اطلس:نظمت النيابة العامة ووزارة التربية والتعليم، ورشة تدريبية لأعضاء نادي عدالة الأطفال في محافظة أريحا، والهادفة إلى تعزيز مهارات الأطفال القانونية والشخصية، وتمكينهم من المشاركة الفعالة في الأنشطة القانونية والمسابقات داخل المدارس.
تضمنت الورشة والتي عقدت على مدار يومين محاور هامة ، مثل التعريف بمهام نيابة حماية الأحداث، مهارات التواصل الفعّال، التوعية القانونية، بالإضافة إلى تدريبات عملية على تطبيق القوانين وكيفية التعامل مع الأطفال في البيئة المدرسية، كما خضع المشاركون لتدريب يؤهلهم ليصبحوا مدربين في أنشطة التوعية داخل مدارسهم، مما يسهم في تعزيز ثقافة القانون والحقوق لدى الأجيال الناشئة.
وفي كلمته، أكد وزير التربية والتعليم العالي الدكتور أمجد برهم على أهمية تعريف الأطفال والطلاب بحقوقهم القانونية، مشيرًا إلى أن هذه الأنشطة تمثل خطوة هامة نحو تعزيز الوعي الحقوقي والقانوني لديهم، كما أشار إلى أهمية الشراكة بين الوزارة والنيابة العامة في تنظيم هذه الفعاليات، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تواجهها فلسطين، بما في ذلك استهداف الاحتلال للتعليم في مختلف المناطق.
من جانبه، نقل رئيس نيابة حماية الأحداث، الأستاذ ثائر خليل، تحيات عطوفة النائب العام المستشار أكرم الخطيب، مؤكدًا أن حماية الطفولة الفلسطينية لا تُمثل مجرد التزام قانوني، بل تُعد واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا في ظل ما يتعرض له الأطفال من انتهاكات جسيمة على يد الاحتلال. وأشار إلى أن هذه الورش تُعد جزءًا من جهد مؤسسي هادف إلى بناء وعي قانوني مبكر لدى الأطفال، وتعزيز قدرتهم على فهم حقوقهم والدفاع عنها، في واقعٍ تُستهدف فيه الطفولة يوميًا بالاعتقال والقمع وحرمانها من أبسط حقوقها، وعلى رأسها التعليم.
كما شدد خليل على أهمية تعزيز الشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي، من أجل توسيع دائرة هذه الأنشطة، بما يسهم في تمكين الأجيال الصاعدة من أداء دور فاعل ومؤثر داخل مجتمعاتهم، رغم ما يواجهونه من تحديات وظروف استثنائية تفرضها سياسات الاحتلال.
تجدر الإشارة انه تم اختيار 18 مديرية تعليمية لتنفيذ الورشة، حيث جرى انتقاء طلاب تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عامًا من المدارس الأكثر تعرضًا لانتهاكات الاحتلال، بهدف تشكيل نواة لنادي عدالة الأطفال. وقد خُصص خلال الورشة 19 عضوًا لتولي مهام النادي في مختلف المديريات، ليكونوا قادرين على نقل التوعية لأقرانهم وتمكين الأطفال من حماية أنفسهم من المخاطر المحتملة.
وشهدت الورشة أجواء ديمقراطية وتفاعلية، تخللتها انتخابات داخلية لاختيار رئيس ونائب رئيس ومقرر للنادي، في روح من التنافسية البنّاءة التي تضع مصلحة الأطفال في المقام الأول، واختُتمت الفعالية بمناقشة الخطوات المستقبلية للمشروع، وتقديم مقترحات لأنشطة من شأنها تعزيز دور النادي في خدمة المجتمع الفلسطيني.