسال بعثة تقصي حقائق إلى الموقع وتوثيق الانتهاكات.
2. تطالب النقابة مجلس حقوق الإنسان والأمين العام للأمم المتحدة بالتحرك العاجل لحماية الحرم من محاولات تهويده.
3. تدعو النقابة جميع نقابات المحامين في العالم إلى إعلان التضامن مع الحق الفلسطيني المشروع في حماية مقدساته، في وجه هذه السياسات الاستعمارية.
4. كما تدعو النقابة إلى تشكيل لجنة قانونية خاصة لمتابعة الانتهاكات الواقعة على الحرم الإبراهيمي، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.
وفي الختام، تؤكد نقابة المحامين الفلسطينيين على أن المساس بالحرم الإبراهيمي هو اعتداء على الذاكرة الدينية والثقافية والإنسانية للشعب الفلسطيني، وتهديد مباشر للقانون الدولي، مما يحتم بذل كل جهد ممكن في المسار القانوني الدولي لحماية هذا المعلم الإسلامي التاريخي، والدفاع عن الحقوق الوطنية والدينية غير القابلة للتصرف.
تحريراً في 26/7/2025
نقابة المحامين الفلسطينيين