اطلس: أحيت سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية الصين الشعبية، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بالتعاون مع وزارة الخارجية الصينية، وجمعية الصداقة الصينية مع الدول الأجنبية.
وشارك في الاحتفالية: ممثل وزارة الخارجية الصينية السفير ونغ ك جيان، وعن جمعية الصداقة السفير يان دونغ، وعميدة السلك الدبلوماسي العربي في الصين السفيرة ميليا اجبور، وعن جامعة الدول العربية السفير أحمد حافظ، ومنسق مكتب الأمم المتحدة لدى الصين سيدرك، والقائم بأعمال سفارة دولة فلسطين شادي أبو زرقة، وممثلين عن 120 دولة، وعدد من الملحقين العسكريين.
وقال السفير جيان: إنه لطالما وقفت الصين إلى جانب القضايا العادلة، وقضية فلسطين هي من القضايا الأكثر عدلة وإنسانية على وجه الأرض، وستبقى الصين تقف إلى جانب الحق والعدل حتى ينال هذا الشعب حريته واستقلاله، وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية.
بدوره، قال السفير أبو زرقة: إن الإنسانية التي لا تنظر إلى الناس جميعاً نظرة متساوية، إنما هي زينة وتصنّع وقناع، وإن العدالة الدولية التي لا تُنصف الضحايا ولا تُعاقب المجرم، إنما هي ميزان مُختل لا ينفع الناس.
وأضاف أن القانون الدولي الذي لا يُلزم إسرائيل بوقف جرائمها الممنهجة، هو نظام غير مُستدام، لأن القانون الدولي لا يستقيمُ بمعايير مزدوجة.
وتابع: نتحدث إليكم من قلب معاناة شعبنا، ومن وسط الألم الذي يعيشه تحت الاحتلال الإسرائيلي الذي طال أمده، أكثر من 76 عاما وهو جاثم على صدورنا، هذا الاحتلال الذي يتجاوز كل حدود الإنسانية والقانون، مرتكبا أبشع أنواع الجرائم بحق أبناء شعبنا، جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية، كما تشهد على ذلك حرب الإبادة في قطاع غزة، الذي تعرض على مدار أكثر من 426 يوما إلى حملات تطهير عرقي منظمة لم يشهدها التاريخ الحديث.
وأشار إلى أن قطاع غزة بات اليوم مسرحا لواحدة من أفظع الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، حيث يمارس سياسة الأرض المحروقة من خلال القصف العشوائي والممنهج للمناطق السكنية، ما أدى إلى استشهاد 45,000 منهم 17800 طفلا 12800 امرأة، وهناك عشرات الآلاف من المفقودين،
كما يمارس سياسة التجويع والحصار الجائر منذ أكثر من 17 عاما، ويمنع دخول الغذاء والدواء والمواد الأساسية، في محاولة لتركيع شعبنا.
وأكد أن قطاع غزة يشهد تدميرا منهجيا للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات، والمدارس، ومحطات المياه والكهرباء، ما جعل الحياة هناك مستحيلة، والأسوأ من ذلك، تقارير حقوقية موثقة تؤكد استخدام الاحتلال أسلحة محرمة دوليا في استهداف المدنيين، في انتهاك صارخ لكل المواثيق والمعاهدات الدولية.
ولفت السفير أبو زرقة إلى أن هذه الجرائم البشعة لم تقتصر على قطاع غزة، بل تمتد إلى الضفة الغربية والقدس المحتلة في محاولة تفريغها من سكانها الأصلين، حيث يستمر الاستعمار والاعتداءات المتكررة على القرى والمدن الفلسطينية، وممارسات المستعمرين الإجرامية والاجراءات التعسفية بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، خاصة المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، وذلك بتواطؤ كامل من حكومة الاحتلال.
وتطرق إلى معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الذين بلغ عددهم عشرات الآلاف، ويتعرضون إلى التعذيب النفسي والجسدي، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم بسبب حرمانهم من العلاج.
ودعا المجتمع الدولي، وفي مقدمته جمهورية الصين الشعبية الصديقة، إلى العمل الجاد لتفعيل القرارات الأممية وتنفيذها، والضغط على المحكمة الجنائية الدولية لتسريع إجراءات محاكمة نتنياهو وغالنت، وفرض عقوبات دولية على الاحتلال لردعه عن مواصلة هذه الجرائم.
وأشار إلى أن جمهورية الصين الشعبية، بدورها المحوري على الساحة الدولية، مدعوة إلى مواصلة الضغط والعمل مع الدول الصديقة لوقف هذا العدوان، ومساندة شعبنا في تحقيق حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في الحرية والاستقلال.