اطلس: قال مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” أن الأطفال الفلسطينيين يعيشون تحت وطأة احتلال طويل الأمد تاركاً آثاراً عميقة على طفولتهم وأحلامهم. وقال المركز لا تقتصر معاناتهم على الحرمان من الحقوق الأساسية مثل التعليم واللعب، بل تتعداها إلى خطر القتل، الاعتقال، والتهجير القسري. فقصص أطفال فلسطين في قطاع غزة وفي عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة تُجسد مأساة إنسانية متواصلة، حيث تصبح الطفولة نفسها ضحية للاحتلال وسياساته العنصرية. وقال المركز أن الطفولة الفلسطينية ما زالت مسلوبة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ففي الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للطفل في ال 20 من تشرين ثاني من كل عام بيوم الطفل والذي يمثل اليوم الذي أقرت فيه الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في العام 1989م والتي تؤكد على حقوق الطفل كافة وأهمها الحق في الحياة والرعاية الصحية الجيدة والتغذية والتربية والحماية، ما زال الاحتلال الإسرائيلي يمعن في انتهاك حقوق أطفال فلسطين في تحدي صريح لهذه الاتفاقية ولكل ما تشتمل عليه من حقوق خاصة وملزم للأطفال من كافة الدول والحكومات.
وشدد مركز “شمس” في بيان وصل لوطن نسخة عنه على أن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على الشعب الفلسطيني والاستهداف المنظم للأطفال يشكل وصمة عار على جبين هذا الاحتلال والمجرم وعلى جبين كل الدول التي تدعمه وتتماهى مع مخططاته العدواني ، اذ بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة منذ 7/10/2023م حوالي (43922 )شهيد ، من بينهم حوالي( 17385) طفل، و (11891) امرأة ، مما يؤكد على الاستهداف المنظم من قبل الاحتلال للأطفال والذي يتمثل في القتل والتدمير والإفناء والإرهاب والإبادة الجماعية دون النظر إلى أي اعتبارات إنسانية أو أخلاقية مع وجود حكومة أكثر فاشية وأكثر يمينية تسيطر عليها أحزاب دينية مشبعة بالفكر الصهيوني القائم على المرجعية التوراتية التلمودية والتي تعتبر أن أرواح غير اليهود هي أرواح شيطانية وشبيهة بأرواح الحيوانات، وان قتل غير اليهودي لا يعتبر جريمة بل هو تقرب إلى الله، ويستندون في ذلك إلى سفر يشوع في التوراة والذي يمثل مرجعية العنف والإرهاب والتدمير في الفكر الصهيوني.
وحذر مركز “شمس” من الكارثة الإنسانية التي يعيشها أطفال قطاع غزة بسبب انهيار الجهاز الصحي وانتشار الأوبئة على نطاق واسع وخاصة التهاب الكبد وحالات الإسهال، إضافة إلى الأمراض الجلدية بسبب قلة النظافة والاستحمام وهذا يعود إلى العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ، وما رافقه من ظروف صعبة وازدحام شديد في مراكز الإيواء ومخيمات اللجوء وعدم توفر المياه الصالحة للشرب والمياه اللازمة للنظافة الشخصية، وعدم توفر الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية، وتدمير شبكات الصرف الصحي والافتقار إلى أدوات النظافة الشخصية، وانتشار النفايات في مراكز النزوح والمخيمات، وتعطل خدمات البلديات .
وادن مركز “شمس” كافة أعمال العنف والإرهاب المنظمة التي تمارسها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحق أطفال فلسطين سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة والتي تحرمهم من كافة حقوقهم وعلى رأسها الحق في الحياة والحق في التعليم والق في اللعب، فمن حق أطفال فلسطين كغيرهم من أطفال العالم الحياة والتعليم واللهو واللعب في الحدائق والملاعب والملاهي والمنتزهات، ومن حق عائلاتهم أن تملأ البهجة بيوتهم بحبهم وشغفهم للحياة لأطفالهم.
وندد مركز شمس بالصمت الدولي الحكومي والمؤسساتي عن جرائم الاحتلال بحق أطفال فلسطين والذين يقتلون ويحرمون من الحياة ومن الرعاية الطبية والعلاج ويموتون جوعا بسبب الحصار والإغلاق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، إن هذا الصمت الدولي يكشف عن الانتقائية وسياسة المعايير المزدوجة التي تتعامل بها تلك الدول المؤسسات مع حقوق الأطفال ، بناء على جنسية الضحية وجنسية الجاني وليس بناء على الانتهاك الجسيم لحقوق الطفل، فعندما يتعلق الأمر بالأطفال الفلسطينيين، تصمت تلك الدول والمؤسسات ، مما يُعري تلك الدول والمؤسسات ويكشف عن مدى التناقض وعدم المصداقية في التعامل مع حقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بحقوق الأطفال الفلسطينيين.
وأكد مركز “شمس” على أن ما يتعرض له أطفال فلسطين يشكل انتهاكاً جسيما للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان وخاصة لاتفاقية جنيف الرابعة وللبرتوكول الاختياري الثاني الملحق بها والتي تؤكد على توفير حماية خاصة للأطفال في النزاعات المسلحة ذات الطابع الدولي والغير دولي كونهم من المدنيين وكونهم من الفئات التي لا تشترك في الأعمال الحربية، إذ نصت المادة رقم(14) من اتفاقية جنيف الرابعة على( يجوز للأطراف السامية المتعاقدة في وقت السلم، ولأطراف النزاع بعد نشوب الأعمال العدائية أن تنشئ في أراضيها، أو في الأراضي المحتلة إذا دعت الحاجة، مناطق ومواقع استشفاء وأمان منظمة بكيفية تسمح بحماية الجرحى والمرضى والعجزة والمسنين والأطفال دون الخامسة عشرة من العمر، والحوامل وأمهات الأطفال دون السابعة)، والمادة رقم (17) من نفس الاتفاقية نصت على أن( يعمل أطراف النزاع على إقرار ترتيبات محلية لنقل الجرحى والمرضى والعجزة والمسنين والأطفال والنساء من المناطق المحاصرة والمطوقة)، والمادة رقم (24) من نفس الاتفاقية والتي نصت على أطراف النزاع( أن تتخذ كافة التدابير الضرورية لضمان عدم إهمال الأطفال دون الخامسة عشرة الذين تيتموا أو تفرقت عائلاتهم وان تضمن رعايتهم وإعالتهم وتعليمهم)، وهي أيضا انتهاك صارخ وكبير للقانون الدولي لحقوق الإنسان وخاصة للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل لسنة1989م، التي تضمن حماية الأطفال وعدم تعرضهم للمخاطر وتوفير سبل العيش الكريم والأمان والرعاية لهم، إذ نصت المادة رقم(38) من الاتفاقية(تتعهد الدول الأطراف بأن تحترم قواعد القانون الإنساني الدولي المنطبقة عليها في المنازعات المسلحة وذات الصلة بالطفل وأن تضمن احترام هذه القواعد، وتتخذ الدول الأطراف جميع التدابير الممكنة عمليا لكي تضمن حماية ورعاية الأطفال المتأثرين بنزاع مسلح)، وانتهاك لإعلان الأمم المتحدة بشان حماية النساء والأطفال في حالات الطوارئ والمنازعات المسلحة لسنة 1974م والذي (يحظر الاعتداء علي المدنيين وقصفهم بالقنابل، الأمر الذي يلحق آلاما لا تحصى بهم، وخاصة بالنساء والأطفال الذين هم أقل أفراد المجتمع مناعة، وتدان هذه الأعمال).
وحيّا مركز “شمس” الأمين العام للأمم المتحدة الذي وضع جيش الاحتلال على القائمة السوداء للدول التي تنتهك حقوق الأطفال بسبب انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وجرائمها بحق أطفال فلسطين في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، أن هذا الموقف المشرف هو موقف معنوي ولكن له دلالات قوية وكبيرة على الصعيد الدولي في تعرية الرواية الإسرائيلية ودحضها أمام العالم.
وطالب مركز “شمس” مجلس الأمن الدولي والأطرف السامية الموقعة على اتفاقيات جنيف والمقرر الخاص لحقوق الإنسان، والمقر الخاص المعني بالحق بالتعليم والمقرر الخاص للحق في الصحة، والمقرر الخاص لحقوق الإنسان، ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي، والمؤسسات الحكومية والغير حكومية، بضرورة القيام بواجباتها الإنسانية والأخلاقية وإجبار حكومة الاحتلال على وقف استهداف الأطفال وتحييدهم عن أماكن النزاع والعمليات العسكرية.